|
الموت...ميزان العدالة
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 18:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الموت....ميزان العدالة.. ج// الاول لا تمثل الحياة الا محض فقاعة عابرة برغم ما يمكن للبعض من تهويلها واضفاء مزيد من الفيوض الميثيولوجية كي تبدو صورة مافوق المثالية ..فهي في قياسات الزمان لاتعد شيئا سوى انها محطة انتظار تسبق المغادرة الى جهة غير معلومة ..الحياة لاتصلح الا للاطفال فحسب ..وليس لجميع الاطفال ..بل لقئة منهم ..المنعمون ...ذوو الحظوظ من يولد وفي فمه ملعقة من الذهب لايمكن ان تكون عادلا حين تمنح مفتاحا لإنسان سلبت منه بصره..وتريد منه ان يلج من احد ابواب الحظ ..!انت هنا أوجدته كي تصب العذاب والأنتقام صبا ...كما لايمكنك ان تتصف بالعدل للحظة ..وانت ترمي الى ساحة الوغى جنودا بلا سلاح او عتاد او مؤونة ..انك نموذج سادي ... لماذا نحب طعم الحياة رغم مرارته ..بينما نكره طعم الموت دون ان نتذوقه ..؟ انها صورة موهومة رسمت في اللاوعي بأن الموت بشع ..وانه رهيب ومرعب ..؟ ولكن تلك الصور هي اسقاطات الحياة وليست اسقاطات الموت . من العدالة ..ان نشهد الموت ولكي نمجد حدثا او شيئا علينا ان نشهده ولأننا نشهد الحياة فقط ولايمكننا ان نلج الموت ونلمسه فاننا نسقط خطئا اسقاطات الحياة على مساحة الموت ..فنشوهها ونجعل منها مساحة عاية في البغض والرعب والفناء ..بالضبط كما نروي قصة ليلى والذئب على لسان ليلى ..ولانسمعها على لسان الذئب ..لكون الذئب يمثل العدو الوهمي ..ىينما نحن العدو الحقيقي .. اننا نجيد الكذب كعادتنا ..فطبيعتنا الطفيلية . تجعلنا نكذب ..ونزيف ونزور .. اذ نجعل انفسنا كملائكة ..والآخرين هم شياطين..نحن كمصدر للخير والآخر مصدرا للشر ..وفقا لإسقاطاتنا نحن .. ولكن لو استطاع اؤلئك الاخرون ..كالذئب ..او ما نلبسهم لباس الشر ان يجيدوا افضل منا لعبة إدارة الوجود ...لاصبحنا نحن مصدر الشر ولأصبحت ليلى هي من تؤذي الذئب.. التفاؤل ..التشاؤم ..الحقد ...الحب ...الايثار ..الغيرية ..هي ثمار نظام طفيلي غرائزي ..هو نظام الحيا ة...وهذه الحياة هي ثمرة صراع ارادتان ..هما ارادة واقعية وارادة غائية ..الارادة الواقعية هي جملة اسقاطات واحداث مادية .. وهي ما نلخصها بمنظومة الذات الدنيا او الذات السفلى ..كمقياس زمكاني ..بينما تمثل الارادة الاخرى ..وهي ارادة غائية تمثل طموح وجداني مثالي وخلاصة وعي هو عصارة الارتقاء والسمو .. غاية تحاول الافلات من قيود المادة وغرائزها ..الا وهي الذات العليا او المرتبة الالوهية ..لذلك كانت ولادة فكرة الله كغاية متطلعة للارتقاء. ففي هذه المساحة يعيش الله ..كما انه يموت في مساحة الذات السفلى ..موتا اكلينيكيا . لكنه يعيش كدالة خوف ..يلوح بها من قبل الكاهن ... فالله هو محض هراوة ثقيلة ومخيفة في الحياة ..لكنه يموت بموت الانسان ..لذا يشكل الموت انعتاقا وحرية سواء للإنسان كمنظومة مركبة للقيم المتضادة ..او بالنسبة الى الله كغاية ومرتبة ارتقاء لكنها لاتجدي نفعا في الموت ..حيث تختفي دالة الصراع .. ان المشكلة تتجلى في عناصر الصراع والإنسان احد عناصر الصراع الرئيسية...فهو اي الانسان قد زور وزيف فكرة الغائية الله فنحن من اسقط اسقاطاته عبى نساحات لانستطيع تمييزها او ادراكها ..فالشر والخير هي قيم ناتجة ومستحدثة لاثر الصراع في انظمتنا ..ولاننا نعيش الولاء "لل أنا"فليس امامنا سوى التزييف او التزوير وفقا لرغبات الأنا الجامحة .. لذلك نحاول تزيين وتجميل الحياة لانها اأارض الخصبة لنبتة الغرائز ..ونزيف ونحط ونحقر من مساحة الموت لانها مساحة الخلود..والسكينة ..حيث تختفي دالة التصارع ..وتحيى العدالة وسبب النزوع لهذه الخاصية ..هو اننا لانشهد الموت كسيرورة ابدية اذ نعتبره فناء وبتر لقيم غرائزية وليس احياء لقيم العدالة الطبيعية .. ونقع بمزيد من الاخطاء حين نظن اننا سنبعث من جديد ..وان البعث مسلمة دينية ..لكنها مسلمة فاشلة ..فالطبيعة ..ليست مزاجية بل هي جملة مسارات طورية غير عبثية . فإ عادت ذات الاطوار وبذات الكيفية يعتبر محض عبث اذ لا جدوى هنا من الغاية ...ولكن زرع فكرة الخوف وجعلها فكرة مرافقة حتى في مساحة الموت هي صنعة كهنوتية ..الغرض منها السيطرة على العقل والوعي بدالة الخوف..فجميعا ندرك ان الموت يفوق جميع الدوال المادية ومنها الغرائز ..لذلك لا اثر للخوف في مساحة غير صالحة البتة لنظام ..فالموت هو اعادة تدوير للانظمة الفاشلة او المتحلله ..اذ لايمكن بمعطيات كهذه انتاج ذات المخرجات الفاشلة ... في منظومة القيم ضمن مساحة نظام هو ليس مثاليا كوصف اكثر دقة من وصفه كنظام فاشل او محض فقاعة ..تتبدل كثير من القيم كضرورة تطورية أو كحاجة ..لايمكن كوصف ايقونة للعدالة في مشهد مزري ويمثل انحطاطا قيميا ..ونكوصا في المنجز الانساتي ..:.رؤية طفله جائعة في افريقيا وهي تتحامل من اجل البقاء كي تحظى بلقمة غذاء ويحيط بها الذباب وتنازع سكرات الموت وترقبها ..كاميرة مصور يمثل الانسان بقيمه ..ومن جهة اخرى ترقبها دالة طبيعية وهي تتمثل "بنسر ينتظر فريسته وهي ذات الطفلة الجائعة ..لكي يقتنصها كضرورة طبيعية للبقاء ترى اي قيم ستحترم عند هذه اللحظه ..بغض النظر عما جرى بعد ذلك فالمصور ربما اراد الشهرة او ربما اراد اظهار ظلم الدالة القيمية ..وربما قد يكون انقذها ..ولكن هل من العدل انقاذها ام المتاجرة بمعاناتها ..ام بحرمان النسر من اقتناص فريسته كفعل واثر طبيعي لظلم الانسان ..وظلم الحياة وعدم عدالتها ..؟؟ وهنا اليس الموت كدالة فلسفية هو الاكثر عدالة للجميع ..للطبيعة ولصاحب القيم المزيفة ..او حتى للطفلة الجائعة ..! الحياة لاتصلح للجميع ..وهي تمثل ايقونة غير عادلة .. لذلك حتى للاطفال هي معادلة غير متوازنة ..وهذا مايثبت اننا حين نعجز في تفسير ظلم الحياة وعدم كفاءة قيمنا غالبا ما نرمي عجزنا نحو السماء او نبرر ذلك الظلم بانه مقدر من السماء وانه امتحان ..بينما لانشير بأصبع الاتهام الى منظومة مزيفة بجملة اخطاء قيمية .. فبسبب نص نظن انه مقدس بمكن ان نمنع التبني ..كقضية انسانية ..وبقيم فارغة من محتواها نحارب المثلية ..رغم انها تمثل احد الحلول الناجعة ..لتكاثر عشوائي غير مدروس يفضي لانتاج الجريمة .. مازلنا نمارس ذات اللعبة وذات الكذبة ..التي اطلقها " جحا " ثم صدقها .. وهي اننا نقدس القيم كمنتج بشري مرهون برغبات غرائزية ..ومؤطر بالخوف .. .. ثم نتصور ان اسقاطاتنا هي اسقاطات السماء ..وانها مقدسة ..ولانها منجز بشري ناقص فسيتجذر الصراع من جديد ...وتبقى الحياة منظومة ملئى بالتزييف والتزوير .. نحن مجرمون مع سبق الاصرار والترصد ..نقوم يوميا باعادة تدوير الجريمة .. ان الموت يجب ان ينظم كقيم خالدة ..وليس كعقوبة ..نحن نشوه ونزيف قيم الموت كما زيفنا وشوهنا قيم الحياة .. انا اعتقد ..ان الحياة هي العقوبة .. وان الموت هو غاية سامية ..نحن نمارس العكس ..فحين نعاقب نعاقب بالموت ..بينما تمثل الحياة بالنسبة لنا جريمة كبرى ... لذلك نحن متهمون بالحرم المشهود ..بلرتكاب جريمة كبرى هي الحياة ..الحياة المزيفة بجملة قيم فارغة المحتوى ... يتبع ......لاحقا
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نص==/مابعد الموت
-
نص==/نقطة*
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*..ج///3
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*//الجزء الثاني
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*
-
نص//البعير على التل ..!
-
الإسلام والكوميديا ..!
-
المصلح الاسلامي ...منافق ..
-
المنظومة القيمية..والبناء الحضاري..
-
نص//رثاء الاحياء ..
-
قصة نهاية حضارة ..ج//2.!!
-
ألقيم الحضارية.. وطقوسية الاديان
-
قصة نهاية حضارة ...!!
-
نص//نوتي..تائه
-
القرون العشر الاخيرة ..
-
الإنتقالة من الطين الى الدين -جلد الذات-
-
-الحضارة الأخيرة ..-
-
-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -
-
لماذا فشل وسيفشل المصلحون الاسلاميون...!!
-
((الحتمية الوجودية ..))
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|