أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حازم العظمة - حوار هادىء مع وفاء سلطان














المزيد.....

حوار هادىء مع وفاء سلطان


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1501 - 2006 / 3 / 26 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في اليومين الأخيرين نشب "عراك " على صفحات الإنترنت حول مواقف و آراء د. وفاء سلطان ، وهي طبيبة سورية ، كما عرفت من الإنترنت ، تعيش في الولايات المتحدة ، و تابعتُ قليلاً هذا الموضوع بأن عـدت إلى بعض مقالاتها و الجدل الذي أثارته ..

أريد أن أعلق أولاً على " مستوى" هذا الجدل ، ففيما كانت بعض المقالات رزينة و هادئة و تنصف بحرية النقاش و موضوعيته ،( المقالات هذه كانت في الدفاع عن الكاتبة )، مقالات أخرى كانت بمنتهى البذاءة و تنتمي إلى لغة إستبدادية و إلغائية و عصابية ... و العبارات و " الحجج" التي وردت فيها مشينة ، إذا ما فكرنا من حيث المبدأ في كيف نتحاور .. ، وفي كيف أن " بعضنا" بسرعة تسقط عنه أقنعة الحضارة و الثقافة و يرتد بهذه السرعة إلى لغة ٍلن أقول عنها أنها لغة الشارع ، لأن الشارع أكثر تهذيباً ، هي لغة منحطة بإختصار ، و تنتقل بسرعة فائقة من إيراد الحجج إلى التـعرض لـ "أخلاق" أحد ما أو حياته الشخصية .. في زعم لا ينتهي بـ " طهارته" هو و "عفّته" هو ..

و كالعادة عند المتخلفين في مجتمعات الشوفينية الذكورية ، ينتقل النقاش ، حين يتعلق بسيدة ، إلى إهانات و إتهامات تتعلق بالجنس.. أنا متأكد أن ما يسمى بالشارع له" ثقافة" و أدب لا تسمح بإستخدام بذاءات كمثلها
و كالعادة أيضاً في مثل هذه الحالات يصبح جمال السيدة أو قبحها ، شبابها أو كهولتها طرفاً في النقاش .. !!! إمعاناً في إسـتخدام " الحجج" ...

هذا يذكّر أيضاً ، أعني "كراهية النساء " ، بشيوخ الجوامع الذين في خطاب يوم الجمعة لا يتوقفون عن شتم النساء الخطاب الطويل هذا يكون كله، أو بمعظمه ، في شتم النساء .... ،من نوع أن زينتهن أفسدت العقول و أنهن أصل الشرور و الفساد و " الفتـنة" ، و أنهن من نسل "إبليس " إلى آخر ما هنالك ...

من جهة ثانية لا أجد نفسي معنياً بالدفاع عن آراء و وجهات نظر و فاء سلطان في العديد من القضايا (حسب وجدت نفسي معنياً بالهجوم البذيء الذي تعرضت له ) ، حتى علمانيتها التي تبدو جريئة تتكشف بعد قليل عن عداء بدوره من موقع ديـني للإسلام ،من موقع " مسيحي" و "إنجيلي" و أفكارها بمجملها تشي بـ نظرة "تبشيرية " و " رسالية" و هذا "التبشير" لا يتعلق ، ظاهرياً على الأقل ، بقرب قدوم " المسيح المخلّص" أو بـ " تبشير " المؤمنين بالحق .. ، و لكن يتعلق أساساً بتبشير العرب و "أهل الشرق " إجمالاً بقدوم " المخلّص " الأمريكي و "العصر الأمريكي الجديد " .. ، و لكن أليسا ، هذان النوعان من التبشير ، متصلين بطريقة ما طالما أن بوش نفسه يتكلم مع الله في منامه و أن الله يكلمه و يقول له أن إفعل هذا و ذاك ...

تقول السيدة وفاء سلطان :
" زرع قناص واشنطن في الأسابيع الأخيرة الرعب في قلوب الناس في عاصمة أقوى دولة في العالم.
لمدّة ثلاثة أسابيع والأطفال في المراحل الابتدائية محشورون كالسردين داخل صفوفهم دون أن يمارسوا أياً من نشاطاتهم. صرح ناطق باسم قطاع التعليم: ليس الخوف على حياتهم وحده هو الذي يدفعنا إلى إبقائهم داخل صفوفهم، بل الخوف أيضاً على عقولهم الغضة التي لا تستطيع استيعاب ما يجري من أعمال عنف في الخارج. نحاول قدر الإمكان أن نحوّل محور انتباههم ونُشغِلهم داخل الصف بقضايا تناسب أعمارهم ولا ترهق تفكيرهم."

من يسمع هذا يعتقد أن أطفال المدارس في الولايات المتحدة شديدوا البراءة و أنهم هكذا حساسون إلى درجة كبيرة و أن ما من شيء سيلوث براءتهم هذه إلا و جود هذا القناص بالتحديد ، و أن ما من قناصين غيره أو جرائم أو جريمة منظمة على المســتوى القومي ...

إقرأوا هذه الأرقام :

في الولايات المتحدة يحمل الطلاب 270 ألف مسدس في المدارس المتوسطة والثانوية

في لوس أنجلوس وحدها 800 عصابة قتل وتضم هذه العصابات 90 ألف عضو .

3 ملايين عمل إجرامي من كل الأنواع يقترف سنوياً في المؤسسات المدرسية في أميركا. .

38317 شخصاً قتل في الولايات المتحدة في عام واحد بالأسلحة النارية فقط أي قتيل واحد لكل ربع ساعة و105 أشخاص في اليوم الواحد .. 1468 طفلاً تقل أعمارهم عن 18عاماً يقتلون كل شهر بالأسلحة النارية في أميركا..

282 ألف من طلاب المدارس يتعرضون للاعتداء الجسدي كل شهر في أميركا و5200 مدرس أميركي يتعرض للضرب في الشهر الواحد ( من الطلاب) ...
(إحصاءات رسمية أمريكية)

كل كتابات السيدة سلطان ممتلئة بهذا الإيمان الأمربكي ، الإيمان بأمريكا هذه تحديداً ، و لكن ماذا عن براءة أطفال جنين و فلسطين و عقولهم الغضّة ماذا عن دمائهم التي سالت و جثثهم التي شلحتها الدبابات و البلدوزرات، و أطفال العراق ، الذين يشاهدون كل يوم "الجثث المكيّسة " في الشوارع ، حسب تعبير ليلى عادل ، ماذا عن ترويع الأطفال حين تقتحم قطعان الهمج الأمريكية بيوتهم ببغداد في آخر الليل ( للتفتيش) .. ، و كذلك قطعان المليشيات الطائفية التي أسستها و رعتها ، و ترويع الأطفال بالقصف الجوي للبيوت ، لأن إخبارية و صلتهم أفادت أن الزرقاوي – ربما كان هناك- ، و ترويع الشعب العراقي كله بـ " الزرقاوي" الذي لم يأت به إلى العراق – بكل المعاني- إلا نظام " الحرية الأمريكية" المزعومة هذه الذي تروج له وفاء سلطان ...

لا أعتقد أن موضوع النقاش يستحق أكثر من هذا ..



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَصانة السعودية ، و الحَصانة السورية ..
- نصف مشهد و أرواحٌ سبعةْ بشرق مدريد
- من دفع َ للزمّار ...
- 5 ملايين دولار هدية للنظام لا للمعارضة
- فندق بين الشيح و البحر
- هنتنغتون في صراع السنة و الشيعة !
- جدارٌ بجانبيه زُرقةُ البحر
- أربع محاولات في تعريف الشعر
- الدعم الأمريكي المزعوم لحركة فتح ما أسقطها في الإنتخابات
- لماذا إسرائيل تصر على الدعاية ل و بالنيابة عن -حماس-
- عن الليل و الخيل و التين و ..-شاغال-
- كومةٌ من أنصافِ برتقالاتْ حول زجاجةِ باكاردي فارغة ْ
- شارع النهر
- النُخب الثقافية العربية : آخرُ من يصِل
- الديموقراطية بصفتها إعادة إنتشار عسكري أمريكي على مستوى العا ...
- الأشياء طويلة و مائلة
- أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف
- الجَدْي
- ديموقراطية ال 80 مقالاً كل يوم
- لماذا الإسلاميون يفوزون في الإنتخابات المصرية ...


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حازم العظمة - حوار هادىء مع وفاء سلطان