أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلاسم الضاحي - الخطاب الثقافي العراقي .. وقدرته على ادارة الأزمة














المزيد.....

الخطاب الثقافي العراقي .. وقدرته على ادارة الأزمة


بلاسم الضاحي

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ماهو الخطاب الثقافي ؟ هل هو خطاب سياسي ، ديني ، فلسفي ، ادبي ، اجتماعي ، اقتصادي .. الخ ؟
ماهي الأزمة العراقية ؟ هل هي سياسية ، دينية ، فلسفية ، ادبية ، اجتماعية ، اقتصادية … الخ ؟
لاشك ان تعدد مجالات نمو وانبثاق الأزمات كثيرة ولكل ازمة قوة مضادة تساويها في القوة وتعاكسها في الأتجاه تستطيع ان تحتويها وتوجهها وتوجد لها مسالك تصريف ومنافذ انزلاق نحو اناء معد لأستيعاب كمياتها المتدفقة ولأجبارها على ان تاخذ شكل ذلك الأناء لا العكس .
يجب ان نعترف ان الخطاب الثقافي العراقي لم يعد خطابا واحدا موحدا منبثقا من روحية الثقافة العراقية وطبيعتها المستوية لغياب القوة ( المهيمنة ) كما كانت قبل ( الأحتلال ) والتي تسير باتجاه تحقيق مشروعها السلطوي فكانت تفرض هيمنة خطابها بقوة السلطة ووسائلها الأعلامية من جهة وتعمل على تغييب الخطاب الآخر بنفس الوسائل من جهة اخرى ، لذلك لم يلعب الخطاب الثقافي العراقي ( العام ) دورا في صناعة القرارات المصيرية وفي تحديد بوصلة العملية السياسية وانما همش وحوّل الى ديكور مما جعله عرضة للتآكل والأندثار او التقوقع على نفسه .
لقد تعرض المشهد العراقي في 9 – 4 – 2003 الى هزة عنيفة مقدارها 10 درجات حسب مقياس الأزمات التي عصفت بالعالم في التأريخ المعاصر – على اقل تقدير - .
قبل هذا التاريخ كانت الأزمات مجزءة تستطيع قوة السلطة ان توجه اقدامها الكاذبة لتطويق واحتواء هذه الأزمة وتحدّ من تمددها ، الذي حصل في العراق ( أزمة كبرى ) فرخت ازمات جديدة ارتفع منسوبها وارتقت مكانا مرتفعا واستطاعت ان تنحدر بقوة بالأتجاه الذي تريد بعد ان استفحلت وتمنطقت بتنظيرات حولتها الى قوة جديدة فاعلة ومؤثرة ورائجة واوجدت من يتبناها ويروج لها ويسوقها ويفرضها بالقوة على الآخرين وبذلك حلّت محل ( السلطة ) في فرض خطابها لأدارة الأزمة وبدلا من الخطاب السلطوي الواحد المهيمن اصبحت خطابات كثيرة تفرض هيمنتها السلطوية ، وبالتالي على الدارس للوضع العراقي وازمته ان يدرس عدّة ازمات كل واحدة منفصلة عن الآخرى بالياتها وعليه ان يتناول كل منها بجدية على انها قوة تحتاج الى وضع اليات جديدة لأستيعابها وتصريفها بعد ان يعي الأسباب المحركة والدافعة لها وايجاد قوة مؤثرة تفوق القوة الدافعة التي انتجت ذلك الخطاب الذي تحول الى ازمة جديدة بمعنى ان يكون الخطاب المضاد خطابا فاعلا وليس خطابا منفعلا بتلك الأزمة مستوعبا لها دون ان تستوعبه ، وهذا ما حصل – للأسف الشديد – في الخطاب الثقافي العراقي نتيجة لغياب السلطة وتأثير التراكمات الماضوية على مر العصور فتحول – الخطاب الثقافي – من اداة قادرة على ادارة الأزمة الى أزمة تدعوا بتوسل الى من يخرجه من ازمته .
ومن فهمنا للأزمة على انها ( خضخضة للمفاهيم والبنى السائدة ) ( 1 ) الذي حصل في العراق ليست خضخضة بل الغاء مباشر وسريع لهذه المفاهيم والبنى التي كانت سائدة والتي تأسست وبني عليها قرابة قرن من الزمن هذا الألغاء غير المتدرج لهذه المفاهيم كان أزمة جديدة بحد ذاته بل فرخ ازمات جديدة ناتجة من خطابات جديدة تفرض نفسها بالقوة على انها المخلص الوحيد واي خطاب آخر يتعارض معها تعدّه مخربا يجب اجتثاثه .
نقول .. نحن بحاجة الى خطاب عام غير مخصخص خطاب انساني خارج الأطر الأيدلوجية يبني مفاهيم وبنى جديدة وهذا غير ممكن التحقق اليوم تحت ظل وصاية ( المحتل ) الذي يمتلك قدرة خطاب قوي له مؤسساته والياته القادرة على تفتيت أي خطاب وطني انساني لذلك سيظل الخطاب الثقافي العراقي قاصرا وغير فاعل في ادارة الأزمة بسبب ( اللحظة السياسية ) وواقعها الدموي التصفوي الذي لا يكتفي بالتهميش انما يعمل على تصفية وطمر كل خطاب يتعارض معه .

هامش :
( 1 ) لماذا لم يمتلك الخطاب الثقافي القدرة على ادارة الأزماتفي بلادنا
للأستاذ عباس عبد جاسم / الأديب ع 109 آذار 2006



#بلاسم_الضاحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت المؤلف واعتماد نسق السرد ..قراءة في رواية كليزار أنور


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلاسم الضاحي - الخطاب الثقافي العراقي .. وقدرته على ادارة الأزمة