أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ابن رشد و خلطه الاوراق(2)














المزيد.....

ابن رشد و خلطه الاوراق(2)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 21:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثانياً: الخلط بين الفلسفة والدين
ذكرنا في المبحث الاول، أن ابن رشد حاول أن يخلط بين الفلسفة وبين الدين، كما حاول الذين من قبله، وبتعبير الفارابي التوفيق بين الفلسفة والدين، الامر الذي اضر الفلسفة ولم يرفع من شأن الدين.
وفي هذا المبحث نسلط الضوء على الامور التي تطرق لها ابن رشد، وملخص ما تعرض له هو ما جاء في كتابيه: "فصل المقال" و " الكشف عن مناهج الادلة" وقد لخص ذلك الاستاذ محمد يوسف محمد في كتابه" بين الدين والفلسفة" لخص رأي ابن رشد في اربع نقاط:
1-إن الشريعة، أو الدين توجب التفلسف.
2-الشريعة لها معان ظاهرة عامة، وأخرى باطنة خاصة، ومعنى هذا وذاك وجوب التأويل احياناً، ولبعض الطبقات من الناس.
3-وضع قواعد خاصة بتأويل النصوص.
4-تحديد مدى قدرة العقل، والصلة بينه وبين الوحي.
ويضيف الاستاذ: "وقد انتهى ابن رشد من ذلك كله الى أن الحكمة والشريعة، أو الفلسفة والدين أختان ارضعتا لبناً واحداً، وانهما يتعاونان في اسعاد البشر". (راجع ص 90 من الكتاب المذكور، الطبعة الثانية دار المعارف بمصر).
وهذا بحد ذاته خلط في الاوراق متعمد، وسفسطة واضحة، كونها لا تستند الى العلم وهي بعيدة كل البُعد عن القضايا الفلسفة الجوهرية، التي تعالج ادق القضايا الفلسفية معالجة جذرية، ومنها القضايا القبلية والبعدية بحسب تعبير الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت؛ واما القضايا الدينية كالوحي ووجود الانبياء وتنزيل الكتب المقدسة وغيرها، فهي أمور تعبدية عقائدية اخلاقية، لا تخضع، في احايين كثيرة الى العقل والمنطق السليم، وحتى وجود الله، فقد اوعز كانت ذلك الى القضايا الاخلاقية، وأعدّ وجود الله خاضع الى القوانين الاخلاقية البحتة، لا الى العقل، حيث يرى" إن العقل البشري عاجز عن ادراك حقائق الاشياء في ذاتها، وأنّ كل ما نعرفه هو هذه الظاهرة ليس غير".
إذ ليس لدينا دليل قاطع على نزول الوحي ووجود الانبياء والرسل، وأنّ الله بعث هؤلاء الانبياء الذين يقدر عددهم بمائة واربعة وعشرون الف نبي، وانزل معهم كتباً مقدسة، ولكن كل ما نعرفه هو رجماً في الغيب، أو من باب الظن، والظن لا يغني عن الحق شيء.
واعتقاد ابن رشد الجازم بهذه القضايا، لكونه فقيه مجتهد ليس الا، كما ذكرنا ذلك في المبحث الاول. وثمة آيات استند عليها ابن رشد لدعم موقفه.
الآيات التي اعتمدها ابن رشد:
1-{ فاعتبروا يا أو لي الأبصار}.
2-{ أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء }.
3- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض}.
4- {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت}.
5-{ ويتفكرون في خلق السموات والأرض}.
وهناك حديث منسوب للنبي يعتبره ابن رشد حديث صحيح وينسجم مع العقل وقد اعتمده فيما طرحه من اعتقاد في ربط الفلسفة بالشريعة. وجاء في الحديث: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".(راجع: فصل المقال ص 22-23، منشورات المؤسسة العربية للدراسات الطبعة الثانية بتحقيق محمد عمارة).
ونحن لا نعتقد كما اعتقد ابن رشد هذا الاعتقاد، ومال هذا الميل، بل الذي نعتقده أنّ لا صلة موثقة بين الفلسفة والدين ابداً، ولا ثمة طريق يوصلهما الى هدف واحد، لأن الاولى تُعد العقل معياراً لكل الاشياء، واما الدين فيتخذ المنقول هو المعيار الصحيح لقياس الاشياء، حتى وأن كانت ثمة قواسم بسيطة مشتركة بين الفلسفة والدين، فأنّ هذا لا يعتبر مقياساً صحيحاً نقيس به القضيتين المتناقضتين: الفلسفة والدين.
ولنا عودة اخرى الى هذا الموضوع في مبحث مقبل من هذه الدراسة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد و خلطه الاوراق(1)
- أي جرائم ارتكب هؤلاء الاوباش؟
- لماذا التفلسف
- الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)
- الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)
- من هو زرادشت- مدخل(2)
- هل زرادشت كان نبياً؟(1)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(2)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(1)
- ثقافتنا
- أساطين الفلسفة اليونانية(3)-أرسطو
- هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟
- حدائق الكلام- نصوص(8)
- جريمة الإقدام على الزواج!
- تغيير الوجوه!
- خرافات وأساطير(1)
- الحمار- قصة قصيرة
- اساطين الفلسفة اليونانية(2)- أفلاطون
- أساطين الفلسفة اليونانية(1)-سقراط
- حدائق الكلام - نصوص (7)


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - ابن رشد و خلطه الاوراق(2)