بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 23:27
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
تركيا حققت أكثر من هدف سياسي، بل نجحت في ضرب الكرد من خلال إحتلالها لعفرين في عدد من النقاط الحساسة والإستراتيجية وسنحاول
أن نختصرها قدر الإمكان بما يلي:
أولاً- إبعاد وإقصاء طرف سياسي كردي قوي يملك القوة العسكرية والجماهيرية ونقصد الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي.
ثانياً- تأجيج الصراع الكردي الكردي من خلال استخدام المجلس الوطني في ضرب الإدارة الذاتية ومن ثم إقصائهم عن أي مشاركة سياسية في إدارة عفرين رغم كل وعودها لهم بذلك سابقاً وذلك خوفاً أن يصبح المجلس عائقاً جديداً يحل محل الإدارة الذاتية، كون له قاعدة شعبية مقبولة وكان يمكن أن تتحول لقوة رادعة لبعض مشاريع تركيا وأخونة المنطقة.
ثالثاً- ضرب المجلس وتخوينه من خلال بعض الحمقى والمرتزقة ممن قدم خدماته للميت التركي تحت مسمى "المستقلين" أو مجالس "الإنقاذ" وهم الذين (لا يملكون شروى نقير) في البير وقد جيئ بهم لمهمة واحدة فقط؛ "تلميع صورة المحتل" في محاولة من تركيا باللعب بهم ويكونوا الطراطير والبدائل عن ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي.
رابعاً- خلق عداوة كردية عربية في سوريا وذلك بأن دفع بتلك المجاميع الإسلاموية الإخوانية العروبية كرأس حربة في سلب ونهب وقتل الكرد في حملتها العدوانية ضد منطقة عفرين.
خامساً- القيام بتغيير ديموغرافي سكاني لمنطقة عفرين حيث وبعد أن كانت عفرين تمتاز بخصوصيتها الكردية الشبه كلية _فقد كانت النسبة السكانية الكردية تتجاوز ال 95٪_ فها قد بات الكرد يشكلون أقل من النصف وذلك بعد أن تم جلب الآلاف من الغوطة وغيرها وإسكانهم بدل سكانها ومواطنيها الكرد.
سادساً- وهو الأخطر وضع يدها على كامل الشريط الشمالي من سوريا والعودة بقوة لتكون لاعبة أساسية في الملف السوري وذلك بعد كانت همشت في مراحل سابقة مع خسارة مرتزقتها للأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرتها وخروجهم المذل نتيجة تقدم قوات النظام بحماية روسية إيرانية.
سابعاً وأخيراً؛ يمكننا القول بأن تركيا وتحديداً حزب العدالة والتنمية ورئيسها قد استخدموا تلك النجاحات السابقة في توظيفها لسياساتهم بالداخل وإعادة إنتخابات الرئيس أردوغان وقلب نظام الحكم من برلماني لجمهوري بحيث يستفرد بالقرار السياسي مقلداً الزعيم الروسي بوتين، لكن هل يملك أردوغان كاريزما بوتين، بل هل تملك تركيا إمكانيات روسيا لتكون هي الأخرى أحد أسياد أو على الأقل أقطاب السياسات الدولية والإقليمية .. أعتقد الأيام والأشهر القادمة ستحمل بعض الإجابات، لكن بكل الأحوال علينا أن نعترف بأن حكومة العدالة والتنمية حققت الكثير من النجاحات بإحتلالها لعفرين، لكننا على قناعة بأنها لن تدوم كثيراً..!!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟