شبعاد جبار
الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:34
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
كنت قد عدت للتو من مؤتمر البيئة الاول الذي جرت وقائعه في مدينة دهوك وكلي امل وتفاؤل بانناوفي
مدينة ما من مدن بلادي سنبدأ الخطوة الاولى ونؤسس لركيزة علمية يمكن ان تتوسع لتشمل الوطن كله ..هناك في الطائرة التي اقلتني الى مطار اربيل مباشرة استللت قلمي لاكتب لكم يوميات معيدي من هناك وفعلا كتبت ولكني عندما عدت فوجئت برسالة في بريدي سرقت كل امالي ولكنها تصف حقيقة حالنا نحن العراقيين الرسالة طويلة جدا وانا تعودت ان تكون معظم مواد مقالاتي مستقاة مما يرسله لي اخواني في الوطن لذا فاني اؤجل يوميات معيدي في الطيارة لاجيب على جزء من رسالة الاخت التي اختارت لها اسما مستعارا ذكرته في ختام رسالتها وذكرت انها لن تجرؤ حتى على ذكر اسمها الحقيقي في عراقنا الجديد عراق الحرية والديمقراطية التي صفقنا لها طويلا والتي انتظرناها طويلا ومازلنا ننتظر..اقتطف لكم مقطعا من رسالة بنت بلادي ثم اجيب على هذا المقطع
الأخت شبعاد المحترمة
تحية طيبة
كانت صدفة أن تقع عيني على أحد مقالاتك المنشورة في الحوار المتمدن أثناء إجرائي لعملية بحث على شبكة الانترنيت ، فلم أستطع مقاومة رغبتي في الإطلاع على المزيد من كتاباتك .. وهكذا كان . حيث أنني قرأت لك عدة مقالات في ساعة واحدة وهذه حقيقة ( وليس صبغ ) ولم يوقفني عن الإستمرار إلا إنقطاع التيار الكهربائي .
عزيزتي .... في مقالتك (يوميات معيدي في السويد 2 ) والتي جاءت فيها العبارة التالية : ( من كم الرسائل التي تأتيني من العراقيين لم تأتيني واحدة من عراقي مهتم بالموضوع بالرغم من أنني ما فكرت بهذا المشروع الا بعد أن تعالت صيحات وشكاوى المواطنين من الزبالة التي ملأت الأحياء ودخلت البيوت ........)
عزيزتي .... أعذري العراقيين .... فلربما خطر على بالهم أثناء قرائتهم لبحثك ... المـــثل العراقي المعـروف (عرب وين .... طمبورة وين ) مع إحترامي الشديد لجهودك ... وإيماني بصحة كل حرف جاء في البحث ... ولكن ما نطمح اليه شئ والواقع شئ آخر مختلف تماما تتحكم فيه مجموعة من المتغيرات يصعب فهما .
عزيزتي ... وأنا أقرأ مقالاتك وبحثك ( مشروع إدارة النفايات الصلبة لإحدى المدن العراقية ) كنت كلما قرأت فقرة يقفز الى ذهني مئة علامة تعجب واستفهام ..
عزيزتي ... أن إنشاء محطات أو مراكز لاستقبال وفرز النفايات لا يمكن أن تقوم به الحكومة .... وذلك ممكن أستنتاجه من السياسة المتبعة .... فقد أصبحت الحكومة الآن تستورد المشتقات النفطية بدلا من زيادة عمليات تكرير البترول .... ويتم تعليل ذلك بعدم توفر الإمكانية وتقادم الإجهزة والمعدات ... والأمر لا يخلو من مطامع البعض في تحقيق مكاسب شخصية ... وهذا الأمر لم يعد سرا فقد أصبح حديث العراقيين في الشارع العراقي ، فهل تعتقدين أن هذه الحكومة ستهتم لعملية تكرير الزبالة ؟؟؟
ولو فرضنا جدلا أن هناك من من يحسبون على القطاع الخاص ، تولدت لديهم الرغبة في استثمار زبالة العراق .... فهم لن يفلحوا بذلك أيضا ولن يسمح لهم لأن الزبالة فجأة ( راح تصير عزيزة ) وستتحول بقدرة قادر الى ثروة وطنية وربما قومية .
ولو وافق أن يتم ذلك بجهود هذه الجهة أو تلك ... فمن سيستفيد من مخرجات هذه المحطات (محطات فرز النفايات ) كمواد أولية ...إذا كانت معظم معامل ومصانع العراق التي كانت تعمل قبل الإحتلال بطاقة تفوق طاقتها القصوى لتسد حاجة المستهلك العراقي ، أصبحت الآن خارج الخدمة لأسباب كثيرة أهمها إهمال المسؤولين لأن الجماعة وكما تعلمين ... مشغولين بأشياء أخرى.
عزيزتي بنت بلادي
لقد اقعدتني الانفلونزا عن الرد على رسالتك سريعا فارجو الا تظني اني اهمل من يراسلني وخصوصا من هم مثلك يحمل الوطن في حدقات العيون.. هذا ماقراته من نزيف الالم الذي جاء حادا" مع طول الرسالة التي تمنيت الا تنتهي لانها من داخل الوطن "وانت تصفين لي بعض المعاناة والاوضاع المؤلمة التي آل الها الوطن,على الرغم من العنوان المؤلم وبعض الجمل التي تصفني بطنبورة وذلك المثل العراقي الشهير الذي هو من بين الامثال القليلة التي اعرف قصتها, فكما تعلمين ان لكل مثل قصة وصدف اني اعرف قصة هذا المثل بالذات ..ألمني جدا ان اكون تلك الطنبورة التي لاتفقه ولاتعي ولاتسمع مما يدور حولها فتظن بكل من يفترش عباءته انه يدعوها الى الجنس فهل انا فعلا كتلك الطنبورة التي لاتفقه شيئا مما يدور حولها عندما دعوت الى تخليص المدن من القمامة بطريقة علمية مدروسة ومتبعة حتى في زمبابوي ودول افريقيا؟ا صحيح الاوضاع السياسية غير مستقرة عزيزتي ولكن الناس تاكل وتشرب وتنام وتكنس " وتضيق ذرعا بالزبالة"وينتج عن ذلك تلك الازبال التي صارت جبالامما سبب مشكلة كبيرة تصاعدت خلالها صي! حات الاهالي مطالبة الحكومة بايجاد حل فجاء المشروع الذي وصفتيني به كطنبورة ..عزيزتي ربما لااعرف الكثير ..ولكني اعرف ان الحياة يجب الا تتعطل مهما كانت الظروف ..ولقد طالبت جميع الوزارات في مقال سابق بالعمل وان تكف عن رفع اللافتة المشهورة "متوقفين عن العمل لحين تحسن الظروف الامنية" والا فالاحسن ان ينتظروا في بيوتهم ولا يرهقوا الدولة ويكلفوها الاموال الطائلة لحمايتهم ,فقط لكي نقول ان لدينا وزراء اضافة للمشاريع الوهميةالتي تهدر اموال العراقيين عبثا ..اعرف عزيزتي ولااعرف عمرك بالضبط لقلت لك ابنتي ان الاوضاع تسير من سئ الى اسوء واعرف ان الناس ضاقت ذرعا بكل شئ ربما حتى بحياة الذل التي تحياها وصار الاحباط فطورنا الصباحي بدلا من صحن القيمر بل صار زادنا الذي ننتاوله بدلا من وجبات الطعام والفضل يعود لمن يتنازع على السلطة والمال والجاه وصولا الى الكرسي الذي ما ان يجلس عليه حتى يدندل رجليه على رقاب الشعب والناس الذين اقعدوه على هذا الكرسي الملعون.ا
عزيزتي بنت بلادي الاحباط لن يفيدنا ..كما ان السكوت على الخطأ لن يفيدنا..انا وانت والكثيرون مازلنا نتنفس..مازلنا نعيش.. ومازلنا نطمح ان يتحسن الوضع,اذن هناك شئ بل هناك اشياء نستطيع ان نفعلها لاخواننا ,لاولادنا,وجيراننا ولاطفالنا بالمدارس بالكلمة ..بالمعرفة ,بالعلم ,بالتوعية نستطيع فعل الكثير صدقيني ,قد لانقطف الثمار الان ولكن الا يستحق اولادنا وجيلنا القادم ان يعيشوا افضل منا ..كيف سيكون لهم ذلك ان سكتنا واحبطنا واجلنا كل شئ وتقاعسنا عن العمل كل في اختصاصه بحجة ان الظروف غير ملا ئمة وان طنبورة تغني وتمارس الجنس لاهية عما يحدث في الوطن.ا
عزيزتي هناك مناطق ان بدانا بها ستزدهر وسوف تتمنى بقية المدن ان تحذو حذوها وبالتالي ستشير بيدها الى المخربين حتى وان كانوا سياسين وستبعدهم وتضغط على الحكومة وعلى اعضاء الجمعية التي مصائرهم بيدنا ان ابنوا ..اعملوا..ما انتخبناكم من اجل ان تتمتعوا بنعم العراق وتحرمونا اياها لو وعينا نحن هذه الامور وافهمناهم انهم ما جاءوا الا لخدمتنا فان تقاعسوا طردناهم وليس العكس لاصبح كل شئ على مايرام وطنبورة عزيزتي ستفهم شيئا فشئيئا لايمكن ان يبقى الانسان يراوح مكانه والا لن يكون حينها انسانا ترقبي مني رسائل كثيرة فرسالتك تناولت امور كثيرة كلها جديرة بالنقاش والنشر ولنشرك معنا كل ناسنا لان هذه الامور لاتهمني وتهمك فقط وانما هي امور عراقية تهم الجميع
عزيزتي بنت بلادي شئ اخير اقوله لك ان القمامة ومنذ السبعينات تعرف على انها موارد اولية يجب ان نحسن استغلالها وهكذا بدات الدول تعيد استعمالها وتدويرها واستخلاص المفيد منها او تحويلها الى اسمدة او انتاج الطاقة منها لذا فلا ضير ان يشعر المرء بانها مواد اقتصادية يجب ان تعود بالنفع عليه فيحسن خزنها ولا يرميها عبثا بحيث تؤدي لتخريب البيئة وتشويه منظرها ونحن اليوم نخزن علب البيبسي كولابانواعها المعدنية والبلاستيكية وكل علب المشروبات الاخرى لنعيدها مقابل ثمن ما .يجب ان يشعر المواطن ان هناك مردود مادي ايضا بالاضافة الى الناحية الصحية والجمالية
وبهذا فانه سيحرص على عدم رميها في الشوارع والطرقات وهكذا نكون قد حققنا هدفا او جزء من الهدف وهو عدم رمي او طمر بعض انواع القمامة لانها تشكل مواد اولية لصناعة ما اضافة الى ان طمرها او رميها في الشوارع يشكل خطر على البيئة
ارجو ان نتواصل عزيزتي وشكرا لك
#شبعاد_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟