ملحق 2 كتاب الزمن سوريا 2020

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 09:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كتاب الزمن ملحق 2

هامش 1
الوقت اللازم والكافي يمثل الأهم ، مع التوقيت المناسب ، بشكل دوري وثابت وعام .
ما هو الوقت اللازم والكافي ؟!
_ هو الزمان أو الثالث المرفوع بين السرعة والمسافة .
الواقع أو الوجود الموضوعي ، ثلاثي الأبعاد بالحد الأدنى ، المادة والزمن والحياة .
العامل الزمني ، ما يزال الجانب الأكثر غموضا من الوجود وغير المعروف غالبا ، بالقياس إلى المعارف الحديثة بالمكان والعناصر والحياة .
في كل قضية عدة حزم من المشكلات _ المتزامنة _ مشكلة الوضع ، ومشكلة الوقت ، ومشكلة الشخصية ( أو الشخصيات ودرجة تطورها ) .
الموضوع شيق ومثير ، بنفس الوقت شبه مجهول ، لهذا ألخص موقفي الحالي بفكرة واحدة _ على أمل تكملة بحث الموضوع خلال نصوص لاحقة _ الزمن اللازم والكافي .
خلال النصف الأول من القرن العشرين ، كانت مشكلة الانسان العامة والأساسية ، باستثناء أقلية صغيرة تمثلها الفئات الحاكمة في المجتمع أو الدولة ، تتكثف بالجوع والتعب وضيق الوقت الشخصي _ أو انعدام وقت الفراغ بالنسبة للغالبية العظمى من سكان العالم .
وبعد النصف الثاني تغير الوضع بشكل دراماتيكي وشمل العالم كله .
مشكلة الغالبية العظمى من البشر اليوم ، الضجر وزيادة الوزن والاثارة الزائدة ( القلق ) .
توجد مشاكل أخرى أساسية وهامة ومركزية أيضا ، كالمرض والحروب والجهل والتعصب وغيرها ، لكن بقيت في حالة من الثبات والاستمرارية _ قياسا بالجوع والتعب اللذان تحولا إلى النقيض تقريبا (المثيرات العشوائية والمرتفعة عادة مع الضجر أو السأم المزمن ) .
بعبارة ثانية ، كان الاتجاه والسعي الإنساني السائد والضروري حينها ، توفير الوقت الشخصي بالتزامن مع الحاجة الثابتة إلى الراحة والاسترخاء .
وكل ذلك استبدل اليوم بالضجر أو الروتين أو السأم .... وبقية تسميات الزمن الفارغ .
يوجد فائض من الوقت الشخصي عند الفرد المعاصر ( امرأة أو رجل ) ، لا يعرف ماذا يفعل خلاله ، كما يوجد تدفق عارم من المثيرات المحيرة والمقلقة بالفعل .
وتلك النزعة الموروثة لتوفير الوقت ، تحولت اليوم إلى سرطان العقل ، بالتزامن مع نزعة متلازمة وموروثة بدورها " توفير الجهد " ، مع نزعة ثالثة لدمج الملذات أو المصاعب .
لكي لا يتشتت الموضوع ، والبقاء في فكرة الوقت الكافي ،.... تختصر ما سبق فكرة التسرع والاستعجال ومثالها الأبرز سرعة القذف عند الرجال والبرود الجنسي عند النساء .
لي عودة ثانية إلى هذا الموضوع الشائك ، والخطر ربما .
....
العلاقة الإنسانية أحد نوعين : علاقة ( ربح _ ربح ) أو علاقة ( خسارة _ خسارة ) !؟
ولا يوجد وضع ثالث عدا الانفصال أو التأجيل .
علاقات ( ربح _ ربح ) ، نسبة المساهمة فيها 4 و 6 من عشرة .
علاقات ( خسارة _ خسارة ) ، نسبة المساهمة فوق أو تحت 4 و 6 من عشرة .
المساهمة ، تعني التكلفة أو الاهتمام .... وهي خمسة عناصر أساسية ، بحسب درجة أهميتها وترتيبها 1 _ الوقت اللازم والكافي 2 _ الجهد الضروري 3 _ الانتباه والتركيز 4 _ السلطة أو القوانين والحدود 5 _ المال والملكية المتنوعة .
.....
هامش 2
عدم تطابق الرغبة مع التوقع حقيقة مشتركة في العالم الحالي ، ولا يمكن تجاوزها .
الرغبة الثابتة بتجنب الموت أو المرض أو الشيخوخة أو القلق وانشغال البال ....وغيرها .
التوقع يشتمل على جانبين مختلفين تماما ، السلسة السببية وهي ترتبط مباشرة بالماضي والبيئة والأهم من ذلك بالشخصية الإنسانية وقرارها ( او عدم قرارها ) مع المهارات المختلفة والمنوعة ، بينما سلسلة المصادفات على النقيض تصدر من خارج الوعي والتأثير الشخصي بالتلازم مع الغد والمجهول .
عندما تتطابق الرغبة مع التوقع بشكل عام ، يشير ذلك إلى نقص بدرجة النضج ، وربما انحراف عقلي ونفسي خطير ، أبرز تمثيلاته الانكار أو استبدال الواقع بالوهم والتخيلات .
.....
هامش 3
الفشل بالوصول إلى اليوم أو البقاء في الأمس ، اشهر نماذجه الرجل الشرقي والمرأة الشرقية واحتياجاتهما _ العقلية خصوصا _ المتناقضة والشاذة غالبا !؟
_ يحلم الرجل الشرقي أن يلتقي بامرأة واحدة ، وتحمل شخصيتين متناقضتين ، الأولى تمثل الأم الحنون التي تحبه وتقبله بلا شروط كما تقبل عيوبه ونقائصه التي لا يستطيع هو نفسها تقبلها ، والشخصية الثانية تمثل غانية المعبد _ العاهرة المقدسة _ الأسطورية ، والتي تهب الجنس كنوع من الصلاة ، وبعد العملية الجنسية تشعر بالرضا والامتنان للرجل .... فهو أتاح لها الفرصة لتؤدي واجبها ودورها الديني والاجتماعي على أكمل وجه .
_ تحلم المرأة الشرقية على النقيض ، أن تلتقي برجل واحد ويحمل شخصيتين متناقضتين أيضا ، تمثل الأولى الأب الحامي بلا قيد أو شرط والذي يتقبل فتاته الصغيرة بعيوبها وحاجاتها غير العقلانية التي يتعذر عليها نفسها أن تتقبلها ، والشخصية الثانية تمثل الفارس ( الفحل الأسطوري ) في المجتمعات القديمة ، الذي يدخل مع الغيمة أو القمر _ من النافذة _ ويغتصب الفتاة البريئة ، ويوصلها إلى ذروة اللذة والمجون ومعها السعادة الحقيقية والدائمة .... وبعد ذلك كله يختفي بلا أثر مثل شبح مع الفجر ومجيء الصباح .
وهم صبياني مشترك ، يخرب العلاقات بشكل ثابت ومؤكد .
ويخرب معها العقل ونظام الشخصية المتكامل والموحد .
وبعد ذلك ،... لو تسأل الفرد ( امرأة أو رجل ) بعد الثلاثين عن السعادة وراحة البال !؟
( في هذه الحياة لا توجد سعادة ) .
العبارة صحيحة تماما ، فقط بعد إضافة صفة للحياة ....
الفاسدة أو المريضة أو اللاعقلانية ....وغيرها من مترادفات النقص والحرمان والشذوذ .
لتوضيح الفكرة عبر مثال مباشر ،
طالب _ة بكالوريا.. هي أو هو ضمن أحد المستويات :
1_ السيء 2 _ الجيد 3 _ المتوسط
_ نموذج السيء ، وبصرف النظر عن رغباته وأحلامه العارمة بالنجاح والتفوق ، ومعها كل صنوف الحذلقة والمبالغات الشكلية ....من تحضير الثياب والأدوات المناسبة للدراسة .
بعد الأسبوع أو الشهر الأول على الأكثر ، يكون قد تخلف عن متابعة المستوى المتوسط ، وكل يوم يبتعد عن إمكانية النجاح أكثر من سابقه .
وتنفصم حياته بالفعل إلى قسمين يتباعدان كل يوم يصله ، أحلام يقظة على النقيض من حياته الفعلية في المدرسة والأسرة والمجتمع .
_نموذج الناجح _ة ، لديه خطة متكاملة لسنة ، وهي بالحد الأدنى واضحة بذهنه وفي عقله وتوجهه الحقيقي ، بخطها العريضة مع التفاصيل اليومية والأسبوعية أيضا .
والعنصر الأهم في الخطة ، الاجتهاد وتحديد الاتجاه اليومي بعد تحديد عتبة الدراسة باليوم أو النشاط والجهد الأدنى المبذول لأجل الدراسة والفهم .
_ نموذج الطالب _ة المتوسط ، ....في المنتصف بين الاثنين .
....
حياة الفرد ( الطالب ) الناجح ( امرأة أو رجل ) ، من خلال علاقته مع الزمن , بأشكاله الأساسية : أمس واليوم والغد ، بالمقارنة مع زميله الفاشل .
_ الأمس ، حالة نجاح بالعموم ، وهو يمثل الخبرة والذاكرة المتماسكة والمرنة ، عبر جوانبها المتميزة بوضوح في اشكالها ومستوياتها المتعددة ( السلبية مع الإيجابية أيضا ) .
_ الغد ، يوجد تصور واضح عن مشروعه واتجاهه الأساسي في الحياة ، وهو غالبا يشتمل على احتمال 1 واحتمال 2 كبديل ، وربما احتمال ثالث للحالات الحدية والكوارث ، التي تصيب كل إنسان في النهاية .
_ اليوم ، يوم الطالب الناجح _ ة ... تلخصه كلمة نشاط أو فاعلية .
ومبادرة شخصية ، مع التقدم في العمر .
....
هامش 4

اليوم مصدر الأمس 1

أنا أحب المتي مع الزعتر البري ، لكن ليست هذه هي الحكاية .
قبل 21 سنة كتبت في " نحن لا نتبادل الكلام " ...
رغم أني تركت 37 سنة خلفي
وانا أحشو دماغي
بالنيكوتين والذكريات
ولم أنتبه أن الغد يأتي بالغد
عاريا وموحشا إلى هذه الدرجة
ومع كثرة من الأصدقاء
ووجع الرأس
بالكاد وللحظات معدودة
تفلت روحي من سجنها
وأنا بنصف إغماضة
بين الحلم واليقظة
أحاول إغواء الفراشة
ثم لا تلبث أن تهجرني وتطير
تاركة
نهارا طويلا
علي مواجهته بمفردي .
....
واليوم كنت لأستبدل فقط :
ولم أنتبه أن الغد يأتي بالغد
ب
ولم أنتبه أن الغد يأتي باليوم
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات