أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ابن رشد و خلطه الاوراق(3)














المزيد.....

ابن رشد و خلطه الاوراق(3)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 20:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثالثاً: ابن رشد و (فصل المقال)
وحان الآن أن نتكلم عن هذا الكتاب وهو عبارة عن رسالة لا تتجاوز اربعون صفحة، وتتضمن مجمل رأي ابن رشد في أن ثمة صلة بين الفلسفة والشريعة بحسب ما يدعي ابن رشد.
يبتدأ ابن رشد بطرحه السؤال التالي: هل أوجب الشرع الفلسفة؛ ثم يوضح بقوله: فإن الغرض من هذا القول أن نفحص، على جهة النظر الشرعي، هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع، أم محظور، أم مأمور به، إما على جهة الندب، وإما على جهة الوجوب. (ناسياً قول أصحابه الفقهاء: من تمنطق فقد تزندق).
ويرى أن كان فعل الفلسفة ليس شيئاً أكثر من النظر في الموجودات، واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع، أعني من جهة ما هي مصنوعات، فإن الموجودات إنما تدل على الصانع لمعرفة صنعتها. وأنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم، وكأن الشرع قد ندب إلى اعتبار الموجودات، وحث على ذلك.
ويقول: فأما أنّ الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل وتطلب معرفتها به، فذلك بين في غير ما آية من كتاب الله، تبارك وتعالى، مثل قوله تعالى { فاعتبروا يا أو لي الأبصار} وهذا نص على وجوب استعمال القياس العقلي، أو العقلي والشرعي معاً.
ومثل قوله تعالى {أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء}؟ وهذا نص بالحث على النظر في جميع الموجودات.
ويبين أن ممن خصه الله تعالى بهذا العلم وشرفه به، إبراهيم عليه السلام. فقال تعالى: "وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض " الآية. - وقال تعالى: " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت "؟ وقال، " ويتفكرون في خلق السموات والأرض " إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثيرة.
ويدعي ابن رشد أنه تبين من هذا أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع، إذ، كان مغزاهم كتبهم ومقصدهم هو المقصد الذي حثنا الشرع عليه.
ويبرهن انه ليس يجب فيما كان نافعاً بطباعه وذاته أن يترك، لمكان مضرة موجودة فيه بالعرض. ولذلك قال عليه السلام للذي أمره بسقي العسل أخاه لإسهال كأن به، فتزايد الإسهال به لما سقاه العسل، وشكا ذلك إليه: " صدق الله وكذب بطن أخيك "، بل نقول أن مثل من منع النظر في كتب الحكمة من هو أهل لها، من اجل أن قوماً من أراذل الناس قد يظن بهم أنهم ضلوا من قبل نظرهم فيها، مثل من منع العطشان شرب الماء البارد العذب حتى مات من العطش، لأن قوماً شرقوا به فماتوا. فإن الموت عن الماء بالشرق أمر عارض، وعن العطش أمر ذاتي وضروري.
ويعتقد إذا تقرر هذا كله وكنا نعتقد معشر المسلمين أن شريعتنا هذه الإلهية حق وأنها التي نبهت على هذه السعادة، ودعت إليها، التي هي المعرفة بالله عز وجل وبمخلوقاته، فإن ذلك متقرر عند كل مسلم من الطريق الذي اقتضته جبلته وطبيعته من التصديق.
نقول:-
إن ابن رشد يستمد معرفته الفلسفية من القرآن ومن ثم من الحديث؛ وهو هنا يدخلنا في ازقة ضيقة ومسالك غير معبدة، فمتى كانت الفلسفة تستمد معرفتها من النصوص الدينية حتى يأتي ابن رشد ويخوض في بحر لجج غير متحاشي امواجاً قد تأتي به الى الغرق من يحث يدري أولا يدري، وما بعد الغرق الا الهلاك المبين والموت المحتوم. وهذا هو الذي اسميناه بخلط الاوراق، فهو بهذا يريد أن يقول: إن الفلسفة لا تخالف الدين وأنّ الدين منسجم مع الفلسفة، وهذا ما لا تقوم له السموات والارض، لأنّ منهجية الفلسفة تتقاطع جذرياً مع منهجية الدين، ولا يمكن أنْ تصب معها في مجرى واحد أبداً. ولنا عودة أخرى لهذا الموضوع اذ نشرحها بالتفصيل في هذه الدراسة التي خصصناها الى نقد فلسفة ابن رشد.
ثم أنّ ابن رشد يستند في فلسفته هذه، الى حديث منسوب للنبي، وهذا الحديث موجود في صحيح البخاري، وهو من تأليف رجل بعيد عن الاسلام ولا يتكلم اللغة العربية ويعيش في اقصى بلد غير عربي وبعيداً عن الاجواء الاسلامية.
ونريد أن نقول: إنّ هذا الحديث غير صحيح ولا يمس الواقع ابداً، وأنّ استشهاد ابن رشد في هذا الحديث هو من المضحك المبكي، لأنه يخالف العقل والمنطق، ويخالف الواقع الراهن. فقد اثبت لنا الطب الحديث أنّ العسل يزيد من حالة الشخص المصاب بالإسهال، لأنه يحتوي على مادة سكرية، والمصاب بالإسهال يحتاج الى مادة ماسكة قابضة، كقشور الرمان مثلاً، والتي كان القدماء يعطونها للمصابين بالإسهال كعلاج شاف؛ وبما أنّ ابن رشد كان طبيباً فكيف انطلى عليه الامر؟، فانّا نشك كذلك من انه كان طبيباً، لأن انطلى عليه هذا الحديث المكذوب على النبي، خصوصاً وأنّ الذي رواه لنا شخصاً مثل البخاري.
فائدة:
إن داود الانطاكي الطبيب ذكر في تذكرته فصلاً كاملاً عن قشور الرمان كمواد طبية، وذكر انها تفيد كمادة ماسدة للطبيعة البشرية، أي انها تفيد لحالات الاسهال.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد و خلطه الاوراق(2)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(1)
- أي جرائم ارتكب هؤلاء الاوباش؟
- لماذا التفلسف
- الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)
- الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)
- من هو زرادشت- مدخل(2)
- هل زرادشت كان نبياً؟(1)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(2)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(1)
- ثقافتنا
- أساطين الفلسفة اليونانية(3)-أرسطو
- هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟
- حدائق الكلام- نصوص(8)
- جريمة الإقدام على الزواج!
- تغيير الوجوه!
- خرافات وأساطير(1)
- الحمار- قصة قصيرة
- اساطين الفلسفة اليونانية(2)- أفلاطون
- أساطين الفلسفة اليونانية(1)-سقراط


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ابن رشد و خلطه الاوراق(3)