أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - المناحي النقدية في الفلسفة المعاصرة














المزيد.....

المناحي النقدية في الفلسفة المعاصرة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 13:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" الفلسفة هي النظر في مواضيع ما تزال المعرفة الدقيقة بها غير ممكنة"
- راسل برتراند – الفلسفة وقضيا الحياة-
مازالت الفلسفة المعاصرة في طور التشكل والنشأة والظهور دون أن تصل إلى درجة واضحة من التكوين والتطور والاكتمال. ومازال تاريخها لم يكتب بعد وذلك لأن المؤرخ يشتغل على أشياء تمت وصار في عداد الأموات بينما يشتغل الفيلسوف على التجارب الحية ويخوض في مسألة ينابيع الحياة ومصادر الذكاء والمشاكل المعرفية ويحاول صياغة الأسئلة الأساسية للراهن. لكن ما المقصود بالفلسفة لمعاصرة؟ وأين تختلف عن الفلسفة الحديثة والوسيطة ؟ وهل تخلصت نهائيا عن الميتافيزيقا؟ وماهي مناحيها النقدية؟
تبحث الفلسفة المعاصرة في مشكل الوجود بصورة عامة والوجود الانساني بالخصوص وفق مقاربات فنومينولوجية وتكشف عن أزمة العقل عند بحثه عن ميتافيزيقا العلاقة وتتبنى رؤية مفتوحة عبر الوعي والقصدية والبيذاتية وتعمل على توفير الإمكانية الملموسة للدرب الفكري المؤدي نحو الحياة.
تساعد الفلسفة في الحقبة المعاصرة على الوعي بطريقة نقدية بالمعطى الواقعي بصورة ملموسة وتعبر عن الاتجاهات الأساسية التي تتشكل منها الثقافة والمناحي النقدية التي يستخدمها الفكر في قراءة الأحداث والتوغل في الأشياء من أجل استخلاص القوانين الكلية. علاوة على ذلك تيسر عملية التفكير في المشاكل المستجدة وتدرب فن فهم النصوص المفاتيح وتنظم حلقات نقاش لمعرفة مختلف المواقف من الأسئلة الكبرى والقول بأن معرفة الذات لن تتحقق إلا بمعرفة الغير والحكم على الآخر يسمح بالحكم على النفس.
معظم الخصائص التي تتميز بها فلسفة اليوم هي جملة المواقف التي يبديها الإنسان العاقل من المشاكل الراهنة التي تطرحها التحديات العلمية والتقنية في الواقع وتحركاته من أجل تغيير المجتمع نحو الأرقى من خلال جعل الوجود الذاتي والوجود المغاير فضاء إشكاليا غير قابل للوصف والتحميل والتعبير.
توجد صعوبة في إدراج الفيلسوف ضمن المؤسسات التعليمية والثقافية والسياسية القائمة لما يتميز به هو من حرية وجرعة نقدية ورغبة في التجاوز ولما تتصف به هي من نظام وترتيب وبيروقراطية إدارية.
هذا الوجود الإشكالي للفيلسوف جعله قريبا من الحلقات العلمية المغلقة على نفسها بعيدا عن دائرة الموظفين التقنيين وأدى بمارتن هيدجر أن يكف عن نعت كيركجارد بصفة الفيلسوف ويسندها لفردريك نيتشه وبأن يعتبر برانشفيك منتجا لمنظورية عدمية ضحت بالحكمة العليا من أجل الرياضيات أما هوسرل فهو كذلك ليس سوى وضعيا منغلقا على أسئلة فلسفية خالصة لم تقدر على مبارحة النفسانية المتعالية. بهذا لم يكن جان بياجي في أزمنة الذكاء وتمثل العالم عند الطفل بعيدا عن أرسطو والقديس طوما الأكويني، كما أن الريبيين لم يكونوا مختلفين كثيرا عن شليك والوضعيين في اعتبارهم الفلسفة علما جزئيا بالخارج.
إنقاذ الفيلسوف من كل اتهام منهاجي بالتقصير وغياب الدقة يكون بوضعه على غرار مؤرخ الفن ضمن المعيار الاجتماعي للتراث واشتراط تسميته بالفيلسوف بتحركه ضمن تراث متبلور عكسه رأي عام عند المؤرخين الأكثر اختلافا. لكن هذا المعيار يجوز تطبيقه على فلاسفة الماضي ويتعذر على المعاصرين.
الفلسفة الرسمية ليست ناتجة عن اعتراف جماعي بالخصائص التراثية للفيلسوف والمسارات التي قطعها وإنما هي تسمية مراقبة من طرف المؤسسة العلمية تشترط الدقة المنهجية والتمرس على فن المصطلح.
يقوم الفيلسوف المعاصر بعمل تقريبي يسند الصفة الفلسفية لكل الأعمال الإبداعية والاتجاهات الفنية التي تثير جملة من الإشكاليات حول معنى الإنسان والعالم وتصوغها ضمن أنماط تجريبية ومقولات فكرية.
تهتم الفلسفة بالمجهول وغير المعروف ولكن عندما يتم اكتشافها ومعرفتها تتحول إلى دائرة المعلوم ولذلك يكون غرض الفلسفة تربية العناية بالنظر العقلي في المواد التي يتعذر إدخالها إلى المعرفة العلمية من جهة وتحرص على توسيع مجال الرؤية التخيلية للعالم عن طريق صياغة فرضيات لا تقبل التجريب.
هكذا تكون الفلسفة علما لم يكتمل بعد، " تجعلنا من ناحية منشدين إلى التفكير في ما يمكن أن نعرفه، ومن ناحية أخرى تدعونا دوما إلى الإقرار بتواضع بأن الكثير مما يبدو لنا معرفة ليس بمعرفة في الحقيقة"، لكن ما الفرق التعريف الشعبي المتداول للفيلسوف والتعريف النقدي الذي ظهر في الحقبة المعاصرة؟
تنتشر الفلسفة المعاصرة في مجالها الخاص الذي يشملها السؤال والتحليل واللسان والمعنى وبناء الواقع ويكف الفيلسوف بحق عن دعم السلطة الرسمية ولكي لا يمثل سندا للنظام القائم ويشرع في تعقل الأحداث من أجل فهم المجتمع وذلك لأن الشأن الحقيقي للفيلسوف هو تقويض القديم وتغييره نحو بناء عالم جديد.
لكن ماهي علاقة الفيلسوف بالجمهور؟ هل يعمل على تحسين صورته عند الجمهور؟ وما جمهور الفلسفة؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعات للمعرفة العلمية من طرف باشلار ودسانتي وغرانجي
- في الجدل الاجتماعي والقانوني بين عقل الدولة وضمير الشعب
- العالم بين الأزلية والإحداث عند كانط
- حدود قراءة محمد شحرور للموروث
- أبو الحسن العامري بين الإبصار والإسعاد والإنقاذ
- الاحتفال بالفلسفة وحكمة تنظيم المهرجان
- الاستحقاق الفلسطيني في القدس
- تاريخ العلوم بين التجربة العفوية والتجربة الحاسمة
- تعقل بنية العالم الراهن طرف ألان باديو
- استطالة الأزمة وضرورة استدعاء البداية
- سياسة المعرفة مابعد الحديثة بين الاشتراكية والهمجية
- النزعة الانسانوية وفنومينولوجيا الكلام بين سارتر ومرلوبونتي
- نومادولوجيا الحدث وغراماتولوجيا الفرق بين دولوز ودريدا
- ميشيل فوكو بين أركيولوجيا المعرفة وميكروفيزياء السلطة
- فنومينولوجيا الحياة الدينية عند مارتن هيدجر
- راهنية الاقتصاد التعاوني وتبعاته الاجتماعية
- إسهام العمل النقابي في المجهود التنموي
- الكون صار بلا عالم في الكونيات
- شمس الفلسفة التحليلية مرئية بالنظارات الفنومينولوجية
- أسباب ظهور السلوكيات اللاإنسانية في الإنسان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الخويلدي - المناحي النقدية في الفلسفة المعاصرة