كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العقل الاصلاحي المتوفر في الاحتجاجات يفكر بالانقلاب التام على العملية السياسية وتحطيمها بمؤسساتها . ومن ثم الشروع بالاصلاح و مكافحة الفساد .دون ان يضمن أي فصيل احتجاجي للشعب عدم تكرار الفساد على يديه في حال استلامه للسلطة عقب اسقاط النظام السياسي القائم .. سيما وان الكثير منهم ممن مارس الدور واستلم وزارات.. ان اسقاط النظام الحالي امر ينطوي على مجازفة مصيرية مفتوحة على احتمالات متنوعة .تصب جميعها في العودة الى الانفراد و العسكرة و الديكتاتورية .ناهيك عن التفكك الوطني..
الحل الناجع بطبيعته مر المذاق ايضا ومعقد وبحاجة الى تضحيات جسام ..و هو السير الحقيقي في الطريق الديمقراطي وتعميق مساراته بآفاق علمية جذرية ..ابتداء من المفهوم الى الممارسة ..من مفهوم الديمقراطية بانها سلطة الشعب العراقي ..
لا سلطة البرلمان وأعضائه المنحرفين المنفصلين عن حاجات الانسان الاساسية وعن صون كرامته و حرياته..ولا سلطة الاحزاب المتلفعة بالخطاب الديني والقومي و الطائفي كذبا وبهتانا ..ولا سلطة مجلس الوزراء و رئيسه و ابنائهم و من لف لفهم ... ولا سلطة القضاة الذين نسوا العدالة اسيرة لرغبات السماسرة وصفقاتهم ..التي تقلب موازين الاحكام .. حتى كادت العدالة ان تختفي الى الابد من دور القضاء..
ولو لا انحراف هؤلاء الذين ذكرتهم بالاجماع واجتهادهم بالنص الديمقراطي ..لما صار العراق قلعة للفساد والتخلف ..
اما في الممارسة الديمقراطية فمطلوب من الاحتجاجيين اذا ما كانوا صادقين مع انفسهم في صناعة الخلاص ..فعليهم التمسك بتعميق السلوك الديمقراطي و معالجة العرج المتأصل في ديمقراطيتنا..فهي تختلف عن انواع
الديمقراطية في العالم المتوازنة بقوتين هما السلطة (الحكومة) و ( المعارضة) ...
لا طريق لتطوير النظام السياسي و معالجة اخفاقاته البنيوية سوى تأسيس معارضة برلمانية تعتمد على معارضة اجتماعية حقيقية تؤمن بالقيم الديمقراطية.. هذه نقطة الخلاص ..
اما عمليات التفليش من الجذور ما هي الا املاءات خارجية بغرض السيطرة على العراق والانتقام من تجربة اسقاط الديكتاتورية ..والثأر من الشعب العراقي..
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟