أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ما حاجة مجتمع ما بعد عصر المعرفة إلى رجال دين؟.














المزيد.....

ما حاجة مجتمع ما بعد عصر المعرفة إلى رجال دين؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 06:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال_ هل تعتقد أن وجود منظومة رجال الدين ومن ورائها هيكلة المؤسسة الدينية (بدعة تأريخية) قلد فيها المسلمون من سبقهم من أهل الديانات القديمة؟ وهي نتاج واقع تنظيمي أكثر من كونها حاجة تتماشى مع دعوية الإسلام ومن صلب متطلباته الصميمية؟
الجواب_ نعم وبكل قوة أقول أنها بدعة سلفية تأريخية لا أصل لها في الفكرة الدينية الإسلامية ولا موجب لها طالما أن الله تعالى أوكل للإنسان الفرد مسئولية التبصر والتدبر والسعي لمعرفة الدين من خلال رد م أستشكل عليهم من أمورهم إلى الله بمعنى العودة لكتابه وللرسول كونه الشاهد والبشير والنذير، التنظيم ضروري جدا في حياة الأمم والمجتمعات وهذه الحقيقة لا خلاف عليها ولا أختلاف في أهميتها، الإشكالية التي نعترض عليها هو تحويل الدين إلى مؤسسة مغلقة كهنوتية الإدارة تمتلك لوحدها وتحتكر المعرفة الدينية وكأنها وكالة من الله ورسوله على العقل الإنساني، فما صح منها فهو الصحيح وما ترفضه هو الباطل.
هنا يكون التنظيم الديني المغلق نوعا من الشرك بالله وتعديا على مفهوم رد الأمور إلى جهتي التشريع والتبليغ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59، هذا يتناقض حتى مع مفهوم أولي الأمر الوارد في نصية الطاعة، حتى وصل الأمر أن بعض رجال الدين يكتب في ما يكتب من أجتهاد ومعرفة يتقنها أنها (مبرئة الذمة) لمن عمل بها، بمعنى أن الخروج من أحكامه التي يستنبطها لها المعصومية من الباطل وبالتالي الخروج عنها خروج عن الدين.
هذا التعدي أوصل البعض إلى تكفير الكثير من المسلمين لمجرد الأختلاف في التخريجات الفقهية الجزئية مع أن كل المسلمين أفتراضا هم مؤمنين بالله ورسوله، خاصة وأن الأتفاق على جوهرية معنى (أولي الأمر منكم) لم يتفق المسلمون وأقصد بهم من ينتمون إلى المنظومة التنظيمة المسماة رجال الدين على مفهوم موحد حتى يتم الرجوع والطاعة لهم، فمنهم من وسع الأمر لحدود الأفراط في أدخال مسميات تحت هذا العنوان وصل في البعض جعل من القادة السياسيين ولو كانوا فجرة وفاسدين وعلى خط مخالف تماما للعدل والإحسان تحت يافطة أولي الأمر، في حين ضيق البعض المفهوم وجعله داخل دائرة محددة بالأسماء والأوصاف دون النظر إلى حاجات التطور والتوسع الذي يفرضها عامل الزمن والواقع العملي.
الوظيفة الدينية لمن يتصدى للتفقه تقع نصا تحت عنوان (في سبيل الله) وبالتالي أي خروج عن هذا السبيل نحو مصلحة فردية أو لطلب أمتياز شخصي أو دنيوي هو خروج عن غائية العمل لأجل الله والإنسان، التأطير التنظيمي وما يتبعه من توصيفات وأمتيازات ومصالح فردية أو فئوية لا يمكن أن يكون في سبيل الله ولا لأجل مصلحة المؤمنين طالما أن الهدف غير مطابق للنتيجة الواقعية، وهنا يقع التقاطع ما بين الوظيفة الأساسية والواقع العملي الذي نعيش مساوءه اليوم، فالإنسان كما هو مكلف بمعرفة الدين وقواعده وأسسه والنجاة من الأنحراف بهدف الفوز والفلاح، مطلوب منه أيضا أن يعيش الحياة كإنسان كادح وعامل ومتحسس ومتفاعل لتجربة العمل من أجل البقاء، ليكون على تماس حقيقي بين ما يتفقه به وبين متطلبات الوجود اليومي والتفصيلي له.
لقد أورد القرآن وبصورة غير متحفظة عن قصص معيشة الأنبياء وطريقة ونمط حياتهم العملية كمثال ليتقي البعض من التعالي عن العمل والكسب، كما أورد التأريخ الإسلامي صورا عن طبيعة ممارسة الحياة اليومية للرسول أو لقادة الجيل الأول من المسلمين، كان ابو بكرا وعمرا وعثمان ومع توليهم مهام القيادة يمارسون عملهم المعتاد بالتجارة والعمل في الأسواق، حتى الإمام علي لم يستنكف أن يكون فلاحا أجيرا عند الملاك بعظيم منزلته وعلمه ، لقد حول رجال الدين في العصور اللاحقة مفهوم الداع إلى الله كأباطرة مال وسلطة وجاه ونسوا أن التفقه تكليف شرعي كفائي وليس تشريعا بالتشريف لهم لأنهم زعموا أنهم رجال دين فقط.
لم يحدث هذا الوضع السلفي التأريخي المنقول من عادات وقيم ونتاج المجتمعات الدينية التي سبقت الإسلام لولا عملية التأطير وتقسيم السلطة في المجتمع إلى دينية ودنيوية، وما لحق هذا التقسيم من محاكاة لتلك الاقوام والأمم وأتخاذها قدوة بالرغم من نهي النبي من أن يحذو حذوهم أو يسلكوا طريقهم، أراد نبي الإسلام من المجتمع الجديد أن يخوض تجربته معتمدا على أحكام دين سعى لتقليص الفجوة بين الفكرة الدينية الداعية للعدل والإحسان وسبل الخير، وبين الواقع الذي فرضته سطوة المؤسسة الدينية الكهنوتية السابقة على أفرادها ومارسته تحت عنوان إرادة الله وضرورات الإيمان بها، النتيجة أن المسلمين بهذا الحال وصلوا أيضا إلى نفس النقطة الحرجة التي إنساقت لها المجتمعات القديمة وحصدت الخراب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلال بين رغبة المشرع ونسبية المشروع
- سؤال العلم والدين يتفقان أم يفترقان؟.
- تأريخ وجغرافية _فصل من روايتي (الرجل الذي أكله النمل)
- كشف الحساب _ فصل من روايتي (الرجل الذي أكله النمل)
- ج2 من فصل من روايتي البكر (الرجل الذي أكله النمل) 2014
- ج1 من فصل من روايتي البكر (الرجل الذي أكله النمل) 2014
- المفهوم القصدي وعلاقته بالمباني ح3
- اللغة ميدان الصراع الفكري
- المفهوم القصدي وعلاقته بالمباني ح2
- المفهوم القصدي وعلاقته بالمباني ح1
- الصفات الجوهرية للفكر الرسالي ح2
- الصفات الجوهرية للفكر الرسالي ح1
- صفات الفكر الرسالي وخصائصه ح1
- صفات الفكر الرسالي وخصائصه ح2
- صفات الفكر الرسالي وخصائصه ح3
- البناء اللغوي وعلاقته بالمفهوم القصدي ح3
- البناء اللغوي وعلاقته بالمفهوم القصدي ح2
- البناء اللغوي وعلاقته بالمفهوم القصدي ح1
- نظرية الدين للمال ورأس المال _ الإسلام نموذجا
- الإنسان وروح التدين جدلية أم أفتراض مسبق؟.


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ما حاجة مجتمع ما بعد عصر المعرفة إلى رجال دين؟.