أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*














المزيد.....

سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 14:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



في قراءة لما جاء في حديث الأسد الأخير وتلميحه ورسالته الهامة بالاتفاق حول الوجود الروسي لأربعين عاماً قادمة، فلم يعد الحديث هنا عن تفسير خلفيات وأبعاد وأسباب تصريحات الأسد وجرعة الثقة العالية بالنفس مهما أو سرد الذرائع وفلسفتها أولوية في تناولها بل الخلاصة وما هو المهم ضرورة إدراك أن المنطقة أمام واقع ومتتج وصنف سياسي جديد بجودة تنافسية عالية وأمام تحول استراتيجي تغيرت فيه كل الخرائط الجيوسياسية السابقة و الموازين طالما بقي الحليف الروسي على ما هو عليه وعلى خصوم الأسد كما أصدقائه التعامل مع هذه المعطيات والإقلاع عن كثير من الأوهام وهذا بالطبع لا علاقة له ابدا من جهة أخرى بالتركيبة والتشكيلة البنيوية وحتى الهوية الإيديولوجية القادمة المعتمدة "الظلامية" للنظام والتي يتبناها علنا أمام الناس ويجاهر بتحالفه مع التيارات السلفية والإخوانية بإعادة إنتاج لتمخضات الثمانينات (ربما مكافأة وإرضاء ورد جميل لإيران ) كما لا يتعلق الأمر بكيفية استثمار وتوظيف المعطيات الجديدة وجوديا وفي ترتيب بيته الداخلي وآليات تمكين وتثبيت نفسه فتلكم قضايا إجرائية محسومة وتحصيل حاصل وهو الخبير الأدرى بجزئياتها وتفاصيلها، كما لا يتعلق الأمر بمدى سوية وحسن سلوك وجماهيرية هذا النظام فهذا كله اليوم لم يعد مهما وبات خارج الحسابات والنظام يتصرف اليوم بناء على هذا الأساس...
واستكمالا واستطرادا لما سبق ومع ذلك وحتى اليوم وبعيدا عن كل أسباب إنتاج الأزمة فها هو النظام يعود بكامل طاقمه المعروف وأبهته وعنفوانه وصلفه المعهود ناسيا أو متتاسيا اللحظات المحرجة في ذلك الكابوس الذي كابده ويرجع بتلك النمطية التي دأب على الظهور بها من دون إيلاء أية أهمية على وقعها وأثرها النفسي على الناس وكانت من أحد أهم أسباب الانفجار أي الاستخفاف المفرط بالرأي العام وبكل تلك الآليات المنفرة والمستفزة خطابيا وسلوكيا والتي اعتمدها سابقاً وما زالت بمجملها قائمة وموجودة على طاولته وتشكل خريطة طريق ونهج له ومن دون أية محاولة للمساس بها، فالنظام لا يتصرف كدولة مؤسسات وقانون ومرجعية وطنية موثوقة للجميع وقد أخذ دروسا وعظات وعبر مما حصل بل ما زال يتصرف كنظام، إن لجهة الخطاب الديماغوجي والفاشي أو بطريقة إدارة "المزرعة"، وإدارة الموارد البشرية وتوزيع المناصب العامة وله مصالح وتوجهات واسترانيجيات خاصة بعيدة عن الصالح العام كتحقيق التنمية والازدهار ورفع مستوى معيشة المواطن المنهار والمفلس والأبأس والأفقر بالعالم سابقا ولاحقا وتحقيق اي قدر من العدالة والمساواة وتوزيع الثروة الوطنية بأمانة على الجميع وإصدار سلسلة جديدة من التشريعات والقوانين الثورية أو إحداث تحولات بنيوية عامة، وتبدو اليوم للشارع المحبط والمصدوم كل تلك الإنجازات الميدانية بلا فائدة تذكر وتذهب باتجاه واحد وتوظف لمصلحة التيارات الظلامية وحلفها الجديد مع النظام البعثي المترهل القديم إذ يمكن تشبيه النظام اليوم بذاك الرجل العجوز المتزمت الكلاسيكي "دقة قديمة" غير القادر أبدا على تغيير أسلوب ونمط حياته وعاداته وطريقة تفكيره ونظرته وتعامله مع الآخرين والمتشبث بها تشبثه بالحياة فلا هو سعيد ومرتاح بها ولهذه الحال ولا يمكن له ان يسعد،والحال، أيا مما حوله على الإطلاق.
واليوم، وفي إعادة تذكير بواحدة من أهم سمات النظام وملامح النظام وهو الفساد، تنتشر على نحو يومي فضائح لسرقات وتجاوزات ونهب للمال العام من قبل رموز ومسؤولي الدولة تكاد تكون عملية استباحة حقيقية لـ"بيت مال المواطنين" (المؤتمن عليه النظام المقاوم)، وعلى الرغم من حجم واتساع تلك الفضائح والتجاوزات وازدياد عمليات الفساد بشكل مخجل والانتهاكات والسرقات بأرقام فلكية مهولة وتجتاج مواقع التواصل الاجتماعي كالنار بالهشيم فإن النظام "المقاوم" يتعامل معها كالعادة بكل استهتار واستخفاف بالأمانة وبثروة ولقمة عيش الشعب الذي بات واحداً من أفقر شعوب الأرض عبر التاريخ المعروف (غير مصنف بالأمم المتحدة)، ولا يتخذ حيالها أية إجراءات ردعية مع أي فاسد أو لص وأزعر، لا بل تتم ترقيتهم بعد فضائحهم كما حدث مع مدير شركة الاتصالات الذي تم تعيينه بصفة مستشار وخبير (سرقات ومافيات) بنفس المؤسسة بعد قرار عزله وانتشار فضيحته على النت وحديث الشارع اليوم لا يدور إلا على النهب المنظم للدولة وسرقات والغنى الفاحش والسطو والسمسرات والعبث واستباحة المال العام واحتكار الثروات ومراكمتها في جيوب أهل النظام، فالنظام وأجهزته لا تستجيب لضغط ومطالب الشارع منتشية بالواقع الميداني وفلسفة ولغة القوة والبطش التي قام عليها، ولسان حاله يقول، اليوم، وبوجود الحليف الروسي والإيراني فلا حاجة بي اليوم لأي دعم شعبي.
يبدو النظام، حقيقة، عصياً على أي تغيير، فأي تغيير قد يعني نهاية النظام وهو لا يستطيع الاستمرار إلا بهذه الطريقة ومن خلال نفس المومياءات.
• التيتي تيتي: مثل شعبي سوري كناية عن دوام وبقاء وثبات واستمرار واقع الحال



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قه البداوة: مبادئ أساسية في علم البداوة والاستعراب
- التعليم الديني: أهم أدوات الماسونية العالمية
- لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج الت ...
- بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم
- سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟
- تحية قلبية حارة للفريق الفرنسي وسحقاً لفرق الترللي
- إبطال أراجيف وتضليل ودجل شيوخ الدين
- الانحطاط الأخلاقي والقيمي عند العرب والمسلمين
- في قراءة مقتضبة لكارثة غزو دواعش يثرب ومكة:
- غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب
- كيف ولماذا اختفت سوريا من الوجود؟
- الجهاد تهديد خطير وإعلان حرب دائم على البشرية جمعاء
- سوريا: الدولة الطائفية والتمييز الطائفي
- من مظاهر تفكك وانهيار وسقوط الدولة السورية
- إلى فيصل المقداد: ماذا عن إمبراطورياتكم الإخوانية وحلفكم مع ...
- الحلم الإيراني: إعلان الحرب للسيطرة على العالم
- عن أية انتصارات تتحدثون: اضحكوا مع المهرجين الاستراتيجيين؟
- عزّت الدوري: من يحيي العظام وهي رميم؟
- لماذا أكره إله المسلمين؟
- كارثة الغزو البعثي


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*