أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية















المزيد.....

نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 14:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية
طلعت رضوان
أليس الإعدام يساوى رصاصة الرحمة؟
وأيهما أشد قسوة: الإعدام أم عذاب الضمير؟
لفت نظرى أنّ بعض الأنظمة الأوروبية تــُـطبــّـق عقوبة الإعدام..وكذلك معظم الولايات الأمريكية..وكنتُ أتصورأنّ معظم الأنظمة الأوروبية ألغتْ عقوبة الإعدام فى تشريعاتها القانونية..وربما كنتُ أتمنى ذلك وهوما أوحى إلىّ بتصورى الذى ليس له أساس فى الواقع..وهذه الحقيقة جعلتنى أتساءل: كيف تضع أنظمة الحكم الأوروبية نفسها فى تطابق مع أنظمة الحكم الاستبدادية والفاشية، خاصة الأنظمة (المؤمنة) بضرورة تطبيق مرجعيتها الدينية، التى نصــّـتْ تشريعاتها (السماوية) على العقوبات البدنية؟ وكان مبعث سؤالى أنّ أنظمة الحكم الأوروبية، تتسم بقدرمن الاستنارة المُـستمدة من عصرالتنوير، بعد انصارالفلسفة والعلوم الطبيعية على الكهنوت الدينى..وبالتالى فإنّ أوروبا (كما تصوّرتُ) قد تخلــّـصتْ (من آفة المرجعية الدينية) وصارتْ تعتمد على التشريعات الوضعية، التى تتسق مع روح العصرالحديث..ومن خلال أفق متسامح وخيال رحب يتسم بالسمو، ويرتقى بالمستوى المنشود لحياة إنسانية، أكثرسموًا وجمالاوأقل قبحـًـا وضغائن..ونزعة شريرة نحوغريزة الثأروالانتقام.
وللأمانة فإنه بالرجوع لنشرات منظمة العفوالدولية، فإنّ بعض الأنظمة (وليست كلها) ألغتْ عقوبة الإعدام فى تشريعاتها..كما وسّـعتْ منظمة العفونظرتها الإنسانية إلى (المجرم) فنصّ قانونها الأساسى على إلغاء كافة العقوبات البدنية (الجلد وقطع اليد وقص الرقبة) على أساس منطلقيْن الأول: قانون الاحتمالات الذى يضع قاعدة احتمال ظهوربراءة المتهم بعد تنفيذ الحكم. الثانى: منطلق واقعى مستمد من التجارب العديدة فى دول كثيرة..وأنّ إلغاء عقوبة الإعدام يتأسس على ثلاثة أسباب، الأول: مراعاة الشفقة بالجانى حتى ولوكان مدانــًـا. الثانى: مراعاة البعد الاجتماعى ومجمل الظروف التى دفعته لارتكاب الجريمة. الثالث: احتمال البراءة بعد تنفيذ الحكم.
ونظرًا لتلك الاعتبارات تبنــّـتْ منظمات حقوق الإنسان فى أوروبا، مانصّ عليه القانون الأساسى لمنظمة العفوالدولية، التى سجـّـلتْ آلاف الحالات لأشخاص أعدموا لأسباب سياسية.
وقد اكتسبتْ المنظمة تقديرالأحرارلأنّ قانونها الأساسى يستهدف إلغاء كافة العقوبات البدنية بما فيها التعذيب داخل السجون..وعن إلغاء عقوبة الإعدام قدّمتْ- لتبريرهذا الهدف- العديد من الوقائع التى تـمّ فيها إعدام كثيرين فى أكثرمن دولة، ثم تبيـّـن أنهم أبرياء، سواء كان إتهامهم فى قضايا جنائية أولأسباب سياسية، من ذلك ما سجّلته المنظمة عن حالات الإعدام السياسى فى إيران الخومينية، وأنّ مايزيد عن ألفىْ سجين قضوا نحبهم ضحية الإعدامات السياسية السرية فى الفترة من يوليو88 ويناير89..وأوضح آية الله يزدى (رئيس الهيئة القضائية) أنّ أعضاء المعارضة مثل منظمة مجاهدى خلق مدانون بصورة جماعية ((بش حرب على الله)) (كتاب انتهاكات حقوق الإنسان فى إيران من عام87 - 1990)
وفى عام80 اعتمد النظام الليبى رسميًا سياسة التصفية الجسدية للخصوم السياسيين (كتاب عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان ص194) أما نظام صدام حسين فقد تـمّ إبلاغ المنظمة عن إعدام المئات كل عام (الفترة من85 - 88) والإعدام كان علنيًا والمحاكمات غيرعادلة ولاحق فى الاستئناف ضد أحكام تفرضها محكمة (الثورة) وإعدام أطفال (المصدرالسابق ص167) وفى السودان تم إعدام الشيخ محمود محمد طه فى سجن كوبريوم 18يناير85، رغم أنه لم يكن ضد تطبيق الشريعة الإسلامية..ولكن ضد قطع يد الفقراء فى حكومة جعفرالنميرى..وامتلكتْ المنظمة شجاعة نقد أمريكا بسبب فضائحها فى مجال حقوق الإنسان ((والاستخدام المتزايد لعقوبة الإعدام)) (نشرة سبتمبر92) خاصة بعد أنْ ثبت براءة 23 إنسانًا بعد إعدامهم عام 87. وإذن تتأسّـس فلسفة إلغاء عقوبة الإعدام والعقوبات البدنية على وقائع ظهوربراءة المتهم بعد تنفيذ الحكم..وفى مصرتـمّ إعدام العامليْن محمد البقرى (18سنة) ومصطفى خميس (5ر19سنة) بتهمة الشيوعية فى أحداث اعتصام عمال مصانع النسيج بكفرالدوار، التى بدأتْ يوم12أغسطس1952، أى بعد عشرين يومًـا من سيطرة ضباط يوليوعلى مصر.
ولكن هل يعنى معارضتى لعقوبة الإعدام (لأسباب فلسفية وأخلاقية) أننى ضد معاقبة أى مجرم، خاصة من يرتكبون جرائم القتل، أوأية جريمة ضد الأنسانية مثل تخريب البنية الأساسية لمرافق الدولة (مثل مرافق المياه والكهرباء والكبارى والجسور..إلخ) وهى الجرائم التى يرتكبها أعضاء الجماعات الإسلامية الإرهابية؟ لذلك فإننى أرى أنه لابد من معاقبة أى مجرم..ولكن بعقوبة غيرالعقوبات البدنية.
كما أعتقد أنّ الإعدام فيه الراحة الأبدية للمجرم..وهوأشبه (برصاصة الرحمة) التى تــُـطلق على الخيول المريضة، بينما أحكام السجن (مع الأشغال الشاقة) هى الأحكام التى يستحقها أى مجرم ضد الإنسانية..وأنّ المجرم الذى كان يعيش فى رفاهية القصوروخدمة الأتباع، عندما يقارن وضعه الجديد وينام على (البرش) مثله مثل الغلابة (النشالين فى الأتوبيسات) أوالمرتشى الصغير..إلخ. فى هذه الحالة تكون العدالة قد تحقــّـقتْ..وليس بالإعدام الذى هوالراحة الأبدية للمجرم.
أليس الإعدام مكافأة سخية للقاتل؟ أليس هوالراحة الأبدية، عكس (السجن) الذى ينتقل إليه القاتل والفاسد؟ فبعد أنْ كان يعيش عيشة القصورسيعرف معنى النوم على (البرش) الذى نام عليه سارقو حبال الغسيل؟ أليس السجن هو(عذاب الضمير) كما يقول علماء علم النفس؟ لنتخيّل القتلة الذين أفسدوا الواقع الاجتماعى والسياسى (فى معظم دول العالم) وهم يُعيدون (شريط) حياتهم ويتذكرون (حجم) الجرائم التى ارتكبوها فى حق شعوبهم..هل الإعدام سيمنح الشعوب فرصة استعادة الأموال المنهوبة؟ لاشك أنّ عودة تلك الأموال مطلب شعبى لاخلاف عليه. فكيف يتم ذلك إذا تم الإعدام؟ لذلك فإننى أميل إلى رأى بعض القانونيين الذين رأوا أنّ السجن هوالوسيلة الفعالة للضغط على الجانى (سيكولوجيًا) للكشف عن أسماء البنوك وأرقامه السرية واستخدام بصمة الصوت إلخ..والسجن الذى أقصده هوسجن (الغلابه) الذين تُجبرهم الظروف على اختلاس بضعة جنيهات أوالقتل فى مشاجرة بسبب رغيف عيش إلخ أقصد السجن الذى ينام فيه المسجون على الأرض أوعلى سريرحديد من دورين وأحيانــًـا من ثلاثة أدوار..ويأكل من طعام السجن (الفول بسوسه إلخ) أما السجن (سبع نجوم) الذى يعيش فيه الفاسدون (من أعضاءالتنظيمات الدينية الإرهابية) فلن يؤدى إلى النتيجة المرجوة (أى عامل الضغط النفسى) لاستعادة الأموال المنهوبة. سجن (السبع نجوم) يعطى المجرمين الاحساس بالعظمة وأنهم فوق القانون وأنّ المسئولين يُساندونهم، والدليل هذه المعاملة الخاصة التى لاينالها إلاّ أصحاب النفوذ. ولذلك يُسيطرعليهم إحساس عميق بالافراج عنهم أوصدورأحكام (مخففة) وبالتالى لايمكن أنْ يتنازلوا عن الأموال التى سرقوها من شعوبهم..ولن يُـدلوا بأرقام حساباتهم السرية فى البنوك الأوروبية والأمريكية..والمفارقة أنه لوحدث ـ كما حصل فى مصرمؤخرًا ـ وصدرالحكم بإعدام بعض قيادات الإخوان المسلمين الذين ارتكبوا العديد من جرائم التحريض على قتل شعبنا المصرى، بعد انتفاضة يناير2011، فإنهم يتباكون ويكتب الأصوليون الإسلاميون المقالات المُـنـدّدة بالحكم والرافضة لتطبيقه..وقد انضمتْ إليهم الفضائيات الإسلامية. فإذا كان الأمركذلك فهل يجرؤهؤلاء على التنديد بقص الرقبة وبكافة العقوبات البدنية المذكورة فى القرآن؟
فى الحضارة المصرية أبدع جدودنا عقوبة على القاتل أشد قسوة من الإعدام، إذْ نصّتْ العقوبة على القاتل (خاصة بين ذوى الأرحام) أنْ يحتضن جثة القتيل لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال وتحت إشراف حراسة مُـشـدّدة لضمان تنفيذ الحكم (ول ديورانت- قصة الحضارة- ج1ص98) وعندما إنتصرتْ الثورة الصينية عام 1949كانت العقوبة التى فرضها الثوارعلى الامبراطورهى أنْ يتحول إلى (جناينى) وتقبّل الشعب الصينى هذا الحكم وتراجعتْ رغبة الإنتقام لتُفسح المجال للبعد الحضارى، بعد أنْ تحوّل الامبراطورإلى عضونافع يعمل بيديه، مثله مثل باقى أبناء الوطن.
وعندما قرأتُ النص التشريعى الذى أبدعه جدودنا المصريون القدماء (القاتل يحتضن جثة القتيل) تساءلتُ: ما نوع التداعيات النفسية والعقلية للقاتل وهويحتضن جثة الإنسان الذى قتله؟ أليس من المُـرجـّـح أنه سيستعرض سيناريوجريمته..ويتخيل ـ والأدق يتمنى ـ السيناريوالبديل الذى ستخرج منه الأسئلة التالية: لماذا قتلت؟ وهل كنتُ على صواب وأنا أقتل؟ ولماذا لم أفكــّـرفى حل آخرلإنهاء الخصومة؟
إننى أتوجه بسؤالى إلى فقهاء الدستورالمصريين ـ وفى كل دول العالم ـ لماذا لانــُـطبـّـق التشريع الجنائى المُـستمد من الحضارة المصرية؟ كما أناشد منظمات حقوق الإنسان العالمية (مثل منظمة العفوالدولية وغيرها) برجاء تبنى هذا المطلب، مع تقديم مذكرة لهيئة الأمم المتحدة تتضمن إضافة مادة لميثاق الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادرفى10ديسمبر1948 تنص على أنه فى حالة إصراربعض الأنظمة على عقوبة الإعدام، فلماذا لايكون البديل هوالنص على أنْ (يحتضن القاتل جثة القتيل) وعلى الأحرارالذين سيتبنون مطلبى التفكيرفى هذا السؤال: أليس فعل احتضان جثة القتيل قد يؤدى إلى الموت رعبـًـا؟ وحتى لوأنّ القاتل ظـلّ على قيد الحياة بعد مرورالأيام الثلاثة وهويحتضن جثة القتيل، فإنّ السؤال الحاسم والمفصلى هو: أيهما أشد قسوة: الإعدام (أى رصاصة الرحمة) أم عذاب الضمير؟
***





#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توحد لغة أنظمة الاستبداد
- إهدار المال العام وخطورة مناهج التعليم
- هل يهتم نظام الحكم بترسيخ الفضيلة أم الرذيلة
- الأدب الأوروبى والدفاع عن الشعوب الإفريقية
- آثارمصر بين الاعتزاز بالتراث والدونية القومية
- دور الصهيونية والتخويف بالعداء للسامية
- انعكاس الثقافة القومية على الموقف من المرأة
- عودة القتيل للحياة ورومانسية الوهم المريض
- الزراعة المصرية والتضييق على الفلاحين
- مغزى تجديد الإسلام كل مائة سنة؟
- الحياة السياسية المصرية قبل وبعد يوليو1952
- هل أخطأ الزعيم الفلسطينى فى حق اليهود؟
- لماذا كانت ظاهرة التكرار فى القرآن؟
- لماذا غير حزب الله موقفه من إسرائيل؟
- درس التحالف السعودى الأمريكى الإسرائيلى
- ما مغزى المغازلة السعودية للصهيونية؟
- لماذا خالف الفقهاء القرآن
- شحن المصريين من اليمن إلى سيناء
- ما مغزى التخويف من نار جهنم ؟
- هل الانشقاق عن الإخوان يعنى الانشقاق عن الإسلام؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية