ناجح شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 11:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثلاث صبايا غربيات من "أنصار" العرب وفلسطين
كانت إحدى زميلاتي في الجامعة من أشد المعارضين للحرب في العراق. كانت ناشطة لا تتوانى عن فعل شيء ضد الحرب. اتضح لي بعد عشرة أشهر من تعرفي إليها انها كانت ترى الحرب كريهة لأن خطيب اختها جندي في العراق، و"يا حرام" مضى وقت طويل دون أن تتمكن أختها من رؤيته.
وكان هناك فتاة تنتمي إلى معسكر السلام فيما يخص الصراع بين "فلسطين" و"اسرائيل" باعتبار أن هناك بلدين أحدهما فلسطين مركزه رام الله والآخر إسرائيل مركزه تل ابيب.
اكتشفت أن الفتاة تشارك في تعليم اليهود الأمريكان اللغة العبرية حتى لا يواجهوا مشكلة عندما يهاجرون الى اسرائيل. وعندما قلت لها إن ذلك يتعارض مع موقفها السياسي، لأن هؤلاء غالباً يذهبون للاستيطان في الضفة قالت إن ذلك أمر جانبي أو beside the point لأن المهم هو مساعدة هؤلاء "المساكين" كي تكون عودتهم إلى وطنهم الموعود جميلة ولا تكتنفها منغصات.
أما في رام الله فتعرفت إلى "باحثة" كانت تعلم اللغة الانجليزية في "الاميد ايست" بغرض مساعدة الفلسطينيين على اكتساب اللغة الانجليزية لما لذلك من فوائد جمة عليهم وعلى وطنهم.
غضبت الصبية عندما قلت لها ان الاميد ايست مؤسسة حكومية أمريكية، وأنها بالتأكيد لن تقدم شيئاً من أجل فائدة فلسطين في المستوى الاستراتيجي، وأن المتوقع هو العكس أي أن تعمل على احتواء الفلسطينيين وتسهيل الاحتلال. اتهمتني بأنني لا أحبذ العيش المشترك وأنه قد تكون لدي نوايا لرمي اليهود في البحر. قالت إنه لو كان الفلسطينيون جميعاً مثلي لما استحقوا الدعم والمساعدات التي يقدمها البيض الأخيار من أمثالها.
الظاهر أن علينا أن نعد حتى المئة قبل أن نغرق في أوهام الدعم الغربي للقضية الفلسطينية أو غيرها من قضايا النضال ضد الاستعمار. فقد يكون الداعمون مجرد أدوات "ناعمة" في الصراع، بمعنى أنهم فرقة من فرق جيش العدو موكلة بمهام أخرى غير القتل المباشر.
#ناجح_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟