نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي - 8

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:33
المحور: المجتمع المدني
    

في البدء أتقدم بالتقدير والحب للمحامي عبدالله الخليل ورفاقه من نقابة المحامين في الرقة الذين رفعوا راية حقوق الإنسان والدفاع عن شرف المحاماة في الدفاع عن العدالة ودولة القانون المهدورة والمعدومة في نظام المافيا الأسدية ومملكة الإستبداد والقمع .. في موْتمر المحامين في الرقة الذي انعقد بتاريخ23 - 3 الجاري ووضع النقاط على الحروف في مداخلته الرائعة وأقول للسيد الخليل ورفاقه : لقد أعدتم لنا شبابنا نشد على أياديكم لتكونوا ورثة حقيقيين لنضال المحامين العادل والمشروع الذي اغتاله نظام القمع والإرهاب واغتال نقاباتهم المنتخبة ديمقراطيا عام 1980
----------------------------------------------------
تتمة نقابة المحامين الشهيدة
------------------
عودة إلى عام 1979 : كانت نقابتنا بدمشق كخلية نحل يومها للدفاع عن حقوق الشعب والوطن التى تضمنها قرار الهيأة العامة رقم ( 1 ) تاريخ 22 -6 - 1978 الموْيد بالإجماع من المكتب الدائم لإتحاد المحامين العرب الذي انعقد في دمشق بين 6 -9 أيار من هذا العام ( 1979 ) والعمل الدوْوب لتفعيل قرارات النقابة وأبرزها تقرير الإضراب العام بعد صمم النظام التام عن سماع مطالبنا التي اعتبرها خطراّ على وجوده . وكان علينا تشكيل لجنة الحريات العامة في النقابة لمتابعة تنفيذ القرار رقم (1) الاّنف الذكر دفاعا عن حقوق الإنسان ودولة القانون .. وقرارات رابطتنا أول رابطة للدفاع عن حقوق الإنسان في تاريخ سوريا التي انضمت إلى نقابات المحامين والنقابات العلمية لللأطباء والمهندسين والصيادلة التي تضامنت أيضا مع نقابتنا ومطالبها المشروعة
قمت بصحبة الصديق المحامي مروان صبّاغ بزيارة الأستاذ المرحوم ( خليل كلاّس ) في مكتبه واقترحنا عليه أن يترأس لجنة الدفاع عن الحريات التي قرر موْتمر النقابة تشكيلها وبقي القرار دون تنفيذ ... كان الأستاذ خليل وزيراّ سابقاّ ورفيقاّ مخلصاّ للزعيم الوطني أكرم الحوراني المنفي خارج البلاد ظلماّ وعدواناّ .. رحب بنا الأستاذ خليل وقبل طلبنا مشترطا علينا شرطاّ واحداّ "أن لايقبل أي مسوْول في النظام الأسدي .وهذا حقه وافقنا طبعا وعقدت اللجنة أول اجتماعاتها برئاسته في إحدى قاعات نقابة المحامين واتخذت قراراّ بتوزيع مطالبنا ونصوص القرارات الديمقراطية الصادرة عن النقابة والمكتب الدائم على النقابات العربية ووسائل الإعلام العالمية التي كانت تمارس تعتيماّ شبه شامل لكل جرائم النظام وانتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان ومن يخرج عن التعتيم يهدد بالقتل أو الخطف كما حدث للصحافي الفرنسي ( ميشيل سورا ) الذي لم تسلم جثته لذويه إلا منذ أشهر فقط ... لكننا مع الأسف واللوعة فجعنا في صيف هذا العام ( في اّب أعتقد) بوفاة المرحوم خليل كلاّس وذهبنا لوداعه إلى مثواه الاْخير في مدينة حماة والأسى يخيم على حماة قلعة الوطنية السورية التي اغتالها النظام الفاشي والإخوان المسلمين معاّ.. وخسرت نقابتنا والحركة الوطنية الديمقراطية السورية أحد روادها الأفذاذ - يومها خرجنا من دمشق ثلة من الأصدقاء في سيارة الشهم ميشيل عربش بصحبة ماجد عزو الرحيباني قبل أن يستوزر مع الأسف وناظم قدور قبل أن يستوزر أيضاّ والمحامي الصادق حبيب حنا بلغنا حماة في منتصف المأتم وكان نقيبنا المركزي صباح الركابي يلقي كلمة النقابة الرائعة .. أترك ماحدث في المأتم وبعده من عزل لأزلام النظام والهزء بتعزية وزير الدفاع مصطفى طلاس يومها إلى مكان اّخر في المذكرات
كانت النقابة الحصن الأخير لنضالنا وكنا نعلم أن لاأحد يقف بجانب حقوق شعبنا المشروعة على الصعيد العربي والعالمي الشرق والغرب يدعم هذا النظام الفاشي ويعتم على جرائمه بل ويمنحه شهادات حسن سلوك تقدمية ووطنية ممهورة بتوقيع سادة الكرملين
... مارس النظام سياساته المعتادة الترهيب والترغيب دون جدوى لذلك لجأ لأحط الأساليب في محاربتنا بلقمة العيش حيث كان يترصد كل من يزورنا في مكاتبنا أو منازلنا ليزعجهم ويرهبهم ؛ حدثني المناضل الوطني المعروف رياض المالكي كيف كانوا يمنعون موكليه من زيارته ويهددونهم بخسارة الدعوى إذا لم يوكلوا غيره
ومارسوا نفس الأساليب الخسيسة مع العديد من شيوخ المهنة . وبلغت بهم الوقاحة أن يعتدوا علينا في الشارع بأساليب مختلفة .. وفي نفس الوقت أفرزوا عددا من القضاة العسكريين والحزبيين المتقاعدين للإنتساب للنقابة ومنحوهم وكالات شركات القطاع العام وموْسسات الدولة .. وأذكر أوقح هوْلاء كان قاضي الفرد العسكري ( علي سكاف ) الذي جمع حوله جميع السماسرة في قصر العدل
رغم كل ذلك استطاعت القوى الوطنية الديمقراطية بين المحامين التي كانت بعيدة عن الدكاكين الحزبية يومها _ تلك الدكاكين التى كان كل منها يطوف حول طاحونته الهوائية غير عابئ بالنضال النقابي كل النضال النقابي الشعبي والعلماني __ استطاعت هذه القوى تحقيق مكاسب رائعة للمحامين الشرفاء المتحررين من التبعية للنظام والمضطهدين أبرزها - الضمان الصحي الشامل للمحامي وعائلته - إنشاء صندوق التضامن في النقابة وهوخطوة رائعة لمساعدة المحامين المبتدئين والمحدودي الدخل - إنشاء الجمعية السكنية للمحامين وغير ذلك من إنجازات ترافقت مع النهوض الوطني الديمقراطي الذي قادته نقابة المحامين بكل اعتزاز
وبعد فشل كل أساليب الترهيب والترغيب لجأ النظام لأسلوب تضليلي جديد مستنجداّ برئيس وزرائه السيد محمود الأيوبي وهو أحد زملائنا المغمورين في جامعة دمشق الذي تنكر لرفاقه منضماّ إلى حافظ الأسد الذي عينه رئيساّ لجهاز الأمن في حزبه العتيد قبل أن يصبح رئيساّ للوزراء
في نفس فترة النهوض الوطني الديمقراطي وفي صيف هذا العام عقد محمود الأيوبي موْتمرا على مدرج جامعة دمشق للصحفيين والكتاب السوريين باسم الحوار الوطني سمح لهم وخاصة المعروفين بارتباطهم بنظام مخابراته بنقد سطحي وجانبي لتصرفات موظفي النظام واتقاد علني لانتهاكات الأجهزة لأبسط حقوق الإنسان وكرامته بدا كل ذلك خروجاّ عن المألوف في مملكة الرعب والإرهاب رغم أن كل ماقيل في هذا الموْتمر يعرفه الطفل الصغير في سورية ... وسجل أقوال وانتقادات بعض الصحفيين والكتاب على كاسيت طبع منه اّلاف النسخ ووزع مجاناّ في قاعة المحامين ودوائر الدولة العتيدة
كان فارس هذه المسرحية ......؟ الهمام يومها السيد ميشيل ( كيلو ) الذي لايزال يتصدر كل المسرحيات المعارضة حتى اليوم ولله في خلق المعارضة شوْون ..؟؟
في حين ذهبت بعد موْتمر النقابة الثاني مع المناضلين الزميلين الدكتور المرحوم موفق الكزبري والأستاذ رشاد عيسى إلى غرفة تسجيل محاضر جلسات النقابة وموْتمراتها في مبنى النقابة لنسجل كلماتنا التي ألقيناها في الموْتمر فاجأنا الموظف الطيب المسوْول الذي نعرفه جيداّ بقوله إن أجهزة المخابرات داهمت مكتب النقابة وصادرت جميع أشرطة التسجيل وقالوا لهم يومها إن الرئيس يريدها ويستمر النضال ضد هذا النظام البغي مترافقا مع النضال اليومي في سبيل لقمة العيش التي أضحت مغمسة بالعرق والتضحية كمشاريع استشهاد بكل فرح واعتزاز حتى اّخر يوم في حياتنا .....’’؟

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات