|
ألتصويت لقوى اليمين يعرّض الحياة للخطر!
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وُضعت انظمة السير، لتنظيم حركة السير ولمنع الفوضى والتهور في السياقة، وبالتالي للحفاظ على حياة الانسان، ومن يخالف تلك الانظمة، يعرض حياته وارواح الآخرين للخطر. ولحياة الانسان كي تتواصل بطمأنينة وسلام ومحبة وسعادة وراحة بال، على درب الحياة، متطلباتها، ومن يخالف تلك المتطلبات ويتنكر لها، يجسد عمليا القول المشهور: على نفسها جنت براقش، ومن ثم يجني على الآخرين باوخم العواقب، كالسائق المتهور الذي لا يأبه للشارة الضوئية الحمراء ويعبر مسرعا غير آبه للنتائج المأساوية المترتبة عن ذلك، وليس صدفة ان شوارع البلاد تشهد يوميا حوادث طرق قاتلة. تعيش البلاد في خضم المعركة الانتخابية ويتميز الواقع فيها بتضامن وتعاون الاحزاب اليمينية بالذات وتلك الدائرة في فلكها، ضد الجماهير وحقها في العيش باحترام وكرامة ومحبة وسعادة واستقرار وحقها في العمل، بدلا من تعاون وتضامن الفئات المسحوقة والمضطهَدة والمستغَلة، ومقاومتها ورفضها لسياسة الاحزاب اليمينية والدائرة في فلكها، ونهج تلك الاحزاب هو بمثابة سائق متهور، يقود السيارة بسرعة وتهور مصرا على العبور والشارة الضوئية حمراء وبشكل بارز، غير آبه للنتائج المأساوية المترتبة عن ذلك التهور! والحقيقة الساطعة ومنذ عشرات السنين، تتجسد في ان اسرائيل وحّدتها الحروب ومزقها السلام، ولان من مصلحة الاحزاب المتنفذة ابقاء فتيل الحرب والاحتلال متقدا، لتواصل جني الارباح، غير آبهة لحياة البشر وحقهم الاولي في العيش بسلام واطمئنان وراحة بال، تصر على عبور الشارع والشارة الضوئية حمراء. وبمفهوم حكام اسرائيل، تحدث ما شئت عن السلام ولا تكف عن الثرثرة عنه، وارقص واكتب له وعنه، ولكن حذار ان تعمل له وتدفع ثمنه، لذلك هذا الواقع المأساوي الذي هو نتيجة حتمية لمخالفة انظمة السير على درب الحياة. في اعتقادي ان من اخطار المرحلة، التعايش مع الواقع القائم والتسليم به، هذا الواقع الذي هو نتيجة حتمية لنهج حكام اسرائيل الكارثي وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يصرون على مواصلته والتمسك به، واستنادا الى استطلاعات الرأي، سيتواصل هذا النهج الكارثي بقوة، رغم ما جلبه ويجلبه وسيجلبه من مآس ومصائب للشعب الفلسطيني وللفئات المسحوقة من الشعب الاسرائيلي. ومن تلك المآسي، انه في دولة، وبناء على الممارسات في عز الظهر، فيها اليهود هم فقط البشر وهم شعب الله المختار وهم فوق القانون وهم فقط الذين يستحقون الحياة، فليس من الغرابة سهولة الضغط على الزناد، وتحويل نهج القتل، الجسدي والنفسي الى امر عادي. فاطلاق الرصاص على الفلسطينيين وتشديد الحصار عليهم والاصرار على حشرهم داخل جيتوات خانقة، وازدياد الاصوات الداعية وعلانية الى طرد العرب لضمان ان تظل اسرائيل دولة يهودية نظيفة من العرب، هو من سمات الاحزاب اليمينية الكارثية، ومن اخطار المرحلة التي يجب العمل لمنعها كليا، ومن العمل المطلوب لذلك، كما انه ممنوع المرور والشارة الضوئية حمراء، لتفادي الاخطار الناجمة عن المغامرة والمرور وهي حمراء، ممنوع علىالجماهير، خاصة المسحوقة، التوجه الى الاحزاب اليمينية لان التوجه اليها ودعمها هو بمثابة المرور والشارة الضوئية حمراء والذي لن يجلب الا الكوارث، والتوجه اليها ودعمها هو بمثابة من يحفر قبره بيده، لان دعمها وتأييدها هما بمثابة منحها صك الغفران عما اقترفته وتقترفه وتصر على اقترافه ضد الجماهير، وبمثابة دعوتها لتزيد من استغلالها ونهجها الكارثي وحقدها وحرمان الجماهير من العيش باحترام وكرامة وسلام. وبناء على الواقع الملموس، فان الاحزاب اليمينية والدائرة في فلكها، وبعدها الاحزاب التي تدعي انها يسارية والانسان في مركز اهتماماتها، ببرامجها واهدافها بحاجة الى الماء والصابون لغسلها جيدا، خاصة الاحزاب اليمينية لان الاوساخ تراكمت عليها وتعفنت ولا تنشر الا الروائح الكريهة، ملوثة العقول والنفوس والبيئة، وتجاهل روائحها الكريهة واهدافها العفنة، لن يجلب الا المزيد من الكوارث والامراض، وكما اثبت الواقع، فان الماء النقي والصابون الفعال لغسل قاذورات تلك الاحزاب وترسيخ النقاوة الانسانية في كافة المجالات، يتجسدان في برنامج الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، فهو بمثابة الشارة الضوئية الخضراء على درب الحياة، والمرور فيها يضمن ان يكون الوطن جميلا في كافة المجالات، وذلك يكون نتيجة حتمية، لجمالية المجتمع والنوايا الانسانية الطيبة، فهو البديل الوحيد الانساني الحقيقي، اليهودي العربي، الذي يضمن تحويل كل الثروات والطاقات والبرامج والجهود لصالح الانسان، وتعميق القيم والمفاهيم الجمالية والتعاون الدائم لضمان العيش في جنة الحياة ونبذ كل الاحقاد والعداوات والاستعلاء العنصري، وهو البديل الوحيد لكل الاحزاب السلطوية وخاصة اليمينية التي تصر علىالتنافس فيما بينها وبناء على برامجها الانتخابية، من هدم اكثر بيوتا ومن صادر اكثر ارضا للفلسطينيين، من اعتقل اكثر ومن شدد الحصار اكثر، من قمع وقتل ونكل واضطهد اكثر. لذا فان التصويت للاحزاب اليمينية والدائرة في فلكها هو بمثابة دعوة لها لتواصل نهجها الكارثي وحفر القبور للبشر ولاحلامهم وحقهم في العيش باحترام وكرامة، فيما التصويت للجبهة هو المرور في شارة خضراء الى جنة الحياة الحقيقية.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألحزب الشيوعي وبستان الحياة
-
ألنظافة الشيوعية
-
الشيوعية والأمومة توأمان
-
المرأة انسان كامل متكامل
-
الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
-
يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
-
الفرح والحزن والشيوعية
-
الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|