|
قراءة في كتاب -محطات من حياتي - للدكتور الرفيق خليل عبدالعزيز
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5944 - 2018 / 7 / 25 - 12:21
المحور:
سيرة ذاتية
توطئة/ الطغاة كالأرقام القياسية ، لابدّ أن تتحطم في يومٍ ما ، لأن الحياة صراع أزلي بين الخير والشر كان لابد من الطغاة والجبابرة ، كما وُجد الأخيار والمصلحين ، وهؤلاء الطغاة وأن أختلفت أهدافهم وأسباب ترديهم وفسادهم ألا أنهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الأمثل لتحقيق غاياتهم السادية وأنحرافاتهم النفسية والتي أبتليت بها البشرية . الموضوع/أسم الكتاب : محطات من حياتي ، المؤلف : د/خليل عبدالعزيز، دار النشر السطور للنشر ، سنة النشر 2018 ، عدد الصفحات 224 : والكتاب ملخص سيرة وحياة المناضل الوطني الشيوعي المؤلف الدكتور " خليل عبدالعزيز " لأكثر من نصف قرن ، وجدتهُ – خلال لقاءآتي الشخصية لهُ وقراءة مؤلفهِ لمرتين - مناضلاً عنيداً مثابراً وناشطاً وطنياً يمتلك ذهنية متوقدة سريع البديهية شخصية قوية معتداً بنفسهِ بثقة عالية لا حدود لها ، شجاعة نادرة في مواجهة المواقف الصعبة ، ويستعمل الخطوط الحمرْ بشدة في رفض المساومة على وطنهِ وحزبهِ ، كتوم لدرجة الشحة في أعطاء المعلومات عن أسرار محطات السجون والأغتراب في متاهات النضالات الوطنية ، ويفرض أحترامهُ على المتلقي سواءاً كان محاورا أم صديقا ً، فأحببتهُ في أول لقاءٍ لي بهِ ، وزاد أحترامي ومحبتي الشخصية لهُ أكثر وتأكد لي أنهُ حاصل على ( الكاريزما ) من رفاقهِ وأصدقاءهِ ، وقراءة كتابهِ هذا يجعلك لأول وهلة أمام مكتبة متحركة برجلين من معلومات وشروحاتٍ ثرّةٍ وثريّةٍ لمدوناتهِ الشخصية خلال محطاتهِ السياسية والحياتية ربما جديدة لم تسمعها من قبل لا يتوقع الصديق ومهما كانت منزلته من خليل أن يحصل منهُ على مبتغاه بالكامل ربما يريد أن يطلقها جملة بأوقاتها المناسبة طبقاً للحكمة " لكلِ حادثٍ حديث " فهو يسير ثابت الخطوة يمشي ملكاً في متاهات العتمة المرعبة العصيبة خلال محطاته النضالية بين بغداد والموصل وموسكووعدن وستوكهولم ، بشجاعة أقتحامية نادرةٍ بأنماط نضالية مبتكرة خليلية محصورة داخل النص الوطني في الولاء المطلق لوطنهِ وحزبهِ ، والكاتب المناضل الدكتور خليل عبد العزيز عايش جميع الأنظمة في العراق ، فكانت بداياتهُ النضالية وهو في العشرين من العمر شباباً وحيويّةً ضد الأستعمار البريطاني وتحالفاتهِ العسكرية المذلة ، وكان دؤوباً بحركةٍ بديناميكية عجيبةٍ بين الطلاب والعمال والكسبة ضمن جغرافية العر اق متجاوزاً حواجز الأثنية والدينية فكانت فاتورتهِ الوطنية الأولى لتلك الحقبة السجن المبكر والأبعاد ، وكان نصيبهُ من الجمهورية الأولى للحكم السياسي للعراق أن يكون أمام الأنقلاب الفاشي للعقيد الشواف في الموصل التي هي المؤامرة الأولى لأجهاض ثورة 14 تموز الوطنية 1958 بقيادة البعث والقوميين العرب والأسلام السياسي وحيتان السوق من التجار والبورجوازيين وكبار ملاكين الأرض والعقار في الموصل وبدعم وتأييد من مصر وسوريا وتدخل فض مباشر من الرئيس المصري " عبدالناصر " وكذلك السياسات الخاطئة للزعيم عبدالكريم قاسم وعدم تشخيصهِ لماهيات الأعداء في الداخل والخارج ومواقف ( فردية ) للزعيم والسياسات الخاطئة للأحزاب والقوى السياسية العراقية وأمراضها الطفيلية وتقديس ( الأنا ) والتي هي صفات الأحزاب البورجوازية مما سهل نجاح التآمر على الحكم الوطني وأسقاطه في 63 ، فحكم على الدكتور" خليل عبدالعزيز بعدة أحكام ثقيلة منها أربع أعدامات مع نخبة من الرفاق الشيوعيين تمّ أنقاذهم وتسفيرهم ألى موسكو بواسطة الحزب . وحلقة الأغتراب الجديدة من حياة المناضل الدكتور " خليل عبدالعزيز " في موسكو وأنتماءهِ إلى كلية الصحافة في جامعة موسكوفلم يفارقهُ مرض الحنين للوطن الأم وصعوبات اللغة والأندماج فخرج منها سالماً فكان صحفيا وأعلامياً بارعاً متألقاً مليئاً بالحيوية والنشاط والحركة بكل الأتجاهات الوطنية والحزبية ( ص45 ) ، ثمّ إلى حصولهِ درجة الدكتوراه 69-70 في ( قانون تنظيم الصحافة في مصر ) ص48 من الكتاب ، وبصراحة أعتبرتهُ جيلاً متحركاً في جبلٍ متماسك من المستحيل أختراقهُ في مسألة الوطن وعشق الحزب اللذان يسيران في دماءهِ وعروقهِ ، وبموجب تخصصهِ الصحفي والأعلامي أكتسب مهارة فريدة في مجال العلاقات الدولية ، وعمل دؤوب في المشاركة الفعالة في فعاليات معهد الأستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية في السنوات الممتدة من 1970ولغاية 1975 هذه سنوات العمل أعطتهُ تجربة ومعرفة غنية في مجالات عمل مختلفة وأهم ما في ذلك الأطلاع على طبيعة الوقائع ومجريات التعامل والصراع بين الأطراف والمؤسسات العلمية والسياسية السوفيتية فيقول الدكتور خليل في ص77 من كتابه هذا : فتعرفتُ وأطلعتُ على أسرار كثيرة زاخرة بالحوادث والوقائع الضخمة جداً والمرعبة في بعضها ، وتوسعت علاقاته في أكثر المؤسسات السياسية والمهنية والنقابية فأصبح رمزاً صحفياً وأعلاميا مهماً فهو في مقدمة المدعوينب في المناسبات الدبلوماسية بين الأتحاد السوفيتي ودول العالم فاز بمقابلة زعماء العالم مثل : الملا مصطفى البرزاني وجمال عبد الناصر ونائبه علي صبري وعبد الفتاح أسماعيل سكرتير الحزب الأشتراكي اليماني والملك حسين بن طلال ملك الأردن وحافظ أسد الرئيس السوري وكوامي نكروما رئيس غانا الأشتراكية والرئيس الصومالي محمد سياد بري . وقد وجدتُ ما كنت أبحث عنهُ عن لغز سقوط الدولة السوفيتية في ص237 في سؤال العزيز الروائي والصحفي الأعلامي " فرات المحسن " هل لديك أجابة عن أسباب أنهيار الأتحاد السوفيتي ؟ ثم المنظومة الأشتراكية : الجواب : نعم كانت لسياسات القيادة السوفيتية وتوجهاتها في أدارة السلطة أحد العوامل في ذلك السقوط المدوي . وأقول : أن تدافع الصراعات وظهور أفكار معاكسة للأصلاحيين في أعادة النظر في الكولخوزات والسوفخوزات ثم تطور الأمر إلى أصلاحات مغايرة للأقتصاد السوفيتي برمته والتي كانت تحوي على آلاف المفرقعات الصوتية لأعداء المسيرة وحدث ما حدث ، ولكن لم يتبين لنا من خلال جدليات الأعداء فشل نموذج الأشتراكية العلمية ، وقد فهمت من تحليلات الرفيق خليل في كتابه الموسوعة { لم يكن العيب في المباديء الأشتراكية بل في فهمها وتطبيقاتها الخاطئة ، وعدم أستيعاب حركة القوانين الأقتصادية والأجتماعية الموضوعية والممارسات الخاطئة الأنتهازية والدكتاتورية الفظة ليوسف أستالين} . كلمة أخيرة :كتاب ممتع ومشوّق خلال حواراته يتذكر الدكتور الكثير من الأحداث بتفاصيلها الجزئية والدقيقة أن كانت من حياته وسيرته النضالية المشرفة عبر تلك المحطات وكان يعيش لحظاتها المكدرة والمفرحة وكان لا يزال يحب الآخرين وأن أختلفوا معهُ ، فهو أنسان دمث وخلوق وهاديء الطبع يبدو للكثير من أصدقائه وأنا منهم ، أنهُ لا يصطنع السكوت بل أنهُ حذر في الكلام بحيث لا يمكنك أن تحصل منهُ ما تريد من معلومات عن الحزب وسيرته النضالية ، كما أني أكتشفتُ بأنهُ يرغب أن يورث تجربته النضالية للأجيال اللاحقة ربما كنماذج نضالية ثورية جاهزة للذين يبحثون عن الحقيقة والحقيقة فقط ، وأصبح شاهداً تأريخياً لنضالات الحزب الشيوعي العراقي وتضحياته السخية في سبيل بناء دولة المواطنة وأرساء السلام العالمي ، فالمجد كل المجد لرفيقنا وصديقنا المحبوب الدكتور " خليل عبد العزيز ---
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غلق مضيق هرمز --- التحديات ورهانات المستقبل !؟
-
توفيق الحكيم / روايته -عصفور من الشرق - وصراع الحضارات !؟
-
الأقتصاد العراقي ---- إلى أين ؟!
-
التصحّرْ --- قاتل يتمدد بصمت!؟
-
التصحر قاتل يتمدد بصمت Silent Killer
-
وتُسرقْ الأسلاميّة!؟
-
- قمة سنغافوره - / ورهانات التوظيف السياسي للسلاح النووي!؟
-
المونديال تمازج ثقافات/ أين العرب منها؟!
-
حكاية فنتازية / أسمها أحتراق ضمائر!؟
-
كتاب - مكرم الطلباني - / أحمد علي سبع - قراءة في رؤى الوزير
...
-
الفنان التشكيلي - نبيل تومي -/ خواطر في الحب والجمال والسلام
-
توسونامي -المخدرات - في العراق /المخاطر والأسباب والعلاج!؟
-
أسباب - العزوف - عن الأنتخابات العراقية للعام 2018
-
سيناريوهات ما بعد الأنتخابات/ وبروستاريكا الرقم الذهبي !؟
-
الفيلم الفرنسي - بنات الشمس - /وكتيبة المقاومة النسوية !؟
-
رواية - :كم أكره القرن العشرين -رواية عبدالكريم العبيدي/الصر
...
-
الجيوش الألكترونية ---- لغة المفلسين !!!؟؟؟
-
الحركة العمالية والنقابية في العراق / تحديات --- وآفاق !؟
-
حمى السيرك الأنتخابي!؟
-
صندوق النقد الدولي / وشروطهُ السيئة السمعة ؟!
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|