أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد حنون - لن ننفظ؟ وسوف ننتفض















المزيد.....

لن ننفظ؟ وسوف ننتفض


قاسم محمد حنون

الحوار المتمدن-العدد: 5934 - 2018 / 7 / 15 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد التضارب الطبيعي بين مصالح الجماهير والسلطة البرجوازية للاسلام السياسي المشتت، نتج عنها ولوج الجماهير الى الساحات بتنظيم ارقى واستراتيجيات طبقية، خاصة بعد ان فشلت الحركات الاسلامية والقومية بتوفير حياة حرة كريمة وعمل وخدمات. انه رد فعل تاريخي تجاه العملية السياسية الفاشلة والنهابة والتي همشت ذات الانسان وحقوقه وعبثت بمصيره. حروب داخلية, خطف, انهيار اجتماعي ومخدرات, وبطالة وهدر لانسانية الانسان وثروته وكرامته وحريته... لقد ادركت الجماهير ان لا اصلاح او انتظار ينتج من ضمن العملية السياسية التي بنيت وفقا لمصالح الدول الكبرى، والدول الاقليمية وتابعيها من القوى السياسية التي سمنت وعاثت بمصير الشباب والاغلبية الساحقة من الشعب الكادح. لقد اصطفى الشباب العاطل والحر والمنهك والذي مورس عليه كل هذا الاعتباط والقهر والرضوخ ليقول كلمته ويمارس سياسته, التي هي بالضد من البرجوازيين بمختلف مشاربهم من الاسلاميين والقوميين ومؤسساتهم الثقافية والفنية, وذيولهم من الاجهزة الامنية والمليشياتية. انه انفصال موضوعي وواقعي مع كل تلك المرجعيات السياسية ومن مهد لها وغذاها بلحضة عمر تلك العملية والتي على طولها كانت الجماهير تعاني العوز والفاقه والانهيار.
الامية والعصبية والكراهية وغياب الانسنة الاجتماعية. كلها كانت بسبب هذا النمط الاقتصادي للعملية السياسية, وخصخصة المؤسسات الحكومية, وسيطرة الشركات النفطية والمؤسسات المالية الاخرى الصحية والتعليمية مما افرزت فقرا هائلا وامراضا خطيرة واغتراب وجرائم. فلم يتبقى سوى القمع وزجهم بالسجون وتعذيبهم وتهميشهم. وهذا هو الاصطدام الطبيعي بسبب الفجوة بين الارستقراطية السياسية والدينية وذيولها الاعلامية والثقافية، واجنداتها الخارجية للراسمال العالمي وتصدير النفط لشركاته وترك الشباب بحسرتهم. ومن هنا قرر شرفاء المجتمع بدلا من التوسل والتملق والخضوع والرضوخ"؛ للوقوف وانتزاع الحقوق والضغط على السلطات والمليشيات بشكل مستقل منها ومنفصل... وهو مفتاح النجاح.
انطلقت الشرارة من الوجع والبؤس والقتل والاستهتار بالانسان. من البصرة وزحفت كالغضب لباقي المدن الجنوبية. وفي خضم هذا الصراع وعدم قدرة السلطات على ايجاد حل. ومن خلال الحوار النضالي بالساحات العامة وليس بالمنتديات الثقافية حيث مازال هنالك افق ومجمايع تتامل وتتوهم بالانتخابات والاصلاحات، والعودة الى الحل من خلال نفس القوى وعمليتها السياسية.
ان تاريخ تلك القوى التي سمت نفسها مدنية وقبلت ايادي المليشيات وخولت ونادت بالاصلاحات، مازالت تضلل الجماهير وتبحث عن منقذ داخل القوى في العملية السياسية، وهي غير مبالية بالشباب والعاطليين عن العمل والجوع والحرمان. ان تجميل اي حزب او حركة او تيار جرب في تلك المرحلة هو ضحك وانتهازية واضحة ضد العاطلين وعمال العقود والأجور اليومية, والذين هم تحت خط االفقر. لذلك تحتاج الجماهير الى حركة شبابية تحررية ثورية. تنطلق وبالفعل انطلقت من الواقع وليس من ذهن وعقول الفلاسفة والكتاب والفنانيين. انها الطبيعة الثورية للشباب التي تحتاج الى التنظيم وهم اعرف من غيرهم الى تنظيمها, من خلال الممارسة والتاريخ العام. ان تطويرها ومتابعتها ونموها هو مسؤلية الجماهير بالتعاون مع الثوريين والمتمرسيين في النشاط الاحتجاجي الثوري وليس الاصلاحي والمدني.
أن وعي الطبقة العاملة من خلال الممارسة والانخراط في نضالاتها يفوق بالتأكيد وعي المثقفين. ان المراهنة على الوعي الثوري للجماهير هو الحل وهي الوسيلة الوحيدة لانهاء الشقاء والحزن والجوع وتفشي الامراض. واي حزب ثوري عليه ان يكون متطابقا مع ذلك الوعي، ويكون جزءا منه. وايضا والحديث لتجارب التاريخ، ومع الثورة المصرية، لم يُجبَر الديكتاتور مبارك على التنحي إلا باجتياح موجة إضرابات عمالية ضخمة انتصرت للحراك الشعبي.
هذه الفكرة الأساسية أثبتت عمق واقعية النظرية مع مرور الزمن بأن الثورة العمالية أصبحت ملحة الآن وذات تأثير أكبر مقارنةً بالقرون الماضية.. يجب ان نوجه ندائاتنا داخل المعامل والشوارع والجامعات. وذلك من خلال تاسيس مجالس ثورية متحضرة ومدروسة خطوة بخطوة. يجب تشكيل ووضع عنوان لحراكنا وتوحيدها، وايضا ارسال مفاوضيين للمحتجين في بقية المحافظات في الشمال والجنوب. والحذر من الجمل المنمقة والشعارات المفاجئة, من قبل اناس مفاجئيين ومحاولة بروز احزاب لتحقيق اهدافها خارج اهداف الجماهير. سترفع تلك الاحزاب شعارات الجماهير وستعلوا المنصات لانها جاهزة ومنظمة باطار العملية السياسية. وستحرف القيادة الناشئة وتعود بها لاحضان الحركات والشخصيات التي دمرت المجتمع طيلة تلك السنوات, وقطعت الامل والحرية وقتلت حتى فرحتنا بسقوط الديكتاتورية لانها نفس العقلية بوجوه مختلفة ومتعددة. فللبرجوازية بدائلها وشخصياتها ولعبتها. انها لعبة يجب ان نلعبها ونناضل ولا نكون عميان. يجب الثقة بقيادة الشباب وهم اعرف من غيرهم بما فعلته تلك الاحزاب الدينية والاخرى الذيلية والانتهازية التي تجمل العملية السياسية عبر الشارع ايضا لاحتوائه. كما احتوته بالتظاهرات الاخيرة في بغداد وذهبت وساومت لتحقيق مصالحها وليس مصالح العاطليين والعمال. ان انظارنا ومشاركاتنا ونقدنا وجرئتنا بين ايديكم وسنكون معا شركاء بالنضال والخوف والكر والفر والتخطيط عبر المجالس الجماهيرية. يجب تشكيلها بالشارع العام وهذا النموذج هو الشكل الديمقراطي المباشر والسيطرة على الانتاج ووسائله وادارته من قبل تلك المجالس. ان منطلقنا طبقي وليس قومي ديني او عنصري او اي شيء اخر. ننطلق من هويتنا الطبقية، التي هي الانسانية والاخاء الانساني من اجل العيش كبشر معا بلا استغلال او حرب او تهميش وكراهية.
هنالك بالفلسفة مقولة تقول ان الظاهرة ابتلعت الماهية. بمعنى ان الجوهر الحقيقي لهذا الوضع هو النظام الاقتصادي الراسمالي بالعراق الذي يتماهى مع الشركات العالمية وسياستها التجارية والصناعية. ليصادر اموال وثروات الجماهير باسواقها وبنوكها العالمية. فالنظام السياسي هو تابع لهذا الاقتصادي. والحكومة والعملية السياسية برمتها تتماهى مع سيدها البرجوازي وتكون تابعه وخاضعة من جانب لتخضع الفقراء والكادحيين من جانب اخر. وتمارس عليه وبنفس ثروته التي استولت عليه عبر هذا الشكل السياسي الملائم للاقتصادي ابشع انواع الاستغلال.
لقد بات الكادحيين والعمال والعاطلين يعرفون من هم اصدقائهم، ومن مستغليهم مهما كانت الشعارات. فالساحات والواقع الحياتي يعلم الجماهير اكثر من مكتبات العالم قاطبة. وهذه هي الرقصة الثورية للجماهير الثورية. ستكون انظار العالم التواق للتغير والتحول من عالم الى عالم اخر. من عالم مختنق بسلعه واغترابه وفردانيته الى عالم المساواة الحقيقية.



#قاسم_محمد_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بحاجة الى اداة ثورية وحزب ثوري لايساوم
- الجزء الثاني من رواية جوع في العراق الجديد
- البطالة وسياسة التجويع
- الجزء الاول من رواية جوع في العراق الجديد
- من اجل حراك ثوري وليس مدني
- سلطة المليشيات والبديل المجالسي الضرورة
- قصة قصيرة : في الحرب فقط تاكدت انني رجلا
- حرية الراي والتعبير بلا قيد وبلا شرط
- الشرطوية والتبعية وبضعة مستقيلين
- من اجل الاشتراكية
- رواية اصوات وذاكرة
- ردا على الردود حول استقالة اربع او ثلاثة رفاق.
- الانتهازية والتحزب الشيوعي
- مابعد الأنتخابات والحوارات العمالية والبرجوازية
- اصنام الفاسدين تتهاوى
- ميتافيزياء البرلمان وواقعية الثورة بالتغيير
- الانتحارات بصفوف الشباب والفتياة العراقيات خاصة
- الصراع الراسمالي الكوني الامريكي الروسي واقطابهما المختلفة
- ماذا تعني المساواة....... وجهة نظر
- التعليم والانتخابات والبؤس الاجتماعي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد حنون - لن ننفظ؟ وسوف ننتفض