أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7














المزيد.....

تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5948 - 2018 / 7 / 30 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



5) هل نحن - إذا كنا إلهيين - عقليون أم نقليون أي وحيويون؟
لا بد من أن نقرر ابتداءً بأن العقليين الإلهيين، منهم من هم دينيون أو نبويون أو نقليون أو وحيويون، باختلاف المصطلح ووحدة المضمون المصطلح عليه، أي مؤمنون بأن الله قد بعث الأنبياء والرسل، وأنزل الكتب، وأوحى لأنبيائه ورسله إيحاءً إلهيا بالدين، ومنهم من هو عقلي إلهي ديني تأويلي، أو عقلي إلهي غير ديني، أو ديني ظني، كما كنت عليه من أول تموز إلى أواخر تشرين الأول عام 2007. فبالنسبة للعقليين الإلهيين الدينيين، فهم يؤمنون بمصدرين من مصادر المعرفة الدينية، العقل والوحي، وبالتالي هم لا ينكرون النص الديني، ولكنهم يقولون بالصواب والخطأ العقليَّين فيما هو العقل الفلسفي، وبالحسن والقبح العقليَّين فيما هو العقل الأخلاقي، وبالتالي يضطرون إلى اعتماد التأويل لكل ما يتعارض من نصوص الدين مع العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي والحقائق العلمية. وهم عندما يؤمنون بالوحي كمصدر ثان للمعرفة العقائدية، فهم يخضعون الوحي للعقل، إما إخضاعا حقيقيا صادقا، أو إخضاعا مُدَّعىً أو مُتوهَّما، باعتبار أن العقل هو من يملك صلاحية إصدار الحكم بصدق أو كذب ما يُدَّعى أنه وحي، والجمع بين العقلية والوحيوية يوجب تأويل كل نص غير عقلي الظاهر تأويلا عقليا، وبتأويل الظاهر غير العقلي من النص الديني بمعنى مجازي، بشرط عدم تكلف التأويل والوقوع في التبريرية. بينما النقليون أو الوحيويون فهم ينكرون للعقل أي دور في الاعتقاد، أي في تصديق الدين، ولذا سُمّوا بالمُعَطِّلة، أي الذين يعطلون دور العقل في الاعتقاد، أو يجعلون للعقل في أحسن الأدوار دورا هامشيا هو أقرب للتبرير منه إلى التعقل، بحيث يكون العقل مقودا مُتّبِعا بدلا من أن يكون قائدا مُتّبَعا. ولكن حتى الدينيين (العقليين) يقعون بقدر ما في مغبة تعطيل العقل. والوحيويون المسلمون يقعون هنا في تناقض رهيب مع مقولات القرآن كمصدر أساسي للمعرفة الدينية بالنسبة لهم، لأن القرآن ينكر على أتباع ديانات أخرى كونهم وجدوا آباءهم على ملة فكانوا على آثارهم مقتدين. وإلا، إذا ما استثنى أنفسهم هؤلاء المسلمون وحدهم من هذه القاعدة، فهذا قول بالجبر، ينافي عدل الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لأنه يكون قد خلق أناسا على دين، فلم يدركوا وجوب مراجعة ما وجدوا عليه آباءهم، وكان آباؤهم صدفة ومن سوء حظهم على دين باطل، فاعتبرهم كافرين مستحقين للعقاب بسبب كفرهم. بينما خلق أناسا آخرين على دين آخر، وهو في هذه الحالة الإسلام، وهم كذلك لم يدركوا وجوب مراجعة ما وجدوا عليه آباءهم، ولكن آباءهم كانو صدفة وكذلك من دون اختيارهم، ولكن هذه المرة من حسن حظهم، على دين يفترض أنه دين حق، فاعتبرهم مؤمنين مستحقين للثواب بسبب إيمانهم. وهذا النوع من التفكير واضح فيه التجني على الله سبحانه، والتشكيك بعدله، من حيث يشعر معطلة العقل، أو من حيث لا يشعرون. لكنهم لا يعترفون بشرعية هذا الاستدلال، لأن منهجهم الوحيوي النقلي النصي اللاعقلي ينفي قاعدة الحسن والقبح العقليين، ومن هنا يكون العدل الإلهي عندهم عدلاً لا بحكم العقل، بل بحكم الوحي، فقاعدتهم مفادها ما يفعله الله فهو عدل، وما يأمر به فهو حسن، والصحيح أن العقل وحده هو من يستطيع فحص ما إذا كان ما ورد في نصوص دينية ما، هو حقا مما فعله، أو يفعله، أو سيفعله الله، أو مما يريده الله فعلا أو تركا، أمرا أو نهيا، وإلا فالاستدلال على صدق وحي ما أو كتاب مقدس ما بنفس ذلك الوحي أو الكتاب المقدس، أو ما يعتبرهما أتباعهما وحيا أو كتابا مقدسا، هو من الدور المحال عقلا، كما مر. وفي الواقع إن جميع المسلمين - بما فيهم العقليون -، لا بل جميع الدينيين هم بدرجة أو بأخرى من المعطلة، أي من المعطلين، أو في أحسن الأحوال المهمشين لدور العقل.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 3/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 2/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 1/7
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 1/2
- هل كل من الواجب والممتنع ممكنان؟
- الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث
- العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث
- مفردات عقائدية بين الدين واللادينية
- كتاب في العقيدة كنت سأؤلفه قبل التحول
- المدخل الفلسفي للبحث الميافيزيقي
- الفلسفة والعقل في أبحاث نقد الدين
- أولوية نفي الدين على إثبات وجود الله
- تمهيد فكري لنقد الدين 5/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 4/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 3/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 2/5
- تمهيد فكري لنقد الدين 1/5
- مقدمة الكتاب الأول 4/4
- مقدمة الكتاب الأول 3/4


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7