أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة















المزيد.....

وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وايزمن والعرب – 3 – الأخيرة
تميم منصور
في حياته السياسية ومن خلال مواقفه الطبقية والسلبية من العرب عامة ، ومن الشعب الفلسطيني خاصة ، خصص جانباً كبيراً من نهجه العنصري ضد القيادات الوطنية الفلسطينية ، فأغرقهم من قاموسه العنصري بالقذف والتشهير ، حيث قال :
ان القاسم المشترك واللغة المشتركة بين الزعماء والقادة الوطنيين داخل جميع الاقطار العربية ، خاصة السورين منهم والمصريين ، هي كراهية وتجاهل كل من هو أجنبي، لا يثقون بالغرباء، يخشونهم ويحاولون الايقاع بهم ، القى بهذه الشباك في أحواض عنصريته ، دون أن يعلل السبب ، لم تشبع هذه الميزات غريزته الاستعمارية اتجاه قادة الحركة الوطنية الفلسطينية .
ففي عام 1941 بعث برسالة الى زوجته أثناء تواجده في فلسطين ، زين سطورها بعبارات لا تليق به كزعيم للحركة الصهيونية ، ولا تليق به كعالم للكيمياء ، لكنها عكست طبيعته الانسانية وتطلعاته الثورجية المستوحاة من ثقافة ووحي أكبر امبراطورية استعمارية وهي بريطانيا ، أعترف في هذه الرسالة بأن لا وزن ولا قيمة من وجهة نظره لكل القادة والزعماء الفلسطينيين ، إنه يرى بهم درجة خامسة في سلم التدريج البشري ، هذا هو منبع الفكر النازي ، لم يخجل من نفسه عندما وصفهم في هذه الرسالة بالزبل، وقد فسر ذلك أكثر عندما قال الفلسطينيون زبالة الشعوب ، الأدب والتاريخ العبري يخفيان ذلك من صفحات الكتب ، ويعتبر حايم وايزمن الأب الروحي للحركة الصهيونية ، والرئيس الأول للحلم الصهيوني باقامة دولة اسرائيل بعد اقتلاع شعبنا بكامله من وطنه .
بعد وقوع ما عرف بثورة البراق عام 1929 ، قرر وايزمن الامتناع عن لقاء القادة والزعماء العرب ، وقد برر ذلك بالمزيد من القذف والتشهير ، فاتهمهم بالغباء ، وان عقولهم غير ناضجة بعد للتفاوض ، لأن التفاوض من وجهة نظره شيء حضاري ، والحقيقة ان سبب رفضه مواصلة الحديث معهم ، رفضهم لمشاريعه الاحتلالية التوسعية ، وفي رسالة بعثها الى أحد اصدقائه من يهود المانيا ، ويدعى " روبرت ولكاش " عبر من خلالها مرة أخرى عن موقفه المعادي للعرب .
قال لصديقه في الرسالة المذكورة ، استغرب منك كيف تقبل اقامة دولة مشتركة للعرب واليهود ، الم تعرف بأن العرب لا يعرفون سوى الخداع والتحايل والكذب وسفك الدماء ، ان عقليتهم وتربيتهم غير قابلة للتطور ، لا يعرفون سوى تربية الحمير ولا يتقنون سوى صناعة السجاد من أصواف الماعز والأبل ، قاماتهم الفكرية والسياسية قصيرة للغاية لسانهم يترجم حالات تخلفهم ، هذه مشتقات كلامية استخدمها البيض عندما استعمروا القارة السوداء والهند وغيرها .
عندما تحدث حاييم وازمن امام لجنة " بيل " التي ارسلتها بريطانيا عام 1937 لتقصي الحقائق في فلسطين ، قال القومية والوطنية الفلسطينية تحرق كل من يقترب منها ، نحن نتعامل مع شعب متمرد يعيش في أقصى حدود التطرف ، من وجهة نظره القومية والوطنية الفلسطينية تنبع من فراغ ، انها لا تعبر عن مشاعر من ينادون بها ، كونها مصطنعة خشنة جافة ، ليست أكثر من محاكاة أو تقليداً أعمى للمشاعر الوطنية في أوروبا.
الفلسطينيون يتسلقون على السياسة والأحزاب السياسية تقليداً لما يفعله الاوروبيون المتطرفون ، من وجهة نظره الوطنية الفلسطينية خالية من كل الشعور الروحاني الحقيقي ، بالنسبة له فلسطين جرداء خالية من كل المؤسسات الثقافية والانسانية والفنية ، خالية من المغنين والعازفين والرسامين والمبدعين ، حسب رأيه بأن هذه هي الآلات والرموز التي تساعد المواطن على التعبير عن شعوره القومي والوطني .
هذه هي مدرسة وايزمن العنصرية ، تخرج منها آلاف المتطرفين الاسرائيلية الذين وصفوا العرب بالصراصير ، واعتبروهم حطابون وسقاة ماء ، من هذه المدرسة يستوحي بنيامين نتنياهو وزمرته القوانين العنصرية . آخرها قانون القومية ، من هذه التبعية الفكرية تحاصر حكومة نتنياهو غزة ، وتدمر البيوت الفلسطينية في النقب وفي الخان الأحمر ومناطق الأغوار .
هذا الجانب من عنصرية وايزمن ، يثبت مدى جهله بالحضارة التي تتوج بلاد الشام وفلسطين في مقدمتها ، أنه لم يكلف نفسه بالاطلاع على أي مصدر أو أي بحث من الابحاث كي يعرف ولو نبذة عن الطبقة الاصلاحية في فلسطين ، هذه الطبقة غطت بتفكيرها المتنور فضاءا واسعاً من تاريخ الشعب الفلسطيني ، قبل ظهور وايزمن وأثناء وجوده وبعده . لا يريد ان نعرف بأنه كان في فلسطين المئات من رجال العلم والفكر برغم سياسة التجهيل العثمانية .
فإذا أخذنا عالم الصحافة كان الشيخ سليمان التاجي الفاروقي 1882 -1958 حاملاً لواء التيار الاصلاحي ، وكان من المقربين للشيخ محمد عبدة ، كان الفاروقي شاعراً وخطيباً تعلم المحاماة ، أنشأ عام 1932 جريدة الجامعة الاسلامية ، ومن بين المصلحين الذين لا يعرفهم وايزمن أسعد الشقيري ، عز الدين القسام ، اسعد الحاج قدورة ، عبد القادر المظفر ، طالب مرقة ، صبحي الخضرا ، كامل الدجاني ، حسن أبو مسعود ، عيسى منون ، عبد الله الجزار ، خلوصي بسبيسو . غيرهم وغيرهم .
لم يعرف وايزمن شيئاً عن الجمعيات والاتحادات والروابط والنوادي في فلسطين ، فهي كثيرة ـ من الصعب حصرها ، في مجال الطباعة تواجدت في فلسطين العديد من المطابع قبل ان يعرفها وايزمن ، نذكر منها مطبعة دير الروم الارثوذكس سنة 1851 ، ومطبعة تيار الايتام السورية ، بفضل هذه المطابع ظهرت الصحف والمجلات الوطنية ، ومع ظهور الانتداب صدرت في فلسطين أكثر من عشر مجلات وطنية ، أشهرها النفائس العصرية لصاحبها " خليل بيدس " ومجلة الاصمعي لصاحبها حنا عبد الله ، كما صدرت حوالي ثلاثين صحيفة .
بالنسبة للجمعيات ، فقد ظهرت أول جمعية وطنية معروفة ، كانت تعرف بجمعية الآداب والعلوم ، أسسها ناصيف اليازجي وبطرس البستاني غالبية هذه الجمعيات لعبت دوراً بارزاً في محاربة الجهل الذي سببه الطغاة العثمانيون، الواقع أن هذه الجمعيات هي التي تولت قيادة الحركة الوطنية ورفضت التفريط بتراب الوطن ، كما أراد وايزمن ، أما بالنسبة للنوادي ، فقد ظهرت عشرات النوادي التابعة للجمعيات في غالبية مدن فلسطين ، وفي سنة 1928 عقد مؤتمر لجميع هذه النوادي في مدينة يافا .
ومن بين العامين 1921 – 1927 ، تأسست شبكة من النوادي العربية المسيحية في القدس وبيت لحم ، عكا ، الرملة ، بيت ساحور ، اللد ، الناصرة ، وقد أدى ظهور الأحزاب السياسية المنظمة في أوائل الثلاثينات الى تركيز غالبية الجمعيات على النشاطات الثقافية والرياضة ، وأعمال الاغاثة والتطور الحضاري وغيرها .
هذا عدا عن المؤسسات الصحية التي اقيمت في فلسطين ، فقد بلغ عدد المستشفيات في فلسطين في مطلع القرن العشرين حوالي 25 مستشفى ، عدا عن المستشفيات الحكومية الستة في القدس ، وحيفا ويافا ونابلس وغزة وعكا والناصرة ، هذا وغيره يؤكد بأن وايزمن كان يقرأ عن فلسطين من ورقة سوداء ، عنصرية تاريخية متأصله في رأسه . دفعته للعمى التاريخي كي لا يرى الحقيقية ويكون ناطقاً بالصدق .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وايزمن والعرب 2
- وايزمن والعرب 1
- رايخ العنصرية لن يستطيع قلع ذورنا
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين الحلقة الأخيرة
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (3)
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2)
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين
- لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف
- نتنياهو في أسواق العنصرية
- عندما تكون المرأة مقاومة وسجينة
- امرأة تعيش خارج الذاكرة .. لماذا ؟؟
- هنا القاهرة من دمشق
- صور من حالات التعليم في زمن الانتداب - الحلقة الاخيرة
- صور من حالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب 5
- صور من حالات التعليم في فلسطين - 4 -
- صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-
- التعليم في فلسطين زمن الانتداب
- موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
- من ارشيفات حزب مباي
- كفى .. لقد شبعنا مزايدات


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة