|
صدام الحضارات.....قيم من ستنتصر...؟؟
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5953 - 2018 / 8 / 4 - 17:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
صدام الحضارات..قيم من ستنتصر..؟؟ الجزء/الاول..... #ماجد_أمين_العراقي... ((منذ ان توهج الوعي لدى الانسان ..اضحت القيم الحضارية ..صفة مميزة..وضرورة بقاء ووجود...فمن خلال تلك القيم تسامى الكائن البشري ليرسم لوحة الابداع رغم هاجس الخوف...وتحديات كثيرة مثلت حجر عثرة في طريقه ...ولكن كانت تلك المسارات تتفاعل بشكل غريب ضمن اطار معادلة وجودية . اطرافها التحدي الوجودي ومحاولة اثبات الذات لسيرورة طور من أطوار الوجود ...وطرف آخر يمثل فعل ونشاط وفلسفة حركة الأحداث وهو مانطلق عليه "حركة التأريخ.."...تتقاطع او وتتوافق تلك الاطراف..ضمن اطار فيزيائي هو دالة موجية تتحكم بديناميكية التفاعل ةل جودي ..)) إذ تعد عملية وصف كثير من التفاعلات على مستوى النشاط التاريخي عملية تقييم معقدة بسبب غياب أو تزييف كم هائل من المعطيات بقصد في أغلب الأحيان ولأغراض واضحة حيث تتجلى في إظهار النزعة الأيديولوجية لدى للفكر الذي يبغي إظهار ما يرغب و إخفاء العيوب والسلبيات التي تعد نقاط وهن.. أ و ضعف.ولعل أبرز.ماتفرزه حركة التاريخ من تغيير وقائع تفرضها سيرورة تلك الحركة الناشطة ..نحن نعلم أن مراحل تطور الوعي قد مر لفترات وحقب تتصاعد أو تهبط وفق دالة موجية تبعا للمؤثرات الإجتماعية والإقتصادية والمعرفية بشقيها الثقافي والعقائدي.. منذ نشأة استلهام الوعي بدأت بوادر صراع عنيف يؤطر الوجود في خضم سباق طويل لا يحتمل إلا الوصول الإدراكي والغائي النموذجي أو النخبوي..كصفة بارزة لطبيعة أنظمتنا....إن العامل الأكثر تأثيرا في رسم خارطة الوعي الحضاري هو العامل المعرفي وطريقة ترجمة الفكر الإنساني في تجسيد المنجز الإنساني... بدأت بوادر التحضر من خلال إنتاج قيم تميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ..وتباينت تلك القيم وفقا للعوامل السائدة زمانيا وجغرافيا طبعا لا يمكننا إهمال الفعل الميكانيكي لفلسفة حركة التاريخ في سيرورة وصيرورة الأحداث .. كان المنجز الحضاري على بساطته بحاجة إلى جغرافيا واسعة لإثبات جدارته وهويته ..لذلك كانت الحضارات السالفة تبنى على أسس وقيم تنمي العقيدة العسكرية وتبرز المجد والفخر الشخصي أو القومي وقد ينحو منحى أوسع بحيث يعتمد العقيدة كعامل مثبت ليقنع الشعوب بأن السماء تعاضد وتسند هذا المنجز.. لذلك اتسمت تلك الحضارات بالتوسع الأفقي في ظل مدخلات معرفية مازالت يدوية وغير مؤتمتة..كما بالنسبة للمنجز الحضاري الحاضر اليوم.. لذلك فإن الحضارات تنتج كوسيلة صدام واسع بين الثقافات والقيم المتبادلة...وليست كما يسميها البعض تلاقح أو تعاضد حضارات ..وهذا توصيف خاطيء إذا اعتمدنا المعيار التطوري علميا ومنهجية..إذ وفقا لقاعدة التطور الماسية فإن البقاء للأصلح لا يعطي سببا معقولا ومنطقيا لقبول أن الحضارات ذات بنيوية تلاقحية تشاركية ..صحيح وفقا للبعد الإنساني نجد أن مصطلح الصدام الحضاري يبدو عنيفا ولكن هذه حقيقة يجب الإقرار بها ..أن الصدام هو نقطة إتقاد لإنتاج منجز وهذا الإتقاد يتطلب عملية جراحية لتغيير كثير من القيم وإلا فمن الصعب حصول منجز حضاري مميز دون إزالة وتغيير كثير من القيم البالية.. التي لا تلبي طموح حركة التاريخ لإنتاج كينونة حضارية متميزة وذات مخرجات جديدة وفاعلة ...تنهض بمجتمع ما نحو الريادة.. وهنا لابد ان نسجل ملاحظة مهمة ..أن ليست كل منظومة قيم مثالية هي التي ستنتصر أي انها لاتشكل حتمية وجودية طالما لاتتفاعل مع عوامل آنية قد تفضي لنجاحها وتكوينها كتجسيد واقعي أو قد لايكتب لها النجاح أو قد يتم وئدها قبل أن تولد ..بالعكس قد تسجل مسيرة الوجود الإنساني مراحل وحقب طويلة من النكوص والانحدار والانحطاط القيمي والمعرفي تبعا لظروف معينة قد تطرأ.. فالمجتمعات ذات الميول المتطرفة دينيا وبيئبا قد تلجأ لتحطيم مسارات الحضارة ..وتهديم كل مرتكزات الحضارة لانها مثلا تعتقد بقيم معينة تخالف وتقف بالضد من القيم الحضارية....فعلم الانتربولوجي ينبؤنا عن بناءات نكوصية تخالف مبدأ التطور وكما في حالات التمحور حول الذات وعبادة الأنا فمجتمع دئب على تقديس فرد كشيخ قبيلة ..أو تقديس كاهن أو أن طبيعة القحط تثير نوازع الخوف تجعله أكثر إيمانا بالتلقين قد يكون عاملا مثبطا ومعارضا لابل ومقاوما لكل منتج قيمي جديد ... وهنا من باب التحليل لحركة التاريخ ..يمكن طرح السؤال التالي : ======================= لماذا تنهار القيم الحضارية أحيانا أمام مجموعة القيم النكوصية . اي لماذا تتراجع القيم الحضارية أمام بروز القيم الرجعية أو المعاكسة للتحضر..مثلا لماذا انتصر الهكسوس أمام الحضارة الفرعونية..وكذلك انتصار الأقوام ذات الصبغة الصحراوية ضد حضارات وادي الرافدين..وكذلك لماذا انتصرت قيم الإسلام الصحراوي من الجزيرة العربية ضد أعظم حضارتين آنذاك.. ؟ وهنا علينا صياغة السؤال بصيغة أخرى مخالفة في وجه من يعتقد أن الإسلام منتج حضاري بينما وقائع الأمور تشير الى ان الإسلام الصحراوي ثقافة بداوة.. وقيم نكوصية..إن الإجابة على تساؤل كهذا يتطلب تجردا من كل الانتماءات والتأثيرات والذهاب حيث المنهج التحليلي لفلسفة حركة التاريخ والتطور الثقافي والمعرفي للوجود الإنساني بشكل عام .. أن أحداث التاريخ تتشكل مساراتها وفقا" لدالة موجية " فلا يمكن لحدث أو منجز وجودي أن يبقى في نقطة ثابتة ما... بل يتناوب تصاعديا أو تنازليا فتارة في القمة الموجبة وأخرى في زاوية ما وصولا إلى القمه السالبة والتي تعني انعكاس الموقع زمانيا وجغرافيا وقيميا ..فالحضارة تبلغ مثاليتها في القمة الموجبة لكنها تبلغ أسوء انحدار لها عندما تتموضع في القمة السالبة. ...أو القعر كمعيار معاكس .وبين هذين التموضعين درجات وزوايا متباينة .. كما إن القيم المضادة أو Anti-civilizations...أيضا فأنها تتبع ذات الدالة الموجبة ...لذا غالبا ما تفرز لنا حركة التاريخ حالتين متضادتين..فحينما تكون دالة الحضارة في القمة الموجبة فأنها حتما ستنتصر على دالة الانتي-حضارية لان القيمة المعرفية للحضارة أعلى درجة من القيمة الرياضية للانتي- حضارية مهما كانت حتى لو كانت تتموضع في القمة الموجبة وأقصد القيم المضادة أو الانتي-الحضارية... ولكن وعودة لسؤالنا السابق ..لماذا تنهار القيم الحضارية امام القيم المضادة .. كما حصل سابقا وقد يحصل حاضرا او مستقبلا ؟ نعم هنا يكمن اس المشكلة تنهار اي قيم حضارية ..عندما تكون زمنيا في إحدى زوايا الانحدار السفحي إذ إن المعادلة الدالة الموجبة لا يمكن أن تضمن بقاء حضارة ما في نقطة ثابتة ودائمة وهي الوصول القمة الإيجابية والمحافظة عليها ..طالما أنها تنحدر حتما ضمن عوامل التأثير الفاعلة والدوارة حيث تتفاعل مع صعود أوهبوط دالة الحضارة..ولعل أهم عامل مؤثر هو الإشباع والرفاهية وتحقيق مسببات تجعل الإنسان المتحضر أكثر ميلا للسلم والابتعاد عن غريزة الصراع ..فالغنى الاقتصادي والمعرفي يجعل الانسان ينشد السلام والرقة والدعة.. والإبتعاد عن لغة للسلاح مما يعرض لمحموعة وعة الحضا رية لخطر المتربصين والطامعين .. كما إن هناك أسبابا أخرى تأتي كنتائج عرضية أو مباشرة منها دخول حضارتين من ذات الصنف في صدام دامي يؤدي إلى ضياع والتفريط بمقدرات هاتين الحضارتين معا سانحة الفرصة للمتربص الذي ينتظر فرصة تاريخية لترسيخ قيمه على حساب القمتان المتصارعتان...وهناك امثلة كثيرة على مر العصور تعطي مصداقا لهذا التحليل.. ولعل آخرها وليس اخيرها بروز الحضارة في أمريكا الشمالية إبان الصراع بين أقطاب أوربا في الحربين العالميين الأولى والثانية وبروز حضارة أخرى متمثلة للمعسكر الشرقي..في فترة ما سمي بالحرب الباردة... وهناك مثلا مغاير عندما تصارعت حضارتان هما اىفارسية والرومية وسنحت فرصة لقيم مناقضة للحضارة تمثلت بالإسلام كثقافة غزو حيث أطاحت بأكبر حضارتين آنذاك..إذ مثلت نموذجا لقيم مضادة تراجعية انتجت انحدارا حضاريا دام أكثر من عدة قرون حتى عاد الاشعاع المعرفي في زوايا معينة ولكن قيما نكوصية أخرى كانت أشد وطأة وتمثل قيما مضادة للحضارة قد برزت متمثلة بدولة الخلافة العثمانية والتي تعد نموذجا ربما هو الأسوء في تاريخ الوجود البشري .. هذه جملة ..امثلة تبين التحديات التي دوما تواجه المنجز الحضا ري بقيمه المتجددة ..وعلمنا إن القيم المتجددة ايس من السهولة بمكان ان تجد طريقا ممهدة ويسيرة إذ إن صراع القيم هو صراع وجودي يمثل صراع إراادات بين ةلقيم الخيرة والقيم الشريرة و لايمكن للشر ان يقول انه شر ... وهنا كيف لنا ان نصف انتقال الصدام الحضاري ظن نطاق الجغرافية ذات البعدين اي الانتقال من المسار الافقي الى المسار العمودي واختزال الجغرافيا الى ابعاد اخرى ...حيث انتاج قيم اخرى في مخرجات اخرى اقتصادية ومعرفية ...وهذا ما سنبحثه في الجزء اللاحق ... يتبع .....
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نص//الى وطني -العوراق-
-
الموت...ميزان العدالة
-
نص==/مابعد الموت
-
نص==/نقطة*
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*..ج///3
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*//الجزء الثاني
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*
-
نص//البعير على التل ..!
-
الإسلام والكوميديا ..!
-
المصلح الاسلامي ...منافق ..
-
المنظومة القيمية..والبناء الحضاري..
-
نص//رثاء الاحياء ..
-
قصة نهاية حضارة ..ج//2.!!
-
ألقيم الحضارية.. وطقوسية الاديان
-
قصة نهاية حضارة ...!!
-
نص//نوتي..تائه
-
القرون العشر الاخيرة ..
-
الإنتقالة من الطين الى الدين -جلد الذات-
-
-الحضارة الأخيرة ..-
-
-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|