فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 00:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدا الباجي قائد السبسي خلال حواره يوم الأحد 15جويلية 2018 مع قناة نسمة في حالة ضعف فرئيس الحكومة الذى اختاره بنفسه يبتعد عنه أكثر فأكثر ويقترب من لحظة فك الارتباط به وهو يخوض حربا مفتوحة ضد ابنه الذى كان واضحا انحيازه اليه خاصة عندما أفصح عن خلافات مع رئيس الحكومة بخصوص اقالة وزير الداخلية السابق وعدم أخذه بمقترحاته ونصحه يوسف الشاهد بالاستقالة أو التوجه الى البرلمان لنيل الثقة مجددا في حال انعدام وجود اجماع سياسي حوله ضمن حوارات قرطاج 2 وهو الحاصل والحزب الذى أسسه أصبح قطعا متناثرة لا جامع بينها غير محاولة استثمار مؤسسة رئاسة الجمهورية .
وحركة النهضة الاخوانية التى قال السبسي أنه أكبر من دافع عنها تلعب في حديقته وتستفيد من أزمة حزبه والخلاف بينه وبين رئيس الحكومة لمزيد التمكين وهى تتحين الفرصة للانقضاض عليه خاصة أن الانتخابات المفصلية الرئاسية والبرلمانية العام القادم أضحت على الأبواب وكان التمرين عليها خلال " البلديات " قد أكد اتجاه النهضة ذاك وعندما ذكر بمكونات حزبه " النداء " عند تأسيسه : النقابية واليسارية والدستورية الحداثية ، كان يلوح بما يشبه جبهة انقاذ جديدة يتم تأسيسها على قاعدة التناقض بين الحداثيين والماضويين دون ادراك لوقع الجرح الغائر الذي سببه لليسار البرلماني غداة صفقته مع شيخ حركة النهضة .
أما في صلته بالشعب فقد صرح السبسي أن الوضع يسوء كل يوم أكثر فأكثر فهو " من سيئ الى أسوء " وهو ما يعنى فشل الوعد الذى قطعه على نفسه عشية انتخابه رئيسا بتحسينه ومن ثمة انفضاض قاعدته الانتخابية عنه .
وما قاله السبسي يعبر في معناه العام عن استفحال أزمة السلطة بأكملها فالرئيس ضعيف ورئيس الحكومة لا يقل عنه ضعفا والبرلمان شبه ميت ومن ثمة عجزها عن مواجهة وضع اقتصادي اجتماعي أمنى متفاقم الخطورة ولم بيق إلا الدعم الخارجي القادم من الاتحاد الأوربي وأمريكا الذي يراهن عليه السبسي بصورة رئيسية غير أنه دعم يتضاءل مع تفاقم الأزمة وهناك دول ضمن معسكر الداعمين تنظر الى " الوضع التونسي " على أنه مناسب لمزيد فرض هيمنتها بما يذكر بتفاحة بسمارك خلال مؤتمر برلين أواخر القرن التاسع عشر التى قال أنها أصبحت يانعة / ناضجة وحان قطافها في اشارة الى تونس قبل احتلالها من طرف جيوش فرنسا بفترة وجيزة .
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟