أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد أبوالهيجاء - انتهازيون مع وقف التنفيذ














المزيد.....


انتهازيون مع وقف التنفيذ


زياد أبوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 11:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


لغة مخملية , تقرب مقزز , مراوحة بين غض البصر عن المثالب وكيل المديح بلا حساب , تلك هي بعض مايميز كتابا ومثقفين واعلاميين فلسطينيين , في تعاملهم
مع حركة " حماس " , ومبرراتهم تبدء من الزعم باحترام الخيار الديمقراطي وتنتهي
بالاعتراف صراحة , ولكن عبر الهاتف, بالخوف من التكفير أو خسارة الوظيفة أو دعم مالي دأبت السلطة على تقديمه ...ومابين هذا وذاك , نجد عشرات النظريات المكتشفة حديثا...مثل ضرورة التجربة وافساح المجال لنرى !! أو ان محاربة الفساد أهم بكثير من منظمة التحرير الفلسطينية , أو أن وراء الاْمر رغبة أميركية على العاقلين احترامها ..فقد اكتشف الاميركيون أن العدو الصادق أفضل من العدو الكاذب!

المقرف في الاْمر , حقا , أن بعض هؤلاء المتسابقون اليوم على خطب ود حماس,
هم ممن بنوا أمجادهم بل وثرواتهم الشخصية , من دماء حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية , فتلك الاْموال التي سكبت في جيوبهم وفي حساباتهم , كانت تهدف الى
تعزيز البناء المعنوي والسياسي للكيانية الفلسطينية , والمحافظة على كل المنجزات الوطنية ,صونا لدم الشهداء والجرحى , وصونا للتضحيات الهائلة التي قدمتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خلال أربعين سنة.فتنكروا لمال أنجزه الدم الزكي , وتغاملوا مع الاْمر كما يتم التعامل مع حملات العلاقات العامة التي تطلقها الدول لتسويق سياستها وسياحتها ومنجاتها !

ولم يكن الاْمر معيبا , لولا أن حماس , ببرنامجها المعلن , وبخطابها الصريح ,
تعزز كل التكهنات والشكوك التي رافقت ولادتها ومسيرتها , بأنها وجدت أساسا
للحلول مكان منظمة التحرير الفلسطينية , والاستيلاء على منجزاتها , ومنها السلطة الوطنية , ليس من أجل صيانتها وتعزيزها وتطويرها , بل لتدميرها واعادة القضية الفلسطينية وشعب فلسطين الى الفراغ العقيم الذي ساد قبل أربعين سنة , يوم كانت
قضية فلسطين مرتبطة بوكالة الغوث وبجمع التبرعات في أفنية المساجد وساحات المدارس , وبتوزيع الطحين والملابس المستعملة.
ولايزعم أحد أن منظمة التحرير قادت شعب فلسطين الى الفردوس , بل أنها لم تقم
له دولة ولم تعد لاجئا , ولكنها أعادت له هوية وطنية منتزعة , وبنت شخصية وطنية عزيزة , واكتسبت اعترافا واحتراما من دول العالم , ونجحت في فرض دعم كريم من الدول العربية والاسلامية والاوروبية .ولم تكن المنجزات لتتحقق , لولا الكفاح العنيد الذي خاضته المنظمة بقيادة رمزالشعب الفلسطيني , ياسر عرفات , ولم يقل
ثمن الاعتراف العربي والدولي بالمنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني , عن مئة ألف شهيد وأضعافهم من الجرحى والاْسرى ,وهو استشهاد مازال يتواصل , وجراح لم تزل تنزف , وقيود لم تزل تشتد على أيادي الاْبطال.

هذا الاعتراف العربي والدولي , بثمنه الباهظ , هو ماتريد "حماس " التجاوز عليه والتنكر له , فتجد من يتماشى معها من الصحفيين وأصحاب المواقع الالكترونية
وأيضا بكل أسف بعض المبدعين , مع أنهم يعرفون جيدا , أن لامكان تحت مظلة حماس لشاعر أو روائي أوفنان ,بل ان طبيعة النظام الذي تبشر به حماس لايحمل غير الخصومة والاقصاء لكل مبدع ولكل ابداع .

لم نسمع عن نائب بريطاني , ينتخب فلا يعترف بالملكية , ولم نسمع عن برلماني
في أي مكان في العالم , يعترض على النظام السياسي الذي انتخب في ظله , بل أن برلمانيي الاخوان المسلمين , في الدول العربية ذات النظام الوراثي , لايجدون غضاضة في أداء قسم يتضمن الولاء للحاكم , فلماذا تستقوي حماس وبمن تستقوي لرفض
مرجعية منظمة التحرير ؟ هل هو استقواء بواقع الاحتلال؟ وبواقع تأمر اقليمي ودولي
على الممثل الشرعي والوحيد , تمهيدا لشطب أربعين عاما من الكفاح؟ أم أنه مكابرة وعبثية , تكمن خلفهما الرغبة في تبرير فشل حماس في قدرتها على التحرير
بالمواسير التي سميت صواريخا , فقتلت ودمرت في فلسطين أكثر مما قتلت ودمرت في اسرائيل؟ فيبرر فشلها العسكري باضطرار منظمة التحرير لافشال حكومة حماس , فيتم التحايل على الزمن , لاطالة عمر الحركةومواصلة المماحكةالسياسية, وهو أسلوب معروف لدى جماعات الاخوان المسلمين في كل مكان.
لم يعد الصمت ممكنا , على اعلاميي فلسطين وكتابها ومثقفيها ومبدعيها , تحمل مسؤولياتهم الوطنية والانسانية , في منع تصدع التجربة الوطنية , ومنع هذا الطعن اليومي الوقح بالمشروع الوطني الفلسطيني , ولابد من تنبيه الذين انجروا بدوافع الرغبة الصادقة في محاربة الفساد وارساء الاصلاح السياسي والاداري والمالي في بنية السلطة والمنظمة , لابد من تنبيههم , الى أن تدمير المشروع الوطني والمنجزات الوطنية , سوف يجعل من دعوات الاصلاح فارعة المضمون , فلن نجد مانصلح , وسبكون شعبنا حقل تجارب لمشروع وخيم العواقب.مشروع يودي بأصحابه أولا وقد بدأ هذا الاْمر بالتبلور , ومشروع اذا ماقيضت له السيادة , سيودي بنا جميعا .

وقد كان على حماس أن تفهم , بأن الناخبين الفلسطينيين في الضفة والقطاع , وان فوضوها بمحاربة الفساد , وادارة المال العام , فانهم لم يفوضوها أبدا , لحشر الشعب الفلسطيني في تحالفات اقليمية ضيقة, وغير ملبية لمصالح شعبنا , وعليها أن تعي جيدا , أن أي تفويض من ناخبي الضفة والقطاع , لايعني دائما تفويضا من كل الشعب الفلسطيني , وهو في خارج الوطن , يزيد عن ضعفي أشقائه في الداخل .وهو في خارج الوطن , وتحديدا في مخيمات دول الطوق , من صنع الثورة ومهد لحماس وسواها , الاْرضية التي تقف عليها اليوم ...أرضية منظمة التحرير ..التي شكلت السلطة وتقودها. ..ولها تتنكر حماس , فتجد في الصف الوطني منافقين يزينون لها الاثم
فتأخذها العزة !



#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من مراجعة جادة: فلسطين ونظام صدام


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد أبوالهيجاء - انتهازيون مع وقف التنفيذ