أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد البوزيدي - تساؤلات حزينة














المزيد.....

تساؤلات حزينة


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:25
المحور: المجتمع المدني
    


كثيرا ما يحلو لنا نحن "المثقفين" الحديث عن مظاهر الأمية المنتشرة بقوة في المجتمع المغربي و تمظهراتها و أسبابها.كما لا نتردد في التسابق على الانخراط في برامجها الرسمية منها.لا شفقة على هذه الفئة التي اغتنى البعض على حساب آلامها,ولكن لما تدره من مدخول مادي و معنوي على أصحابها ،و الحصيلة هي أن نفس النسبة مازالت لم تتغير رغم الملايير المنفقة في هذا الإطار و تسجيل نفس المستفيدات لسنوات متوالية .فيبدو الأمر كمن يسكب الماء في رمال فصل الصيف.
و عند حديثنا عن الموضوع ما زلنا نتناول المفهوم التقليدي للكلمة الذي يقصد به عدم معرفة القراءة و الكتابة الأولية متجاهلين التطور الحديث و التلقائي الذي يعم حاليا كل المفاهيم في عصر العولمة" المتوحشة"والتي قلبت كل التعاريف الكلاسيكية رأسا على عقب..
لقد أصبحت الأمية عالميا هي الجهل بقواعد الإعلاميات التي أصبحت واقعا عمليا يتعين محاربة الأمية فيه,لا أقصد الضغط على الأزرار في غرف الدردشة ،أو لعب الألعاب المختلفة ،أو البحث عن معلومة دراسية تحت ضغوط قلة المراجع ,و لكن لأهمية مواكبة التطور الحديث للإعلاميات في سبيل الاستفادة من المعارف و الموسوعات العالمية عبر شبكة الانترنيت و توظيفها في حياتنا العملية بما يساهم في تقدم مجتمعنا.
و في نفس السياق نطرح بكل تلقائية سؤالا بريئا:ألا يعاني المجتمع من أميات مختلفة م أنواع متعددة ,و إلا: كم نقرأ من كتاب في السنة؟كم نطالع من جريدة في الأسبوع؟ هل نبحث و نواكب ما جد و استجد في العالم المعاصر خاصة في الميدان التربوي و العلمي الذي يتطور يوما عن يوم؟
أم أن الجواب قد يرتبط بالاختبارات المهنية التي تحولنا كتلاميذ ينتظرون مرور فرض أو امتحان,حتى إذا قضي الأمر ــ إيجابا أو سلبا ــ وضعنا بعناية كل مطبوعاتنا المصورة ــ أسلحتنا ــ و أرجعنا الكتب المعارة إلى أصحابها كمن أنهى حربا طويلة الأمد و تنفس الصعداء.أو شراء الجريدة للتملي بمطربات الحي وملء الكلمات المتقاطعة والبحث عن متعة مفقودة.
إن طرح الأسئلة جاء انطلاقا من واقع فظيع جدا ففي بحث سوسيولوجي قام به الاستاذ عبد الرحيم العطري في سنة 2005خلص إلى أن عدد الكتب المقروءة من طرف الشباب خلال السنة

25,45% صفر كتاب
57,25 % من كتاب إلى ثلاثة كتب
7,75 % من أربعة كتب إلى سبعة كتب
9,55 % من ثمانية كتب فما فوق
كما أن عدد الكتب التي يتوفر عليها الشباب بالبيت جاءت خلاصتها كما يلي:
9,15% لا أتوفر على أي كتاب
• 42,56% من كتاب إلى خمسة كتب
• 33,25% من ستة كتب إلى عشرة كتب
• 15,04% من إحدى عشر كتابا فما فوق
و إذا كان العالم العربي يعاني فجوة خطيرة في مجال المعلوميات لدرجة أن عدد المواقع العربية مجتمعة لا يتعدى 7%من مواقع الانترنيت التي تنشر مواضيعها ب 80%باللغة الإنجليزية .فما هو نصيب كل واحد منا منها؟هل نتصفح الانترنيت؟و هل نستفيد منها في حياتنا المهنية و مساراتنا العملية و لو بلغة وحيدة هي آخر ما نملك في هذا الزمن الرديء؟
و إذا كان دورنا في الحياة هو تكوين الأجيال و تهييئها لمستقبل قادم,ما نسبة مساهمتنا في هذا المضمار من ناحية الإنتاج؟أم أننا نعيد استهلاك ما أنتجه الآخرون,و نقده شفويا دون القدرة على تفنيده كتابيا و بشكل علمي بعيدا عن ديماغوجيا الايدولوجيا والعواصف الحزينة ؟.
لكن الجواب المنطقي عن هذه الأسئلة يمكن ربطه بسؤال آخر و هو ما نسبة الجانب العلمي /الثقافي من مدخولنا الشهري؟أم أن مصاريف الرسائل الهاتفية وواجبات اللوطو ودخول الملاعب المختلفة و دردشات المقاهي المتنوعة تتجاوز وبكثير مصاريف شراء الكتب و المجلات المعرفية؟
و إذا كان يحلو لنا الحديث و المطالبة بحقوقنا ــ و هذا من حقنا طبعا ــ هل نعرفها جيدا؟ هل ندرك حدودها؟ أم تبقى شعارات فضفاضة. هل يتوفر كل واحد منا في خزانته عن النصوص التشريعية المنظمة لمهنته؟هل نعلم القوانين المنظمة لعلاقتنا بالإدارة؟ هل ندرك واجباتنا .......
إنه وضع مزري ينبغي تغييره و إصلاحه في ذات كل واحد منا .قبل أن نصبح عالة على أنفسنا وعلى مجتمعنا ونحن الذين نعتبر أنفسنا الطليعة فيه.
إن المقال الآتي ليس فلسفة من برج عاجي أو ازدراء من وضعية ما ؟أو ...بل دعوة للتأمل و إصلاح الذات و تأهيلها لمستقبل واعد نحمل فيه مشعلا ملقى على عاتقنا.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقرير العام للملتقى الأول للمرأة
- رسالة إلى مثقف
- ملاحظات حزينة في ذكرى ثامن مارس
- كيف أصبح يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة ؟؟؟؟
- الإرهاب الآخر
- مالك الحزن
- التقرير العام للمنتدى الأول للشباب
- شارون والعرب ومعضلة النسيان
- مارسيل خليفة :التراث الخالد
- أنا أو الطوفان
- ملاحظات حول الحركات الإسلامية بالمغرب
- المثقف في زمن اللامعنى
- كل عام ..............ونحن...........
- الطفلة الكائن المقهور
- الثرات الغنائي بواحات وادي درعة
- صرخة أخرى :لماذا يمنعوني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ناجي العلي :الشهيد الحاضر/الغائب


المزيد.....




- وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن ...
- ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
- البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
- بريطانيا: سنتبع -الإجراءات الواجبة- بشأن مذكرة اعتقال نتنياه ...
- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد البوزيدي - تساؤلات حزينة