أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - العراق بين بناء الدولة وحاكمية الحزاب ؟!!














المزيد.....

العراق بين بناء الدولة وحاكمية الحزاب ؟!!


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5953 - 2018 / 8 / 4 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعددية الحزبية شيء صحي ومفيد في الدمقراطية الحديثة ، وهو يفتح الآفاق أمام حركة الحزاب وتنوعها ، وهو بالتأكيد وبكل الأحوال يدخل في مصلحة العمل السياسي ككل ، ويعطي أنطباعاً ان المجتمع متحضر ويفهم الواقع السياسي جيداً ، أو ربما يسعى لخدمة شعبه ووطنه ، من خلال تبني الأفكار والرؤى ، وأقناع وكسب الجمهور وهذا ما يجعل الدولة المتقدمة تعيش تحت رحمة شعبها ، إذ أن الشعب هو المتحكم بمصير أي حاكم أو مسؤول في الدولة وبأستطاعة هذه الشعوب أن تغير أو تسقط حكومات والامثلة كثيرة في هذا الجانب ، كما ان علينا أن نغطي مفهوم الدولة بشيء من الشرح ونوضح ماذا يعني مفهوم الدولة بشكل عام وعلاقتها بالمكونات السياسية ، والمجتمع ككل ، ليتسنى لنا الدخول في توضيح الموضوع بصورة أدق وأعمق دون الوقوع في الإشكالات حول مفاهيم الدولة من جهة ومفهوم الحكومة والسلطة من جهة أخرى.
الدولة ظاهرة سياسية وقانونية تعني جماعة من الناس يقطنون رقعة جغرافية معينة بصفة دائمة ومستقرة ويخضعون لنظام معين ،وهي التي تمتلك أعلى سلطة قوية فوق جميع المكونات السياسية والاجتماعية الأخرى داخل المجتمع وعلى أي فرد من أفراده دون تمييز مهما كان شأنه ونسبه وموقعه الاجتماعي وعِرقه ودينه ومذهبه ، وحق المواطن الطاعة لها بالقدر الذي يخوله الدستور والقانون، ويعطيها هذا الحق الأولوية على كل المكونات وكل الجماعات الأخرى في المجتمع مثل الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية المختلفة والمكونات الدينية والطائفية والأثنية والجماعات الاقتصادية والتجمعات العمالية والنقابات والاتحادات المهنية المختلفة وحتى مؤسسات المجتمع المدني بكل انتماءاتها المهنية والإنسانية طالما هي تعمل وتنشط داخل حدود الدولة الوطنية، أي بمعنى مختصر ان الجميع يذوب في الدولة ، ويعمل ضمن حدودها المسيطر والمنظم والموجه لكل نشاطات المجتمع .
أما الحكومة فهم مجموعة الأشخاص الذين يحكمون باسم الدولة وينفذون سياساتها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والتعليمية وغيرها. فالدولة كيان سياسي ثابت ، أما الحكومة وأشخاصها فهم يتغيرون حسب تغير سياسات الدولة والقوى التي تقودها.
في عراقنا الذي يتميز بتنوع المكونات وتعدد المكونات العرقية والدينية والطائفية ، ومع أن الحكم السائد في هو حكم الفئة على الأغلبية ، ألا أن لغة الطائفية كانت غير طافية على السطح ، لأسباب كثيرة لانخوض بها ، فبين أن نسعى إلى بناء ما يحافظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً وقوته ،ونؤسس لدولة المواطنة العراقية الموحِّدة لكل العراقيين يكونون فيها متساوين في الحقوق والواجبات إمام الدولة وفق معيار المواطنة بمعنى أن تكون المرجعية الوحيدة لدولة المواطنة هما الدستور والقانون ،وبين أن نبني ونؤسس لدولة الأحزاب والشخوص وسلطة الحاكم الواحد ، واختلاق الصراع والأزمات والحروب ،وتعيش البلاد على اثر ذلك في حالة الصراع الطائفي وعدم الاستقرار، أي بمعنى أن دولة المكونات لها مرجعيات عديدة غير منسجمة مع بعضها وفي ظل غياب مرجعية الدستور والقانون.
إن ما هو يعيشه العراق اليوم الآن هو أقرب إلى دولة الحكومة ، وسيطرة المكونات والأحزاب السياسية أو الحزب الحكم ، والذي يعد أقرب منه إلى دولة المواطن ، وإن ما يجري على الساحة السياسية هو حصيلة سعي هذه الأحزاب والكتل السياسية الكبيرة المهيمنة والمتحكمة بالقرار السياسي ، وبالتالي فهو يصب باتجاه تقوية وترسيخ مفهوم دولة الحزب على حساب إضعاف مفهوم دولة الدولة والمواطن . هذه المسؤولية التاريخية تقع على كاهل الأحزاب والكتل الكبيرة والنافذة في الحكومة العراقية ، لا الدولة ، لأننا لم نجد حزباً أسس لنظرية الدولة دون الحكومة ، ولكن المؤسف إننا نرى اليوم الحزب الحاكم في العراق ، وهو يسعى لتأسيس مفهوم الحزب الحاكم ، والتي هي فكرة كان يعتمدها النظام الشمولي البعثي ، والذي نجح إلى حد ما في السيطرة على مقدرات الدولة العراقية ، ونجح في خنق جميع مكوناته ، وضرب شخصياته السياسية والاجتماعية والدينية ، ليبقى رمزاً للعراق والشعب يحترق تحته .
أن من يتحمل نتائج هذا التأسيس السيئ لمنظومة البناء السياسي في الدولة الديمقراطية ، والعواقب الوخيمة على مستقبل البلاد بشكل خاص هم ساسة البلد وقادته ، والذين أسترأسوا على حكم العراق ، والسيطرة على خيراته ، دون الوقوف على الآلآمه ومعاناته . وأما سيطرة هذه الأحزاب فهي الحصيلة الطبيعية لسياسة المحاصصة الطائفية المقيتة بكل ألوانها وأشكالها التي اعتمدت خلال السنوات العشر الماضية، كمعيار لتقسيم وتوزيع السلطة بين الأحزاب والمكونات في العراق ، والتي أصبحت السمة الأبرز في أي انتخابات تجرى ، فأصبحت المحاصصة حاضرة في أعلى سلطة ، وانتهاء إلى اصغر رئيس قسم في أي دائرة صغيرة ، وأصبح التمثيل الحزبي ، هو الأبرز في الحكومة ، دون التمثيل النخبوي ، او الكفاءة والنزاهة و التخصص ، وهذا ما جعل العراق اليوم يعيش حالة الموت البطيء وفق قاعدة ” الشخص غير المناسب في المكان المناسب ” وبالعكس ، والتي بسبب هذه النظرية سقطت إمبراطورية الاتحاد السوفيتي .
يبقى علينا أن ننتظر أن يكون هناك انقلاباً على هذه النظريات ، وتفعيل الدستور النائم ، والسعي إلى قيام ثورة فكرية تبدأ من التعليم ، للنهوض بواقع الأجيال القادمة ، وننطلق نحو تكوين دولة المهارات والخبرات والكفاءة ، والتأسيس لبناء الدولة دون الحكومة .



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية بين الانتخابات والتظاهرات والنحالفات ؟!!
- معركة الحديدة ... حد فاصل بين قوى الشر والشعب الاعزل !!
- العراق طاوله الحوار بين العراق والسعودية !!؟
- من يقتل أبناءنا بدم بارد ؟!!
- من يمتلك إرادة اختيار رئيس الوزراء ؟!!
- الانتخابات القادمة ... الشباب والخطاب ؟!!
- بغداد بين اعلان النصر وقتل الابرياء ؟!!
- العراق في فكر ترامب ؟!!
- الضربة الامريكية لسوريا ...قبول روسي وتخندق أيراني ؟!!
- مقتدى الصدر بين ايران والثيران ؟!!
- تظاهرات ام انقلابات ؟!!
- الورقة الإصلاحية بداية تشكيل الكتلة الأكبر ؟!!
- حكومة العبادي بين التكنوقراط السياسي والمستقل ؟!
- العبادي .... وحكومة الظرف المختوم ؟!!
- العبادي وخارطة الإصلاحات القادمة ؟!!
- اصلاحات العبادي .... بين الشلع والقلع ؟!!
- قادة الشيعة .... تناقض وفقدان الثقة ؟!!
- تظاهرات الصدر ... الغاية والهدف ؟!!
- مجلس القضاء يحصّن نفسه أمام القضاء ؟!
- ورقة إصلاح العبادي بين نهايته السياسية وبناء الدولة العادلة ...


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - العراق بين بناء الدولة وحاكمية الحزاب ؟!!