مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 21:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألكسندر بينالا الذي ظهر في الصورة خلف ماكرون لمرات عديدة والذي يعمل برئاسة الجمهورية قام بمشاركة الشرطة لفض مظاهرات مايو الماضي في فرنسا واعتدي علي اثنان من المتظاهرين اثناء التظاهرات العمالية رغم انه ليس مخول بذلك .
وهنا تظهر لنا عدة صور تبين كيفية التعامل مع الأزمات في الدول الديمقراطية :-
اولا التعامل الإعلامي فبرغم عمل الرجل برئاسة الجمهورية الا ان هذا لم يشفع له ولم يخيف الاعلاميين ولم يمنع الاعلام بكل وسائله من البحث حول هذا الشخص المجهول الذي يرتدي خوذة رجال الشرطة والذي يتعامل بعنف وأهانه مع المحتجين .
ثانيا التعامل القضائي لم يجامل القضاء الرئيس ولم يجامله بل وجه للرجل اتهامات بانتحال صفة رجال شرطة وبالاعتداء علي المتظاهرين .
ثالثا التعامل البرلماني فبرغم ان الاغلبية لصالح ماكرون الا انها لم تتعامي ولم تدلس ولم تنكر ولم تقف مدافعة عن الرئيس وموظفيه بالباطل بل أوقفت الجمعية العمومية جلسات مناقشاتها الجادة حول كل القضايا لمناقشة قضية بينالا في جلسة علنية وليس في الغرف المغلقة كما يفعلون عندنا (هذا اذا فتحوها أصلا ).
رابعا تعامل وزارة الداخلية هنا لابد ان ترفع القبعة لجيرار كولمب الذي لم يخشي في الحق لومة لائم والذي ذهب الي جلسة البرلمان العلنية وأعلن بكل حزم وجرأة ان الخطا في هذه القضية هو خطا رئاسة الجمهورية .
خامسا تعامل رئاسة الجمهورية فماكرون الذي فوجئ بما فعله موظف في ادارته لم يراوغ ويناور كما يفعل البعض بل اصدر قرارات فورية بايقاف الرجل عن عمله لمدة أسبوعين مع خصم ذلك من راتبه ولم يكتفي بهذا بل استبعده عن فريق مساعديه .
هذا هو التعامل السريع في الدول الديمقراطية فلا خشيه من احد ولا ضياع لحقوق احد .
والموظف برئاسة الجمهورية لا استثناءات له ووزير الداخلية قادر ان يوجه اتهام للرئاسة لانها اخطات والرئيس يتعامل مع الامر دون مكابرة او مراوغة لان الجميع موظفين عموم عند الشعب وخشيتهم الوحيدة هو مخالفة القانون وعدم ارضاء الشعوب فمتي نصل إليّ ما وصلوا اليه ؟
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟