بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أتمت القوات السورية العاملة في الجنوب على جبهات القنيطرة درعا والسويداء عملها بإحكام سيطرتها المطلقة على الحدود مع الجولان المحتل وتوقفت قرب السياج الفاصل أمام المنطقة منزوعة السلاح مع الكيان السرائيلي،ورغم أهمية الجبهة وإنتشار متداخل للفصائل المعارضة من جيش حر للأحرار وصولا للتنظيمات الارهابية كداعش والنصرة سابقا، كانت العمليات متواترة وسريعة وناجعة حيث بعد نهاية معركة الغوطة توجهت قطاعات ضاربة من الحرس الجمهوري وقوات تقودها المخابرات الجوية السورية بالإشتراك مع قوات إيرانية ومجموعات حزب الله اللبناني إلى الجنوب.رهان آخر من رهانات المعركة هو تصعيد الولايات المتحدة قبل بداية العمل الحربي والقصف والتشويش الإسرائيلي تحت ذرائع عديدة... رغم ذلك إنتصر الجيش السوري وحلفاؤه في الجنوب أو ما يقال عنه معقل الثورة السورية بعد أكثر من ست سنوات.لكن وحتى قبل نهاية معركة الجنوب بدأت الدعاية لحرب قادمة في الشمال بالتحديد في إدلب، هذه المدينة التي تمثل المعقل الأخير للفصائل والمجموعات الارهابية ربما بعد أيام قليلة ستكون هدف للجيش السوري،ولعل الحشود التي تتمركز على تخوم إدلب من جهة الساحل وحلب دليل أن هناك حشد للقوات ورغبة كبير للقوات السورية في إجتياح إدلب في ظل الوتيرة العالية للمعارك والحماس القتالي الكبير لإنهاء الجسم المسلح في الشمال السوري، مهدت دمشق لهذا أيضا بإخلاء قريتي كفريا والفوعة المحاصرتين في إدلب لدرء كل ضغط على القريتين أثناء المعارك كذلك لقاءات قيل عنها أنها مهمة مع ممثلين أكراد عن قوات سورية الديمقراطية مما يعني أن المجموعات الكردية المسلحة ستشارك في معركة الشمال القريبة، وقد سعى الروس حلفاء بشار الأسد لتعبيد الطريق أمام القوات السورية بالحديث مع تركيا وإيران في سوتشي حول مستقبل إدلب.بدورها تقوم الفصائل في إدلب في وعي منها بجسامة الموقف بترميم خلافاتها ورص صفوفها وهناك حديث عن تشكيل جيش موحد أو إحياء جييش الفتح الذي مزقته الخلافات بين مجموعات جهادية جلها إرهابية، هذه المجهودات توسط فيها ما يقال عنهم مشائخ السنة ولعل أبرزهم عبد الله المحيسني الداعية السعودي.هذه التطورات تبين أهمية العملية العسكرية القادمة لا ريب في مدينة إدلب، هي ربما أم المعارك فجل الفصائل متجمعة هناك وتملك أسلحة متنوعة منها أسلحة ثقيلة ومضادات طائرات ودبابات وألغام ولعل قاعدة العمليات الأبرز بالنسبة للقوات السورية والمتحالفة معها وخاصة جزب الله والتي ستنتقل بثقلها من الجنوب للشمال ستكون قاعدة أبو الظهور العسكرية التي تعد مركز مهم لتجميع القوات والعتاد وبدأ العمل الناري والجوي.وتذهب جل التوقعات أن المعركة إن طالت في الشمال فلا يمكن للفصائل الصمود مع القصف الروسي الكبير ومع فتح جبهات عديدة من حلب والساحل وريف إدلب،رغم ذلك سيكون قتال شرس ودموي على إعتباره الفرصة الأخير للفصائل في سوريا وحجم التلغيم الموجود في المنطقة.هو ربما المنعرج الأخير لحرب أنهكت الشعب السوري وأضرت بمقدراته وبنيته التحتية ومستقبل أجياله التي لن تتخلص بسرعة من آهات الحرب ودمارها النفسي والمادي.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟