أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - انتفاضة العراق وثقافة الاتهام














المزيد.....

انتفاضة العراق وثقافة الاتهام


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دأبت الحكومات على اختلاف انظمتها، وعلى مر حقبها؛ عند الانتفاضات، وحين قيام المظاهرات الشعبية للمطالبة بالحقوق المشروعة، التي كفلها دستور الدولة للمواطن، دأبت، أن تكيل سيلاً من التهم المشينة، وتقذف شعوبها بما لا يليق من التشبيهات المعيبة كـ(الجرذان، المندسين، الانفصاليين، المخربين والمتعاونين مع الاجنبي)، حتى تتجذر مع الأيام هذه الثقافة الشيطانية في نفوس الناس، ويتبادلونها بينهم.
وتلجأ الحكومات إلى هذه الثقافة (ثقافة الاتهام) عن عمد، وحين الانتفاضات والمظاهرات؛ ليشيع العنف والانتقام، ويكون مبرراً للجوء إلى استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزّل، يتبعها أسلوب الاعتقالات العشوائية، والتصفيات الجسدية، والاغتيالات السياسية، لأن تلك الأحداث في نظر الحكومات أعمال شغب، وتخريب وشق لعصا الطاعة.
هذا الابتزاز السياسي، والحيف الكبير الذي وقع على الشعب العراقي الأبي؛ بسبب تردي الخدمات المعيشية، والتفريط بحقوق الإنسان، والنقص الحاد في خدمات الماء والكهرباء، وبسبب انتشار البطالة، وضعف الخدمات الصحية؛ كان سبباً في الاحتقان الداخلي، وقيام الجنوب بثورة الجياع، وهي انتفاضة بوجه الفساد، حتى صار العراق يغلي، وملأت الجماهير الشوارع؛ لتعبر عن غضبها وسخطها، بصدور عارية لا تأبه للموت، على كل الطبقة السياسية الفاشلة، كونها جزء من فشل إدارة الدولة. وحيال هذا الوضع الصعب المتأزم، أقدمت الحكومة على عدوان جديد غير دستوري، وهو قطع الانترنت، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، بقصد إذلال العراقيين، فتلقت زوبعة من ردود الأفعال السياسية والدولية، حيث انتقد ممثلو حقوق الانسان التجاوب السلبي مع الاحتجاجات والحراك الشعبي في عموم المحافظات، ووصفوا رد فعل الحكومة على أنه انتهاك صريح لحقوق الانسان، وعائق أمام حق الإنسان في التعبير عن رأيه بما كفله دستور العراقي الدائم؛ وفق المادة (38).
من الطريف في هذه المظاهرات الشعبية، والاحتجاجات السلمية، وهو ما يعكس مدى الغليان الشعبي، قيام الحاج (عبد الزهرة الشيال) من الجنوب، بجر عربة نفايات، كتبت عليها (هنا نضع الفاسدين)، وهو إنذار شعبي خطير للساسة الفاسدين.
من واجب الحكومة، وبرغم تأزم الموقف، أن لا تتعامل بسلبية مع المحتجين، وأن تبعد بجدية تأثير الأحزاب وأجنحتها العسكرية عن الإدارات المحلية، وتعترف بحق التجمع السلمي، وحق التعبير عن الرأي، بحرية لا تجرح الآخرين، ولا تسيء للأخوة، وتحفظ المودة بينهم، وتوعية الناس بالابتعاد عن إلحاق الاضرار بالممتلكات العامة؛ لأنها ملك الشعب، وأن لا تكون وسطاً وأداة لتنفيذ أجندات خارجية، وسبباً لركوب موجة المظاهرات من قبل مندسين، وتحويلها إلى مظاهرات دامية لتصفية الحسابات على الأراضي العراقية، وعليها الوقوف بحزم أمام كل الخطابات التحريضية، التي تدفع بالبعض إلى إفساح المجال أمام ضعاف النفوس، كي يحرفوا حقيقتها، ويهتكوا قدسيتها في جنح الظلام.
هكذا كان رد الشارع أمام حكومة مشلولة غير قادرة على التعامل الإيجابي مع متطلبات شعبها، فإن لم ترعوِ هذه الحكومة، وتعمل على تشخيص سليم لمشكلات الشعب، وتصل بوقت قصير إلى حلول جذرية لتردي الوضع الاقتصادي والسياسي المتفاقم - لأن بين الامن والاقتصاد علاقة توأمية - سيبقى هذا الحراك الشعبي المقدس، ويشتد عوده، بل ومع الأيام سيتحول إلى اعتصام سلمي مفتوح.
هل ستتمكن حكومة العبادي من احتواء تظاهرات الجنوب قريباً؟ وصدق من قال "الانسحاب وحفظ ماء الوجه أحياناً، ينقذ الموقف".
وإنْ يكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى --- فإنّ غداً لناظرهِ قريبُ



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات ديمقراطية ام بيع للاوهام
- الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي
- مخاطرٌ أصابت الأمة في قلبها
- يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع
- مايقولون الا غرورا
- أخوةٌ أم مواجهة؟
- (ترامب) يقرع طبول حرب سُنيّة شيعية
- امراء التطرف يتصدرون المشهد السياسي الاوربي
- مشكلات الشباب والمستقبل المجهول
- (داعش) يجمعنا والمحبة تقوينا والأخوة تنصرنا
- كذب الكذب عقوبة الجبناء
- دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام والتوافقات
- محاربة الفساد فريضة وضرورة وطنية
- داعش؛ فرانكشتاين أمريكي بامتياز
- الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب
- ديمقراطيتهم قتلت إنسانيتهم
- شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب
- كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
- الغرب وتجارة الشبهات


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - انتفاضة العراق وثقافة الاتهام