أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محسن صابط الجيلاوي - سعدي يوسف عملاق عراقي لن ينال منه صغار السياسة وبائعي المواقف....!














المزيد.....

سعدي يوسف عملاق عراقي لن ينال منه صغار السياسة وبائعي المواقف....!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


أختلف مع سعدي يوسف في الكثير من تصوراته السياسية وقد قلت ذلك علنا...ولكني متأكد أن سعدي رجل الثقافة العميقة والتاريخ الباهر والشعرية المرهفة سيقدر أن لا معنى لعراق جديد بدون احترام فن الاختلاف والنقاش والصراع في الحجة..ومادام سعدي وغيره لم يسايروا الدكتاتورية يوما ولم ينزلقوا في نزق السياسية وذوي أياد بريئة من وزر أي دم عراقي، فلهم الحق أكثر من غيرهم على المجاهرة بآرائهم والأيام هي التي تكشف الصح من الخطأ..لقد حورب شمران الياسري لأنه وقف ذات يوم ضد ما كان يسميه ( الجبحة الوطنية ) وقد تأكد لاحقا عمق النظرة الثاقبة لمثقف متواضع على طاقم السياسة المتهدل والمزدحم بتيوس التنظير...
ليس هناك من يمتلك الحقيقة أبدا...
وقارئ سعدي بشكل دقيق ومتكامل يرى رجلا ثابت المواقف في إدانة الإرهاب وتحميل الجميع مسؤولية ذلك من الاحتلال إلى سائر أركان هذه الطبقة السياسة الفاشلة...
تحداهم أن يفعلوا شيئا لنصرة العراقي المقهور ففشلوا جماعات وفرادى...
تحداهم بروح أمة عراقية وهم أدخلونا العشيرة والطائفة والقومية والمناطقية وكل شيء يفتت لحمة هذا الوطن...
سعدي يوسف يُقدر أن الشعرية العراقية أنجبت عظام يمتدون عميقا في خارطة الشعر الحديث..قد يكون سعدي ليس الأبرز ولكن المؤكد انه يقف في الصف الأول من الثقافة العراقية والعربية..والأمم تبدو جدباء عندما يشتم الصغار عمالقتها وعظمائها...
سعدي أعطاه السياسي يوما كل شيء لأن أجندة السياسي تحاول دوما أن تُخضع المثقف لشروطها وشروط انتشارها وبالتالي لتغذية برامجها المليئة بالتآمر والخداع والرياء بعناصر التلميع المطلوب...لقد بلعنا خرافة الشعار وطنين ( العملقة )والعمل باسم الشعب شعوبا ونخب...! أرى سعدي وهو في عمر متقدم ولكن بروح شابة قد توصل لفهم هذه اللعبة وهو الذي كان على مشاكسة مبكرة ودائمة مع شعار وتكتيكات السياسي..يشهد له بهذا الوسط الثقافي بتلك المواقف المميزة عندما كان مقيما في لبنان واليمن فهو بحق ابن ماض قلق على مصير قلق وعلى وطن وإنسان يُنتهك باسم خطاب يجافي هذه المسلمات في كل لحظة وفي كل منعطف...لهذا حزم أمره لكي يكون مثقفا متمردا ومستقلا يقول فكره وهواه على سجيته الثقافية والمعرفية العميقة تاركا الحكم للناس وللزمن..تلك هي براعة المثقف في تحريك الساكن والمألوف لكي نسبر عوالم جديدة في فهم العالم والحياة والمتناقضات وكذلك فضيلة الوقوف بوجه الموجة السائدة والتي أنصارها دوما أقلية...
سعدي يشتمه اليوم ( الكتبة ) الصغار، شعراء قادسية صدام وكاتبي اطروحات فاسدة عن القائد الضرورة لأنهم ركبوا جماع الموجة الطائشة وما أكثرها تكرارا في عراق عرف التصفيق والهتاف وضياع العقل...!
كنا نستلم من المسؤول الحزبي أوامر قراءة سعدي، أعترف اليوم أنني عندما خرجت من نزعة الحشو الأيدلوجي اكتشفت أن العراق ملئ بشعراء كبار كٌثر زينوا وجه هذا الوطن بشجنهم وأناشيدهم فقد عبروا عن الانتماء للإنسان وليس غيره...
سعدي يبقى كبيرا اليوم وغدا أما ( زبالات ) السياسة ومادحيهم وخردة الثقافة السطحية سيتحولون إلى مضحكة عند زوال الكرسي، أليست مضحكة حركات برزان وصدام البهلوانية...؟هل الخلف أكثر هالة..؟ انهم يبدون كبار خلف كراسي وعدسات وحركات مرسومة..أما سعدي وأمثاله فهم كبار بتواضع وغرابة سعة عقل المثقف والبعد في رؤيته للتفاصيل الصغيرة التي تشكل لب المعرفة والشعر والإبداع...!
سعدي يوسف نقسم بالعراق ستبقى كبيرا نختلف معك هنا وهناك لكن أديم ذلك معجون دوما بحب الوطن...منك نتعلم ...*
وحدكَ، أنت الحُرّ
تختارُ سماءً فتسميها
وسماءٍّ تسكنُ فيها
وسماءِّ ترفضُها...
لكن عليك، لكي تعرف أنك حرُّ
وتظلَّ الحرّ...
أن تتثبتَ من موطئ أرضٍٍ
كي ترتفع الأرضْ
كي تمنح أبناء الأرضْ
أجنحةِّ...

قصيدة ( الحرية ) من ديوان ( الوحيد يستيقظ ) الصادر للشاعر سعدي يوسف عام 1993



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى لجنة مبادرة مثقفي المهجر
- مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!
- الصائغ مأساة وطن ولحظة مكثفة لمستقبل قاتم...!
- الحزب الشيوعي والتحالفات الجديدة (وفرارية) الأيام الصعبة...!
- الدكتاتور الذي لازال يحكمنا
- جلال الطالباني: رجل الحروب الكثيرة – الجعفري هدف طازج
- جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي
- تقييمات وتقسيمات حكومة الجعفري لشهداء العراق...!
- تبرعات كارثة جسر الأئمة بين الطريقة والنوايا...!
- قيامة عراقية
- من وحي نقاش جميل على غرفة الكتاب والمثقفين على شبكة البالتال ...
- من هنا وهناك..!
- مدافع آيات الله *
- تحية لشعبنا البطل في مدينة- السماوة
- نعم دوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انت ...
- حالة اللاعب علي أحمد الديوان، حالة وطن ودولة بائسة
- قراءة أولية في مسودة الدستور العراقي
- العوامل الدولية والإقليمية وحقوق الشعب الكردي العادلة – بين ...
- البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)
- القوى الدينية...والخطر القادم


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محسن صابط الجيلاوي - سعدي يوسف عملاق عراقي لن ينال منه صغار السياسة وبائعي المواقف....!