أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - عصر الماركنتالية المالية














المزيد.....


عصر الماركنتالية المالية


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 02:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عصر الماركنتالية المالية



الكاتب:د. مظهر محمد صالح

18/6/2014 12:00 صباحا

ألم يرتكب أحدكم فضيلة..؟ بهذا الصوت الجهوري علا صوت أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أمام الصحافة وعلى أدراج مبنى الكونغرس في العام 1980. يوم ترامت من باطن النهار أصوات الصحافة، ثم لاحت أشباحهم مبعثرة يحمل أكثرهم أجهزة التصوير ليحيطوا بمقدمة أدراج المبنى التشريعي للولايات المتحدة الأميركية.
كان يوماً طبيعياً من أيام واشنطن عندما انصت الصحفيون بعضهم لبعض وباستغراب حيال صوت أحد أعضاء الكونغرس من الشيوخ وهو يبدي امتعاضه من تعاظم سطوة السلع اليابانية على مجريات التجارة العالمية والتي غزت السوق الأميركية، قائلاً: نحن أجمعنا كمواطنين على أننا طبيعيون لا يشيننا شيء، وأن الأخلاق التجارية التي تديننا هي أخلاق مستوحاة من عصر اقتصادي آخر لم يولد وأننا رواد أخلاق تجارية جديدة صادقة لم ينتظمها التشريع.
فبعد أن انتهى السيناتور الأميركي المتحمس لمذهب الحمائية التجارية من إطلاق عباراته اللاهبة التي تفوه بها، اصطف عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الآخرين على أدراج المبنى الشامخ، وقبل أن يبتدئوا حديثهم الصحفي تباعاً حول أهمية الحماية التجارية، قام أحد الشيوخ من فوره وتولى بنفسه تهشيم جهاز راديو ياباني صغير نوع توشيبا!! فبعد أن رماه أرضاً أمام الصحفيين المحتشدين، تحطم الجهاز الصغير الى قطع متبعثرة هنا وهناك، عندها أخذ الصحفيون يلتقطون الصور التاريخية، وبكاميراتهم اليابانية الصنع، حطام ذلك الراديو. فقد أطلق ذلك الحدث الإشارة الأولى للحمائية التجارية في رحم العولمة والترويج الى الفكر الليبرالي الجديد والتطلع الى التجارة الحرة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي. ولم تكن ابتسامة اليابانيين حينها وإجاباتهم على الحدث الصحفي الأميركي سوى الاكتفاء بمقولة واحدة لا غير: "إن الحمائية التجارية هي الأخت القبيحة للعولمة!!".
تذكرت الحادث المذكور آنفاً، وأنا أتطلع الى خبر نشر في واحدة من الصحف البغدادية مفاده: ان وزير التجارة الياباني الذي زار واشنطن في نيسان ٢٠١٤ قد صرح بأن المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة ما زالت في مأزق..! في وقت يكافح فيه المفاوضون (من الطرفين) لتضييق هوة الخلاف قبيل انعقاد قمة بين زعماء البلدين. وهي قمة غايتها تجميع الشراكة عبر الهادي تقوده الولايات المتحدة ويضم 12 بلدا ويمتد من آسيا الى أميركا اللاتينية، وان ما تريده الولايات المتحدة من اليابان ان تفتح قطاعات الرز ولحوم البقر والالبان والسكر الاميركي ورفعها من قوائم الحماية التجارية اليابانية. في حين تريد اليابان بالمقابل جدولاً زمنياً لتطبيق وعود أميركية بالغاء تعرفة كمركية نسبتها اقل من 3 % على واردات سيارات الصالون و25% على الشاحنات الخفيفة اليابانية الصنع.
وبهذا ينصرف مفهوم الحمائية التجارية الى قيام الدول بفرض قيود كمية او رسوم كمركية عالية على بعض السلع الاجنبية المستوردة، فضلاً عن منع بعض الشركات العالمية من الاستحواذ او التملك لبعض الانشطة اللوجستية اوالحساسة.. ويعد هذا المنع ملازماً للنزعة الحمائية في التجارة، وهو سلوك قديم العهد من الوجهة التاريخية وبقِدم التجارة الدولية نفسها. ولا يفوتنا أن ندرك حالة الدعم الزراعي الواسع للمحاصيل المصدرة، والتي تعد هي الاخرى واحدة من أخطر الاساليب التي تواجهها الدول في اختراق اقتصاداتها وإغراقها بالسلع الزراعية الرخيصة والمهددة لسياج الأمن الغذائي من الزراعة الوطنية. وكذلك أساليب دعم التصدير وبأسعار صرف عملة تجعل من عوائد التصدير بالعملة الاجنبية مغالى فيها ازاء العملة الوطنية، ذلك عند تحويل عائدات التصدير الى داخل بلدانها. كما تعد الحماية المالية اليوم واحدة من احدث نماذج الحماية في عصر العولمة المتناقض!!
فمع بدء الازمة المالية العالمية في العام 2008 أخذت سياسات التيسير الكمي (إصدار العملة) وتعجيل تقديم القروض المصرفية الرخيصة المدعمة بالفائدة المنخفضة تتدفق حصرياً على الشركات الوطنية البريطانية، في حين جرى حرمان الشركات العالمية، بما فيها الشركات الدولية العاملة على الاراضي البريطانية من الاستفادة من تلك القروض الميسرة، وهو الأمر الذي حث رئيس وزراء بريطانيا الأسبق غوردن براون على أن يقدم مصطلحاً جديداً في علم الاقتصاد عند تشخيصه للحماية المالية، أسماه: بـ"الماركنتالية المالية" او بـ"النزعة الحمائية المالية"!!
ختاماً، إذا كانت الحمائية هي الأخت القبيحة للعولمة ونقيض التجارة الحرة وسياسات الباب المفتوح، فإن الكثير من النخب السياسية في العالم ما زالت ترى في السياسة الحمائية نزعة تعبر عن الوطنية الاقتصادية وتحمي استقلال البلاد من الحروب التجارية وعلى رأسها الإغراق السلعي.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان والآلة
- الآلة وأجر العمل
- بيوتات المتاجرة لاتنام
- عصر اللامساواة
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 5
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 4
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/ 3
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/ 2
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/١
- المذهب الفردي ومعادلة الصراع العلمي
- السوق:كفاءة ام خداع
- العباءة السوداء
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (3)
- المرابي الجديد...!
- النظرية الاقتصادية المفسرة للفساد...الى أين هي؟
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)
- الفساد في إطار علم الاقتصاد السلوكي. (1)
- عصر السينما وعبق الذرة
- الاقتصاد السياسي للتلوث
- اوكسجين الفكر


المزيد.....




- الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية ...
- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته
- خبير ألماني يكشف عن المستفيد من ضعف اقتصاد بلاده
- -الله أكبر! ما هذا؟-.. شاهد رد فعل رجل شاهد لحظة انفجار طائر ...
- خبير يكشف دوافع ترامب في تهديد كندا والمكسيك بالرسوم الجمركي ...
- تحطم طائرة قرب مركز تسوق في فيلادلفيا.. وكاميرا جرس الباب تو ...
- أمريكا: تحطم طائرة صغيرة في فيلادلفيا.. وشاهد عيان: -رأيت كر ...
- شولتس: حرب كييف سبب أزمتنا الاقتصادية
- فوربس تصنف Bitget ضمن بورصات العملات الرقمية الأكثر موثوقية ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - عصر الماركنتالية المالية