بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 21:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نداء تونس والرضوخ لمعالجات النهضة
مازال الباجي قايد السبسي هو وحده الذي يقرر السياسات في نداء تونس فلا شق ابنه حافظ و مقربيه برهان بسيس وسمير لعبيدي ولا شق مجموعة الهيئة السياسية يقدر على تجاوز العجوز الثعلب أو إقناعه بتغيير مواقفه خصوصا في ما يهم ما يسمى بالوفاق مع النهضة.
سيخطئ كثيرا من يعتقد ذلك أو من يعتقد أن شقي نداء تونس سيبلغ بهما الخلاف حدّ القطيعة. أبدا لن يحصل ذلك فسيعمل الثعلب كل ما في وسعه لترتيب الأمور من جديد داخل هذا "التجمع" وقد لا يتوانى في زحزحة موقف ابنه حافظ وفرض نوع من التوافق بين الشقين يعيد الوحدة لهذا الكيان الجزبي الذي مازال وبرغم كل المشاكل التي يتخبط فيها يحظى بدعم جزء واسع من البرجوازية المرتبطة التي تعول عليه وعلى "اللوبي" االمرتبط به في مختلف الادارات و الأجهزة في حماية مصالحها وارتباطاتها محليا وخارجيا.
ستؤكد الأيام القريبة القادمة كل هذا فالباجي ونداء تونس من ورائه لم يعد لهما من خيار غير الرضوخ لمعالجات النهضة التي تبدو اليوم الحزب الوحيد الأقدر على مواصلة حراسة سياسات الانتقال الديمقراطي هذه المعالجات التي لخصها راشد الغنوشي حين أعلن الباجي قايد السبسي عن تعليق العمل بوثيقة قرطاج2 في أواخر شهر ماي الماضي في كلمتين: الاستمرارية و الاستقرار وهو أمر لا يمكن أن يغيب عن المؤسسات المانحة والقوى الاستعمارية وعامل "حصانة "بالنسبة للنهضة قد نجحت في استثماره نجاحا كبيرا.
الشيء الوحيد الذي سيتغير وسيلاحظ بقوة هو أن النهضة لم تعد مجبرة على السير وراء نداء تونس لقد تغير الوضع كثيرا عما كان عليه سنة 2013 وسنة 2014 فالآن سيكون نداء تونس هو المجبر على السير وراء النهضة.
...
حزب النهضة أضعف كل خصومه ولكنه بالمقابل لم يتحول إلى ذلك الحزب الذي بمقدوره أن يحكم بمفرده فرهاب مآلات حركة الإخوان في مصر سنة 2012 سيظل يطارده ويفرض عليه أن لا يحكم منفردا ويبحث دائما على من يشاركه الحكم ويقاسمه نتائج فشل سياسات الانتقال الديمقراطي.
وحدهما بيروقارطية الاتحاد العام التونسي للشغل والجبهة الشعبية ستواصلان معارك النباح التي بلا أفق ولجم الحركة الاجتماعية عن المواجهة الطبقية والتجذر والاستقلال عن المسارات الإصلاحية التي بلا أفق.
ــــــــ
بشير الحامدي
12 جويلية 2018
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟