|
هل صدفة الميلاد مبررلسجن الإنسان فى عقيدة والديه؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل صدفة الميلاد مبررلسجن الإنسان فى عقيدة والديه؟ طلعت رضوان أعتقد أنه يجب أنْ تتولى منظمات حقوق الإنسان العالمية (مثل منظمة العفوالدولية وغيرها) الدفاع عن المطلب الإنسانى الذى نادى به فلاسفة عصرالتنويروهو: أنه لايجوزفرض ديانة الأم أوالأب على الطفل منذ ولادته..وأنّ الإنسان من حقه اعتناق أى دين أوأى مذهب بعد بلوغه سن21سنة..ويذهب ظنى أنه عند بلوغ الإنسان هذا العمر..يكون قد امتلك (قدرة التمييز) والاختياربين الأديان والمذاهب..ولكن هذا لن يتحقق إلاّفى نظام تعليمى لاينحازلديانة مُـعيــّـنة، وأنْ تكون مناهج التعليم مُـحايدة بشكل مُـطلق، فى تدريسها للأديان. وقد نصّـت المادة رقم18من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادرفى10ديسمبر1948: ((لكل شخص الحق فى حرية التفكيروالضميروالدين..ويشمل هذا الحق تغييرديانته أوعقيدته مع حرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة..وإقامة الشعائرومراعاتها، سواء كان ذلك سرًا أم علنــًـا)) وأعتقد أنّ هذه المادة فى حاجة إلى إضافة جملة ((ولايجوزفرض ديانة الأم أوالأب إلاّبعد بلوغ الابن سن21سنة)) لماذا هذا المطلب: لأنّ الإنسان يـُـولد وفق قانون المصادفة، فلايختارجنسه ولاوطنه ولاديانته..ورغم ذلك فإنّ الأديان تــُـجبره على البقاء فى الدين الذى اعتنقه والداه إلى أنْ يموت..وفى مصر روّج (تياريسارالإسلام) لمقولة أنّ الإسلام (مع حرية العقيدة) واستشهدوا بآية ((لاإكراه فى الدين)) (البقرة/256) وآية ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) (الكهف/29) وآية ((لكم دينكم ولى دين)) (الكافرون/6) وتجاهلوا الآيات التى رسّـختْ أنّ الإيمان الحقيقى لايكون إلاّبالإسلام..وإنّ القرآن كان صريحـًـا عندما نصّ على (إنّ الدين عند الله الإسلام) و((ومن يبتغ غيرالإسلام دينــًـا فلن يـُـقبل منه وهوفى الآخرة من الخاسرين)) (آل عمران/19، 85) ليس هذا فقط وإنما البشرالذين عاشوا فى العصورالسابقة على الإسلام..كانوا مسلمين (القصص/53) و(الحج/78) و(النمل/42) و(فـُصلت/33) و(آل عمران/52) و(الأعراف/126) وإنّ نوح قال ((وأمرتُ أنْ أكون أول المسلمين)) (يونس/72) بينما نفس الآية وبنفس ترتيب الكلمات كانت موجهة للنبى محمد (الزمر/12) وأكثرمن ذلك فإنّ القرآن شـدّد على أنه عند الموت ((فلا تموتنّ إلاّوأنتم مسلمون)) (البقرة/132، وكرّرها فى آل عمران/102) ثم جاءتْ الأحاديث النبوية (بغض النظرعن موضوع صحة الحديث أوالتواترإلخ) حيث ورد فى المأثورالإسلامى ((مـنْ بـدّل دينه فاقتلوه)) وقال الماوردى ((ومن أقام على ردته ولم يتب، رجلا كان أوامرأة وجب قتله..وقال أبوحنيفة: لاأقتل المرأة بالردة، بينما قتل رسول الله بالردة امرأة اسمها (أم رومان) وقد أنذرعلى بن أبى طالب شخصًـا اسمه (العجلى) بالتوبة ثلاثة أيام ثم قتله صبرًا بالسيف..وقال ابن سريج ((يـُـضرب بالخشب حتى يموت، لأنه أبطأ قتلا من السيف..ولايـُـدفن فى مقابرالمسلمين ولافى مقابرالمشركين ولايـُـغسّـل..ولايرث عنه وارث من مسلم أوكافر..وأضاف الماوردى: وقد قاتل أبوبكرمانعى الزكاة (الصحيح مانعى الصدقة) مع تمسكهم بالإسلام حتى قالوا: والله ما كفرنا بعد إيماننا..ولكن شححنا على أموالنا..فقال عمرلأبى بكر: علام تـُـقاتلهم ورسول الله قال ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله، فإذا قالوهاعصموا منى دماءهم إلاّبحقها)) لم يقتنع أبوبكرفقال لعمر((إلاّبحقها..أرأيتَ لوسألوك ترك الصلاة، أوترك الصيام، أوترك الحج..وإذن لاتبقى عروة من عرى الإسلام إلاّ انحلتْ..والله لومنعونى عقالامما أعطوه لرسول الله لقاتلتهم عليه)) استسلم عمرلهذا الكلام وقال ((شرح الله صدرى للذى شرح صدرأبى بكر)) ودافع حارثة ابن سراقة عن أهله الذين رفضوا أداء الصدقة لأبى بكرفقال ((أطعنا رسول الله ما كان بيننا..فيا عجبـًـا ما بال مُـلك أبى بكر؟ سنمنعكم ما كان فينا بقية..كرام على العزاء فى ساعة العُـسر)) (الماوردى: الأحكام السلطانية والولايات الدينية- مكتبة ومطبعة الحلبى بمصر- عام1973- من ص55- 58) ونقل الماوردى عن التراث الإسلامى أنّ رسول الله أمربقتل ستة عام الفتح ولوتعلقوا بأستارالكعبة..وذكراسم كل منهم بالتفصيل..وأنّ أحدهم (مقيس بن حباية) قال ((شفى النفس أنْ قد بات بالقاع مسندًا..يضرج ثوبيه دماء الأخادع..وأدركتُ ثأرى واضّجعتُ موسدًا..وكنتُ عن الإسلام أول راجع)) وكان من بين الستة الذين أحلّ الرسول قتلهم (عبدالله بن سعد بن أبى سرح (كاتب الوحى) فإذا قال له الرسول: اكتب: غفوررحيم، كتب عليم حكيم..ثم ارتد فلحق بقريش وقال: إنى أصرف محمدًا حيث شئتُ فنزل فيه قول الله ((ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله)) (الأنعام/93) (المصدرالسابق- ص132، 133) مع ملاحظة أنّ هذه الآية تدخل (ضمن مجموعة أسباب النزول) وعن تارك الصلاة قال ابن حنبل وطائفة من أصحاب الحديث: يصيربتركها كافرًا يـُـقتل بالردة (المصدرالسابق- ص222) وعن (صدفة الميلاد) ورد فى المأثورالإسلامى: إذا أسلم الأبوان كان إسلامًـا لصغارأولادهما من ذكوروإناث. بينما اختلف الإمام مالك حيث قال: يكون إسلام الأب إسلامًـا لهم..ولايكون إسلام الأم إسلامًا لهم..ولايكون إسلام الأطفال بأنفسهم إسلامًا ولاردتهم ردة. بينما قال أبوحنيفة: إسلام الطفل إسلام وردته ردة ولايُـقتل حتى يبلغ (ص137) 000 فإذا كان هذا هوالتراث الإسلامى (من قرآن وأحاديث ووقائع) فلماذا يـدّعى (تياريسارالإسلام) أنّ الإسلام مع حرية العقيدة؟ ولماذا اختلفوا عن مثقفى العشرينيات، حيث نشرتْ صحيفة السياسة فى افتتاحيتها (6سبتمبر1925) مقالاقالت فيه إنّ الدستور((كفل للناس حرية الاعتقاد ويـُـبيح لهم بذلك أنْ يرتدوا عن الإسلام من غيرأنْ يكون عليهم فى ردتهم حرج)) فغضب الشيخ بخيت..واعتبرأنّ صحيفة السياسة وما ذكرته هوإلحاد..فردّتْ عليه الصحيفة: إنّ هذا القول ظاهريا مولانا..فنص المادة الثانية عشرمن الدستورالذى اشتركتَ أنت فى وضعه تقول ((حرية الاعتقاد مطلقة)) ومعنى الإطلاق يا مولانا عدم التحديد بشىء وعدم التقييد..فإطلاق حرية الاعتقاد معناه أنّ الدستورلايـُـقيـّـد الاعتقاد بشىء ولايتعرّض لمن يختط لاعتقاده سبيلا سواء رضيت فضيلتكم عن خط هذا الاعتقاد أولم ترض، خرج صاحبه عن الإسلام إلى النصرانية أواليهودية أوإلى نظريات الفلاسفة المجردة أوإلى عمايات الشيطان، ذلك بأنّ مصرفيها دستورفيه مادة تقول بإطلاق حرية الاعتقاد..وتــُـتيح للناس الارتداد عن الإسلام من غيرأنْ يكون عليهم حرج. أليس هذا واضح وظاهريا مولانا)) (صابر نايل- العلمانية فى مصر- 1997- ص150، 151) فهل كان لثورة شعبنا فى شهربرمهات/ مارس1919هذا التأثيرعلى مثقفى تلك الفترة؟ لا أعتقد حيث أنّ هناك الكثيرمن الكتابات التى دافعتْ عن حرية الاعتقاد قبل1919، وإذن- كما أعتقد– لايبقى إلاّ (إيمان) مفكرى ذاك الزمن بالحرية المطلقة، فجاء دستور1923وحقق لهم حلمهم فى المادة رقم12. 000 هامش: الماوردى (972- 1058) كان على علاقة بخلفاء الدولة العباسية..وسفيرهم لدى السلاجقة..ونشأ فى البصرة..وله كتب كثيرة منها (أدب الدنيا والدين) و(أعلام النبوة) و(تسهيل النظروتعجيل الظفر) أما كتابه (الأحكام السلطانية) فهوالذى يعتمد عليه الأصوليون المعادون للحداثة ولحق المواطنة. لكل ما تقدم فإننى أتمنى أنْ تــُـبادرمنظمات حقوق الإنسان العالمية (مثل منظمة العفوالدولية وغيرها) بتقديم مذكرة لهيئة الأمم المتحدة، تتضمن تعديل المادة رقم18من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادرفى10ديسمبر1948بإضافة أنه ((لايجوزفرض ديانة الأم أوالأب على الطفل المولود (ولد أوبنت) إلاّبعد بلوغه سن21سنة)) ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية
-
توحد لغة أنظمة الاستبداد
-
إهدار المال العام وخطورة مناهج التعليم
-
هل يهتم نظام الحكم بترسيخ الفضيلة أم الرذيلة
-
الأدب الأوروبى والدفاع عن الشعوب الإفريقية
-
آثارمصر بين الاعتزاز بالتراث والدونية القومية
-
دور الصهيونية والتخويف بالعداء للسامية
-
انعكاس الثقافة القومية على الموقف من المرأة
-
عودة القتيل للحياة ورومانسية الوهم المريض
-
الزراعة المصرية والتضييق على الفلاحين
-
مغزى تجديد الإسلام كل مائة سنة؟
-
الحياة السياسية المصرية قبل وبعد يوليو1952
-
هل أخطأ الزعيم الفلسطينى فى حق اليهود؟
-
لماذا كانت ظاهرة التكرار فى القرآن؟
-
لماذا غير حزب الله موقفه من إسرائيل؟
-
درس التحالف السعودى الأمريكى الإسرائيلى
-
ما مغزى المغازلة السعودية للصهيونية؟
-
لماذا خالف الفقهاء القرآن
-
شحن المصريين من اليمن إلى سيناء
-
ما مغزى التخويف من نار جهنم ؟
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|