أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طلال بركات - اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم















المزيد.....

اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، يتعين عرض فكرة ملخصة عن الصعوبات والمشاكل التي تواجة عملية التحضير لمؤتمرات القمة العربية وخصوصا فيما يتعلق بإعداد جدول الأعمال، والذي يعتبر بمثابة المرآة التي تعكس مدى جدية المواضيع المطروحة على بساط البحث ونوع القرارات الصادرة بشأنها، وكذلك المقياس الذي يؤشر فية مدى قدرة الحكام على اتخاذ قرارات شجاعة في قضايا مصيرية تهم الأمة أو مدى التخاذل في اتخاذ مثل تلك القرارات، أن عملية إعداد جدول الأعمال ليس من الأمور السهلة التي تواجة المعنيين، بل كاد هذا الموضوع أن ينسف احد القمم السابقة بسبب عدم توافق الآراء في اتخاذ موقف موحد لإقرار بنودة ، فأن هناك سلسلة من الاجراءات الفنية التي يجب أن تتخذ ليتسنى انجازة وعرضة على القمة، ومن هذة الاجراءات قيام كل دولة ضمن سقف زمني محدد ترسل ما تريد بحثة من مواضيع في القمة إلى جامعة الدول العربية( الأمانة العامة) التي بدورها تقوم بجمع كافة المواضيع المراد بحثها بالإضافة إلى المواضيع التي تتقدم بها الأمانة ألعامه أن كانت مواضيع مؤجلة من القمم السابقة أو مواضيع مستجدة يستوجب بحثها ضمن بند يسمى ما يستجد من أعمال لمناقشتها على مستوى المندوبين الدائميين، وبعد أن يتم تشذيبها وإكمال المستلزمات اللازمة بشأنها تعرض على وزراء الخارجية العرب في اجتماعات تعقد لهذا الغرض تسبق انعقاد القمة، وفي تلك الاجتماعات تستمر عملية الغربلة والفلترة واختزال الكثير من تلك المواضيع حسب وجهات نظر كل دولة، وبعد مناقشات مستفيضة وجدال طويل تتم الولادة القيصرية لجدول الأعمال، وبالرغم من كل هذا لم يسلم من الخضة الأخيرة عند بحثة على مستوى القمة من اجل اقرارة، والى أن يتم ذلك يكون قد ظهر بشكل مهلوس رغم عمليات التجميل والماكياج، وعلاوة على ذلك بدلا من الاتفاق والمصادقة على بنودة الهزيلة التي باتت لا تلبي الحد الأدنى لمستوى الطموح، تتفجر بشأنها الخلافات والتناقضات والفضائح التي تصل إلى حد الشتائم والاستهتار في مشاعر الجماهير وما حصل في القمم السابقة لم يكن مخيبا للآمال فقط، بل مقوضا للحياء العربي وصورة معبرة لزيف الشعارات والعناوين البراقة التي لم تكن ألا للخداع والتسويف. والمطروح اليوم امام قمة الخرطوم ثلاث بنود مهمة واهميتها هنا لا تصب في رفع المعانات عن الامة بل زيادة حالة التخاذل ورفع مستوى حالة الياس في قلوب الجماهير العربية اكثر مما هي علية ولا نريد ان نناقش بأسهاب هذة البنود الثلاثة لانها لا تستحق سوى ذكر عناوينها والاناء ينضح ما فية. البند الاول السلام خيار استراتيجي اي لو احتلت اسرائيل كل البلاد العربية يبقى السلام خيار استراتيجي اي لو وصلت الجيوش الاسرائيلية الى قلب القاهرة فالسلام خيار استراتيجي. والبند الثاني قضية العراق وماذا يريد القادة العرب من العراق بعد ما ضيعوة بتأمرهم علية هل سيعترفوا من باب تأنيب الضمير من اراضيهم ومياههم واجوائهم انطلقت القوات الامريكية لاحتلال بلد عربي مسلم لة فضل على كل العرب . البند الثالث قضية دافور أي ان مشروع القرار المقدم من الجامعة العربية الى القادة العرب يشير الى عدم قبول قوات اجنبية في دافور ما لم توافق علية السودان ومعنى ذلك ان الدول العربية وراء السودان في رفض القوات الدولية والمخزي والمبكي هو صدور قرار من مجلس الامن بالاجماع بموجب الفصل السابع بارسال قوات دولية الى دافور يعنى ان هذا القرار ملزم ولا تستطيع الجامعة العربية رفضة لان قرارات مجلس الامن لاتعيير اي اهمية للدول العربية ولا يكترث لاي ارادة عربية ولا يحترم قرارات القمة العربية بل انها ليست بالحسبان ، نعم الدول الاستعمارية على حق حينما تعبث وتستهتر في قيم الشعوب العربية لانها تعلم ان القادة العرب انفسهم لا يحترمون قراراتهم وتعلم ايضا ان قرارات القمم العربية قمامة وغير ملزمة لاحد حسب ميثاق الجامعة العربية وتعلم اكثر مما نعلمة نحن الشعوب العربية عن مدى ضحالة انتماء هؤلاء القادة الى وكالاتهم الاستخبارية .

أن هذة الصورة الضبابية التي تشهدها الأمة لم تكن وليدة عن حالة يأس، وإنما قراءة للواقع الملموس وقياس محسوس بعدم قدرة الأنظمة العربية على التفاعل مع الأحداث والتعامل مع التحديات الجسام التي كلما تشتد كلما يبان عجز تلك الأنظمة وعدم قدرتها على الارتقاء إلى الحد الأدنى من الأداء المطلوب وعلى وجة التحديد في أطار العمل العربي المشترك، وخاصة خلال العقود الثلاث الماضية، ونرى أكثر ما يحرج الأنظمة العربية عندما يعرض عليها مرغمة قضايا مصيرية جسام يفرضها الواقع الذي طالما تتمنى أن لا تراة لأنها غير قادرة على التعامل معة والخوض فية بجدية فهناك أدلة كثيرة على ذلك، عندما عرضت على القمم العربية السابقة قضايا مصيرية لم تكن غير قادرة على حلها، بل زادتها تعقيدا مثلما حصل في قمة آب عام 1990 بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت، ونتيجة لأملاءات خارجية قامت بتحويل النزاع من الساحة العربية إلى الساحة الدولية وما صاحب ذلك من تداعيات مزقت الأمة العربية، وكذلك محاولة تسوية الخلاف العراقي الكويتي في قمة آذار من عام 2002 التي لم تتمكن تلك القمة من عمل شيء سوى تغيير عنوان البند، المسمى بالمشكلة العراقية- الكويتية إلى المسألة العراقية، وقامت وسائل الأعلام الرسمية بالتطبيل والتزميرعلى أنة مكسب عربي كبير نحو المصالحة العربية، وحتى هذا القرار المتواضع وبدلا من استثمارة وتطويرة نحو مستقبل عربي أفضل في القمة اللاحقة انقلب إلى مشهد مأساوي مخجل من سب وشتائم ونشر الغسيل أمام أنظار العالم، وفي نهاية المطاف تحولت المسألة العراقية إلى مأساة عراقية.

أما على صعيد القضية الفلسطينية البند الدائم في جدول أعمال كل مؤتمرات القمم العربية والذي يبحث قضية الصراع العربي الإسرائيلي وتطوراتة، وبمرور الزمن بدأ يتآكل حجم هذا البند تناغما مع تأكل حجم الصراع الذي كان يسمى بالصراع العربي ـ الإسرائيلي وبات يسمى بدول المواجهة وطرفية سوريا ولبنان وفلسطين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى خصوصا بعد خروج مصر والأردن من الحلبة، ومن ثم تقلص إلى صراع إسرائيلي فلسطيني.. ومن ثم تحول إلى مواجة بين إسرائيل وحركة حماس، وإسرائيل وحزب اللة حتى أمسكت إسرائيل بالعصى وتمكنت من قيامها بإدارة دفة الإحداث لصالح مشروعها السياسي والاستراتيجي والعسكري وباتت تنفرد بكل طرف من الإطراف على حدة. وهمة العمل العربي المشترك في حالة سبات والأنظمة العربية بعضها يتفرج والبعض الأخر قد ساهم في المشروع الأمريكي ـ الصهيوني الذي بدأ باحتلال العراق ثم الانفراد بالشعب الفلسطيني وذبحة على عتبة النخوة العربية الإسلامية وباتت مشاريع التسوية والاستسلام يلهث ورائها الجميع. والقمم العربية غير قادرة على أن تبدي رأي أو وجهة نظر في ما يجرى من أحداث تهم قضايا مصيرية للأمة بل تحولت إلى مجرد ديكور وصالات عرض تتفرج عليها الجماهير من خلال شاشات التلفزة وتتشوق إلى ما سيعرض عليها من مفاجئات فضلا عن كونها باتت اداة لتنفيذ ما تطلب منها امريكا.

أن الذي يئس من القمم العربية هم القادة العرب قبل الجماهير لأنهم اعلم من غيرهم بعدم جدواها وقد تجلى ذلك واضحا من عدم مشاركة احد القادة العرب في احد مؤتمرات القمة لارتباطة في موعد أهم من القمة العربية، وهو حضور حفل زفاف ولي عهد أسبانيا الذي تزامن في نفس موعد انعقاد القمة العربية، لأنة يعلم جيدا إن القادة الحاضرون هم أيضا غائبون لان العبرة بالنتائج التي باتت معروفة مقدما لأنهم سوف لن يتمكنوا من الارتقاء إلى مستوى التحديات، ولن يكونوا قادرين على بحث قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل الأمة ويتخذ بشأنها قرارات شجاعة، هل سيتمكن القادة من مواجهة مخططات تقسيم العراق وإنهاء محنة الاحتلال ومساعدة الشعب العراقي في رفع معاناتة، هل سيتمكن القادة من مواجهة الاملاءات الأمريكية والتمسك بالحقوق القومية وثوابت القيم العربية والإسلامية، هل سيكونوا قادرين على الوقوف بشرف بجانب سوريا ضد التهديدات الأمريكية أم مجرد اجتماعات وشعارات للاستهلاك المحلي مثلما كانت قرارات التضامن مع العراق في القمم السابقة ومن ثم تنطلق قوات الاحتلال من أراضي وأجواء تلك الدول التي وقعت على قرارات رفض الحرب ضد العراق ورفض احتلالة، هل سيكونوا قادرين على بحث تداعيات القضية الفلسطينية والحد من الغطرسة الإسرائيلية وإيقاف مجازر ذبح الشعب الفلسطيني، هل سيكونوا قادرين على إيقاف نهب الثروات العربية والتصدي للخطر الجديد وهو سرقة المياة العربية، فضلا عن القضايا المصيرية الأخرى. لا لن يتمكن القادة العرب من فعل أي شيء لأنة لا احد منهم يخجل عند مشاهدة المظاهرات التي انطلقت في أوربا وبقية دول العالم من اجل قضايا عربية والصمت العربي بنعاة الغربان، لأنة لا احد منهم يرتقي الى شجاعة عمدة لندن الذي طالب باستقالة ومحاكمة بلير وبوش كمجرمي حرب عن ما فعلوة بالعراق.

وأخيرا هل المستجدات التي تواجة الأمة من خطر في العراق وسوريا ولبنان والسودان وفلسطين ستحرك ضمائر الحكام العرب كما حصل في قمة الخرطوم المشهورة في لاءاتها الثلاث ربما نعم لان ما وصلت إلية الأمة من مهانة لابد وان يرتقي القادة إلى تحمل مسؤولياتهم وحتما سيصدر عنهم لاءات ثلاث أخرى جديدة تثلج قلوب الجماهير وتريح ضمائر الحكام وهي لا نسمع.. لا نرى.. لا نتكلم. . لقد تعودت الأمة على جعجعة هؤلاء الحكام وتخاذلهم، فان الشعوب العربية تفضل أن لا تنعقد القمة كي لا تنتكس الأمة.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الأمن القومي للكويت
- وزارة الخارجية العراقية.. والأداء المطلوب
- ازدواج الجنسية.. والمواقع السيادية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طلال بركات - اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم