أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي ابراهيم - مسرحية الجرافات لا تعرف الحزن














المزيد.....

مسرحية الجرافات لا تعرف الحزن


علي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 20 - 2001 / 12 / 28 - 17:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    





برعاية رابطة بابل للكتاب والفنانين في هولندا ، وعلى مسرح إحدى قاعات المتحف العالمي في روتردام قدمت مسرحية عراقية من تأليف الفنان قاسم مطرود وإخراج أحمد شرجي والذي هو أيضاً مثل الدور الرئيسي إلى جانب الفنان هادي الخزاعي ، وكان موضوع المسرحية يدور حول هرب أحد الشباب إلى الخارج بسبب الأوضاع السياسية التي يعيش العراق في ظل نظام الحكم الدكتاتوري ، وعلى أثر ذلك يعتقل الأب العجوز ويتم التحقيق معه في قبو مظلم حتى الموت من دون عودة الابن ولا هزيمة الجلاد ، يوظف المخرج في هذا العمل الشاشة السينمائية حيث يعرض مشاهد للجلاد وهو في مكتبه الرسمي وبالتالي نقل المشاهد من السجن ذي الإنارة الخافتة إلى الضياء وبذلك حقق شيئيين : أعطى لعين المشاهد استراحة ، ونقله إلى مكان آخر للكشف عن شخصية المحقق ، وهناك جانب آخر تحقق من خلال هذا التوظيف ، وهو عمق القبو الذي ظهر تحت الأرض عبر متابعة حركة المحقق وهو ينزل من طوابق عدة حتى يصل إلى حيث يوجد السجين ، وأعتقد أن المخرج قد وفق في هذا إلى حد بعيد على الرغم من أن هذا التوظيف ليس جديداً في فن المسرح .

وطيلة المسرحية يبقى هذا العجوز البائس محاصراً من قبل جلاد السلطة الذي يظهر بوجوه عديدة : الوجه المباشر للجلاد والذي يعذبه ، مطالبا إياه بالاعتراف ، رجل البريد الذي يأتي بعربة تحمل رسائل ، يدفنه بها ، الطاهي يحمل سكاكين ويكفنه بقماش أبيض ، رجل بلباس رسمي ، وهو يواصل تكفين الرجل العجوز ، عامل قطع الأشجار ، وهو الآخر يكمل ما بدأه الآخرون ، وأخيراً يأتي عامل النفايات بعربته فيجد الرجل وقد دفن بالنفايات ،بعد أن واجه كل هذا الضغط ، فضلا عن الجدارين الذين يزحفان عليه تارة من اليسار وأخرى من اليمين .

هذه فكرة المسرحية ويبدو أن الفنانين قد بذلا جهدا كبيراً ، وتفاعلا مع الفكرة . فالفنان أحمد شرجي حاول بكل ما لديه من موهبة ، وقدرات فنية تجسيد الشخصية الرجل العجوز وقد نجح لحد ما ، وكان يمكن أن يكون أفضل لو تسنى للجمهور مشاهدة الانفعالات التي تظهر على وجهه بشكل جيد ، لأن هذه المسالة مهمة وتعد لغة ، وأداة أساسية من الأدوات التعبيرية الكثيرة في العمل المسرحي ، ولكن للأسف فقدت تأثيرها بسبب الإضاءة القاصرة ، وان البقع الضوئية التي كانت تسلط على وجهه، لم تكن تكشف ملامحه ، وفي كثير من الأحيان لا تسلط هذه الحزم الضوئية بشكل جيد .

وفيما يخص الشخصية الثانية والتي أداها الفنان ( هادي الخزاعي ) وأظهر قدرة وكفاءة جيدة في توصيل صورة الجلاد من خلال الحركة المسرحية والإيماءات ، وكان يمكن أن يكون أداؤه أفضل إذا ما استخدم الكلام للكشف عن جوانب الشخصية ، بدلاً من صمته الذي أحدث فجوة أو فراغا في العمل.

لاحظت أيضاً أن المؤثرات الصوتية ، لم تضف للعمل ما يساعد المتلقي على التأثر بالمشاهد المسرحية ، على الرغم من قدرة الفنان على اشكور الواضحة ، وتمكنه من فنه .

الملاحظة الأخيرة هي طغيان التراجيديا على العمل ، وأظن أن العمل الجاد لا يعني فقط العمل الحزين ، المأساوي بل هو العمل الذي يطرح موضوعاً جاداً بأساليب عديدة ومنها الكوميديا ، والتي من الجميل أن تصاحب العمل في بعض المواقف .

ومهما يكن من ملاحظات فان العمل بشكل عام جيد ، وحظي بحفاوة وتكريم الجمهور الذي ملأ القاعة الصغيرة وعلى مدى يومين من أيام العيد (15/16- 12-2001)، ولا شك أن الندوة التي أقيمت عقب العرض الأول ساهمت في تلافي بعض الثغرات في العرض الثاني .

أعتقد أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تعريف قضيتنا وكذلك يتحقق التواصل مع جمهور العراقيين في الخارج ، والاقتراب من الهم العراقي في الداخل .



#علي_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البيت الأبيض يقلل من شأن الخلاف بين ماسك ونافارو ويعلق: الأو ...
- لا للتهجير.. المصريون يستقبلون السيسي وماكرون في العريش بمظا ...
- نتنياهو.. لا نتائج لزيارة البيت الأبيض
- من الرسائل المتبادلة إلى المحادثات غير المباشرة: إيران وأمري ...
- حماس: ما يجري في غزة -انتقام وحشي- من المدنيين 
- وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده تهجير الفلسطينيين من غزة ...
- نتنياهو: الخيار العسكري لا مفر منه إذا طالت المحدثات النووية ...
- البيت الأبيض: المفاوضات المقبلة مع إيران في عُمان ستكون مباش ...
- حل لغز نيزك كوستاريكا.. -كرات غامضة- قطعت مليوني عام قبل الو ...
- نيبينزيا: روسيا والولايات المتحدة تبحثان إيجاد حل طويل الأمد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي ابراهيم - مسرحية الجرافات لا تعرف الحزن