عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 02:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مايحدث الان هو ليس مجرد مظاهرات واحتجاجات آنية او موسمية كما يعتقد الكثير بل هو تحولات اجتماعية كبيرة طالما كانت هذه التحولات ملح التاريخ وزاده لذلك نحن الآن أمام تحولات اجتماعية عظيمة قد تمر بمرحلة من التقهقر الآنية إلا انها وبكل تأكيد ستنشط بشكل اعنف في لحظة غير متوقعه مستقبلا.
لتعلن عن انفجار هائل سيفتت بمعوله الجديد جميع البنى المقدسة التقليدية دينية كانت ام سياسية او اجتماعية .
التمسك بالزمن الماضوي والمفاهيم الكلاسيكية وتفسير مايحدث من قبل جميع القوى التقليدية المرتكز عليها المجتمع سابقا قبل انتفاضة تموز اذا كانت قوى دينية اواجتماعيةاو سياسية على انه أزمة مجتمع مطالب بالخدمات والعمل؟ هو غاية في التبسيط والتسطيح وإن كانت هذه المطاليب هي محركها الرئيسي.
نحن الآن أمام تحول تاريخي اجتماعي كبير في منظومة القيم الاجتماعية التقليدية التي كانت سائدة قبل انتفاضة تموز سيكسر هذا التحول كل الاصنام والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية والدينية الكلاسيكية .
سيكون ثمن هذا التحول عنف متسع سينفلت من عقاله في اي لحظة الان او مستقبلا ( خصوصا اذا ما علمنا أن الشخصية العراقية هي شخصية عنيفة تاريخيا بسبب الكثير من العوامل لسنا بصدد ذكرها الان ) سيحطم هذا التحول كل الاشكال القديمة المتحجرة والصلبة على دكة المفاهيم الجديدة للاجيال الناشئة .
ليعلن ولادة مجتمع سليم مجتمع جديد مستقبلا لكن بعد تضحيات كبيرة سيكون ثمنها دماء كثيرة ونتيجتها انهيار تام للسلطة الهشة المرتبكة وخصوصا بعد أن اتخذت هذه السلطة الغاشمة وميليشياتها واحزابها العنف كوسيلة غبية وطاءشة للجم اي صوت معارض لها .
جميع ماتم ذكره سببه انغلاق الاحزاب السياسية التقليدية في العراق أن كانت إسلامية تبشر بالمهدويات ودولة العدل الالهي ام علمانية بكل أطيافها تبشر وتثقف للايدلوجيات القومية او اليسارية والتمسك الخاطئ بادبياتها التي انتهت زمنيا واجتماعيا يؤشر بكل وضوح اننا أمام حالة من انهيارها التام بعد أن أصبحت مرفوضة اجتماعيا .
وكذلك الأخطاء الهائلة للمؤسسة الدينية بشقيها السني والشيعي سياسيا وعدم فهما للحركة الاجتماعية واقحام نفسها في ميادين فشلت فيها ميادين لا تتوافق مع اختصاصها الذي يفترض ان يكون نبيل كما هو منقوش سلفا في مخيلة العراقيين يدلل أيضا أنها اي المؤسسات الدينية في طور الانحسار الكبير .
عدم فهم الأجيال الجديدة من قبل هذه القوى التقليدية (دينية- سياسية_ اجتماعية) وعدم تحقيق مطالبهم المحقة من خدمات وعمل وحرية ...الخ لحكومة كانت من المفترض أن تكون حكومة خدمات وامن وكرامة وليس حكومة ودولة ايدلوجيات انتهت زمنيا وافتراضيا في وجدان العراقيين حتما ستعجل جميع هذه الأخطاء من انهيارها في المستقبل ..
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟