أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه















المزيد.....

سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 425 - 2003 / 3 / 15 - 04:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                               


في خضم الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا الإقليمية  و وطننا العراق ، وفي مثل هذه الأيام الصعبة والمصيرية ، يلفنا الحزن بسبب خطب العراق  بلدنا العزيز و العريق ، الذي انجب رجالا و أبطالا و ماجدات ، تركوا بصماتهم في تاريخ وطننا و المنطقة ، ما أحوجنا في مثل هذه الظروف إلى حكمتهم و آرائهم ، لان التأمل في الماضي يقودنا إلى معرفة المستقبل ، و لأن الحقائق الصحيحة هي التي تتواصل مع الحياة ، والذين قارعوا الظلم و الاستبداد هم المنتصرون في نظر الشعوب ، و يدخلون التاريخ بهامات مكللة بالأمجاد .

في14/3/ 1903 ولد القائد و الزعيم الكردي مصطفى البارزاني ، حيث يحتفل الشعب الكردي هذه السنة بمئوية زعيمهم الراحل ، و في الفاتح من آذار أيضا من كل سنة ، يتذكر الكرد ذكرى وفاة البارزاني الخالد ،  لأن  الكفاح الطويل للمرحوم مصطفى البارزاني ، جزء هام من ملف المشكلة العراقية المزمنة ، و جزء حيوي من ملف القضية الكردية الملتهبة خلال القرن الماضي ، حيث تعامل مع السياسات الجائرة لحكومات التي تتقاسم كردستان ، من منطلق الواثق بقضية شعبه العادلة ، و خلال اكثر من نصف قرن عمل البارزاني بصدق من اجل حقوق شعبه العراقي ، و كافح  أيضا بتفاني من اجل  ترسيخ هوية الكرد القومية في وطنهم ، و في ظروف صعبة و معقدة ، لأن عامل الزمن لم يكن في صالح هذه القضايا بسبب ضيق هامش التحرك ، نتيجة للسياسات التي كانت قائمة على موازين القوى .

 الشعب الكردي عاش و  يعيش  تاريخ ألم و جغرافية عذاب على ارض وطنه كردستان  ، ظلمه التاريخ حيث عاش هذا الشعب ، لذلك شارك البارزاني الخالد في كل الثورات الكردية ، في إيران و تركيا وفي العراق ، وكذلك قارع الاستبداد حتى في فترة لجوئه في الاتحاد السوفيتي السابق ، لأنه كان يؤمن بأن الحرية واحدة لا تنحصر في شعب و أمة دون أخرى .

يقول الصحفي البريطاني دايفيد ادمز عن البارزاني في كتابه ( حروب الأكراد ) ، بأن فضائله هي من طراز الشجاعة القديمة ، حتى أن الإنسان ليعجب بسموها ، فقد عاش يقود ثورة بعد ثورة بأساليب زعيم محنك .

كان حصاد البارزاني من ثوراته توثيق الحكم الذاتي للشعب الكردي في العراق ، و الاعتراف دستوريا بالحقوق القومية للكرد في اتفاقية 11 / آذار / 1970 ، هذه الاتفاقية التي أصبحت حافزا للوطنيين العراقيين لمواصلة النضال من اجل الديمقراطية  ، و في نفس الوقت كانت  نقطة انطلاق لتعزيز الوعي القومي لدى بقية الأكراد في كردستان المجزأة ، لذا نجد بان البارزاني ترك أثرا و وعيا حينما كان ، و اصبح تراث البارزاني المنهل الذي يستمد منه الكرد الإرادة لترسيخ هويتهم القومية و تعزيز تآخيهم  مع شعوب المنطقة .

كان البارزاني يعرف  بأن بين الحق و الباطل مسافات مزروعة بالألغام ، و لكنه استطاع الانتفاضة فيها بعزيمة الأبطال ، و علم شعبه كيف يكسر القيود الثقيلة و ليالي السجون ، كان يريد الحياة لشعبه ربيعا زاهيا و صباحا جميلا و أحلاما تعانق السماء ، لذلك عندما دقت نواقيس غروبه و دوت أزيزها ، سافر البارزاني في ذاكرة شعبه إلى ما لا نهاية ، رغم أن المسافات طاردت العراقيين و  الكرد حتى الاحتراق ، ومع هذا تعهد الكرد و الوطنيون العراقيون  بان يحملوا أطياف ذكراه المعلقة على جبين الأيام في كل الظروف .

في مؤامرة الجزائر اتفقوا على اقتلاع جذور الكرد كشعب وكهوية ، فأصبحوا في مفترق الطرق وسط زحام الناس و الأحداث ، مرت تلك الأيام كرياح عاتية ،  لذا كانوا يرجون اللقاء ثانية مع البارزاني ليستمدوا منه العزيمة  ، ولكنهم أصبحوا لا يسمعون رنين صوته لأنه كان الفراق ، ولكن إرادته التي لا تلين كانت حاضرة في ذاكرة شعبه ، سرعان ما تبلورت لتنبثق على صورة انتفاضات و ثورات ، لأنه كان قد علمهم بأن الشعوب هي التي تصنع سعادتها بالإرادة و بالتضحيات .

أردنا نحن الكرد اللقاء لأنه كان أملنا و رجاؤنا وقدرنا ورثاؤنا ، كان القمر في ليالي الكرد المظلمة ، و شمسهم في أيامهم المقبلة ، كان يسمع صرخة الموت لطفلهم الوليد ، وبكاء أمهم التي تحتضن الشهيد ، كان معه أسرارنا و ذكرياتنا المثقلة بالجراح ، و فجأة تناقلت و كالات الأنباء بأن راعي شعب عريق قد غادر دنيانا و رحل ، ليصبح شعبه حقل تجارب للأسلحة الفتاكة ، هل سمعتم بهيروشيما الكردية ؟ و هل سمع العالم بالأنفال العصرية التي تمت بأيادي إجرامية ؟؟!!!! .

غادرنا من نحب و في يديه حفنتين من التراب، تراب العراق و تراب كردستان ، و قال أودعكم هذه الأمانة لجراحات المعذبين النازفة ، فصنع منها العراقيون في الانتفاضة الشعبانية مسلة شامخة بعد أن جبلوها مع رماد السنين ،  و جبلوها ثانية  بدماء الشهداء و ثالثة مع مياه دجلة والفرات ومياه الزابين و مياه الاهوار ، ومن ثم  مع ذرات تراب كر بلاء و النجف و تراب العمارة و الناصرية و الديوانية و  البصرة و تراب كركوك والسليمانية و هه ولير و دهوك ، وبعدها  صنع الكرد تحت قبة البرلمان الكردستاني مسلة أخرى  تعانق السماء ، و التي  جبلت من جراحات الكرد النازفة ، و من  ذرات تراب كردستان المجزأة  ، تراب مهاباد وسنجار و قامشلي و نصيبين و ووان وخانقين و بارزان ، ثم غسلت المسلتان بدموع الكرد في الشتات ، و معها  دموع المشردين والمهجرين على امتداد الوطن  ، و أصبحتا في القلوب رمزا و خلاصا للأسرى في الوطن الحزين .

قال الحاضر الغائب ، لا تحزنوا إنها استراحة مقاتل ، إذا كنتم تحبونني فخذوني إلى وطني العراق ، لأشم تراب قدسي ( بارزان ) في كردستان  ، لكي اسكب العبارات حزنا ، لأن طيف الذكريات يدق باب قبري ، تعبت من دموعكم و من عذابات شعبي ، كيف لا احب نسيم ارضي ؟ كيف لا احب كبريائي و شموخي و عزي ؟ .

و حينما دخل الغائب الحاضر بوابة الوطن الجريح ، استقبلت جثمانه عصافير و حجول كردستان والطيور المهاجرة من الاهوار مع خلايا رمل انهار الوطن .

القادم يغتسل بدموع شعبه ، و يقول غدت دياري يبابا خرابا ، ما أطول صبري ، إنني لم أمت بل احترقت بعشق وطني  ، لذلك لا احمل جواز سفر أو هوية ، و لهذا ترونني أسير ترابكم ، لأنه لا يوجد حب بدون تضحيات  و لا موت بلا ميلاد .

أيها الحاضر الغائب : كنت بحق علامات مضيئة في  تاريخ العراق و كردستان ، ما زالت هذه العلامات بحاجة للدراسة و للمراجعة، بغية الاستفادة من معانيها و قيمها البطولية .

ليكن يوم وفاتك يوم الاخوة الصادقة و التعاون والعمل المشترك ، للوصول إلى عراقي ديمقراطي تعددي فدرالي ، لتنام قرير العين في ارض الآباء و الأجداد ، برعاية الله و دعاء أبناء شعبك في العراق الجريح و في كردستان المجزأة .
                 
                
                      تشكرك القلوب من المنايا                    لو استطاعت لشكراك كلاما
                     وأنت الليث من قوم كرام                      إذا حصر لنا الزمان الكراما               
  

               



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد
- شئ من التأريخ


المزيد.....




- مصدر مسؤول: مقتل مراهق أمريكي-فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي ...
- رسائل تثبت تورط هانتر بايدن باستغلال النفوذ
- وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر لتعزيز العلاقات وتخفيف التو ...
- أسوأ هبوط منذ سنوات: اضطرابات في أسواق مالية تبدأ التداول بع ...
- نقل 29 إسرائيليا إلى المشافي جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة ف ...
- اليمن.. 3 غارات ليلا تستهدف منطقة بني حسن بمديرية عبس
- توصيات للحفاظ على العناصر الغذائية في الخضار والفواكه
- روسيا.. طابعة نانوية جديدة تساعد في العثور على المجرمين
- عواقب صحية خطيرة يسببها التسمم الغذائي
- ما خطورة نقص الماء في الجسم؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه