أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبد المجيد - مصر تريد!















المزيد.....


مصر تريد!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5927 - 2018 / 7 / 8 - 16:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مصر تريد!

قرأت عشرات المقالات عن عبقرية السيسي في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بمئات المليارات ولم أقتنع بأيٍ منها، وهناك فارق كبير بين السيسي يريد، وبين مصر تحتاج!

مصر تحتاج مستشفى حديثا للفقراء والأطفال، والسيسي يريد بناء برج ينظر منه إلى الشعب تحته!

مصر بشعبها وجيشها وجغرافييها ومؤرخيها وشرفائها تُصرّ أن تيران وصنافير مصريتان، والرئيس السيسي يقول: هل تعرفون مصلحتكم أكثر مني يا .. ؟

مصر تريد رفع مرتبات متوسطي الحال والمساكين، والرئيس يرفع مرتبات القضاة والمستشارين وأعضاء البرلمان!

مصر تريد إعلامها رياديا ومشرّفا يقوده أكفاء وإداريون وشرفاء ومحترفون، والرئيس يقول: وأنا أريد أماني الخياط وعزمي مجاهد وأحمد موسى ومصطفى بكري ورشا مجدي وعشرات من الأدمغة المخاطية والغائطية والبولية التي تصيب الشعب بالقرف والغثيان، وتبهجني.

مصر تريد أن تستنشق حرية، والرئيس يمنع المظاهرات السلمية ، فالاحتجاج يعتبره إرهابًا ضد أمن الدولة.

مصر تريد برلمانا حرا يُشرّع لدولة عصرية، والرئيس يريد حثالة من الجهلة على رأسهم نصف أمي حتى يضمن تمرير قوانين الفساد.

مصر تريد أحكاما عادلة لأبنائها في سجون ومعتقلات الذي فوّضته لحُكمها، والرئيس يبني سجونا ومعتقلات جديدة.

مصر تريد عودة السياحة، والرئيس لم يفهم معنى كلمة السياحة فجاء مصطفى بكري يهتف باللغة العربية في شرم الشيخ لجذب السائحين، وهذه عبقرية الرئيس في التسيـيـح!

مصر تريد نزع الخوف من قلوب أبنائها بعد ثورتهم الينايرية المجيدة، والرئيس يقول لنفسه: كيف أحكم شعبا لا يخاف إلا من الله والضمير.

مصر تريد ... والرئيس يريد شيئا آخر!

مصر تتوجع وتتألم وتبكي وتصرخ ... والرئيس يضحك ويحتفل ويزعم أنه طبيب الفلاسفة.

مصر تريد أن يتم استدعاءُ رئيسها في أي أزمة بين بلدين عربيين، فيحكم فيها، ويتوسط، ويفصل، ويأمر، ويُطاع إذا عدل بدون انحياز ظالم أو رشوة مالية؛ والرئيس أصبح آخر زعيم عربي يُستعان به في أصغر أزمة بين قُطرين شقيقين!

مصر تريد أن تعرف حقيقة بيانات واكتشافات الغاز والبترول وجبل الحلال وتصليح ملايين الأفدنة ومزارع السمك وغيرها، وهل هي بيانات وهمية ومفبركة للتخدير، أم حقيقة، والرئيس يرفض أن يعرف الشعب الذي لم ينضج بعد( كما يظن) ما يخفيه طبيب الفلاسفة عنه.

الشعب يريد أن يعرف أسماء المعتقلين في السجون والتُهم الموجهة إليهم والحدّ الأقصى للحبس الاحتياطي، والرئيس يظن أن التفويض يعني أيضا أن حياة كل مصري بين إصبعين من أصابعه.

مصر تريد سلاما بين أبنائها، وإدارة لا تفرّق بين مواطنيها، والرئيس يُقرّب إليه طائفيين ومتشددين وحمقىَ ومروجي الفتنة الطائفية.

مصر تريد عودة الثقافة والعطاء الفكري ودور الكتاب، والرئيس لا يستطيع أن يقرأ جملة سليمة أو بيت شعر بسيط أو يستشهد بأقوال لكُتاب وروائيين وعلماء نفس وفلاسفة.

يا إلــَــهي، أربع سنوات أخريات مع هذا الرجل!

مصر تكره الاخوان المسلمين، والرئيس يُحمّلهم مسؤوليات كل خطأ أو جريمة أو حادث حتى يخيف المصريين منهم، وسيجعل الساذجين يعيدون النظر في كراهيتهم لأحفاد البنا فيرفعون مقام الدرويش البطل .. مرسي!

مصر تريد زمنا جميلا، عائدًا أو مصنوعا بعد الثورة المباركة، والرئيس يبحث للمصريين عن كل قبيح ليتصدر المشهد برمته.

مصر تريد أن تعرف مصير أبنائها في سيناء، والرئيس يحدد ما يلقيه في آذان المصريين من بيانات متضاربة.

مصر تريد أن ترفع رأسها في كل عاصمة عربية، والرئيس يريد أن يرفع المصريون أيديهم بطلب المساعدة.

مصر تريد نصرًا عسكريا أو كرويا أو علميا أو سياحيا أو أمنيا أو عدليا، والرئيس يُقسم ببلاهة بأنه لو أمكن أن يبيع نفسه من أجل بلده لما تأخر!

مصر تريد أن تطمئن أن أحفاد المصريين سيشربون من النهر الخالد، والرئيس يُجبر رئيس وزراء إثيوبيا أن يُقسم له بلغة لا يفهمها أنه لن يضر المصريين.

مصر تريد رئيسا إذا تحرك اهتزت الأرض، والرئيس يسافر ويأخذ معه كل الوزراء الذين تحتاج وزاراتهم للمال والمساعدة.

مصر تريد أن يكون لها دور في التآلف بين الشعوب، وفي كل المؤتمرات الدولية، وأن تكون الكلمة الفصل أو نصف الفصل لها، والرئيس تراجع بها ومعها وتعملقت أمامه دول صغيرة وقزمة.

مصر تريد أن تصبح ذا عنصر واحد؛ لا فرق بين مسلم وغير مسلم ولو في الخيال أو الافتراض، والرئيس برهامي النزعة، وعاشق لمحاكمة من يزدري الفكر السلفي.

مصر تريد مشروعا يوفر الدواء لكل مواطن مريض، ومجانا لكل طفل، والرئيس جعل سعر الدواء أضعاف سعر الكافيار والذهب!

مصر تريد مساواة المسجد والكنيسة، المسلم والقبطي، المصحف الشريف والكتاب المقدس، والرئيس لم يحاكم بعد مُشعلي الحرائق في كنائسنا، ومُفرّقي أبناء الوطن الواحد.

مصر تريد إلغاء خانة الديانة في الهوية الشخصية حتى تقطع الطريق على النفوس الطائفية الضعيفة، والرئيس لم يعاتب ياسر برهامي وحزبه في عدم تهنئة الأقباط.

مصر تريد حق أبنائها الشهداء والمفقوءة عيونهم، والرئيس عدو لدود لثورة يناير لأنها أطاحت بالإرهابي المجرم واللص والكاذب والمزور، فجاء قضاء الرئيس ومستشارو الظلم فأفرجو عن كل الملاعين والنهّابين واللصوص وعلى رأسهم المخلوع وابناه جمال وعلاء.

مصر تريد إدارات ذكية وشبابية في كل مؤسسات الدولة، والرئيس لا يريد غير الحمقىَ والفاسدين والجبناء والوصوليين ليضمن ولاءهم.

مصر تريد أن يتوقف المثقفون والصفوة والنخبة والأكاديميون عن تبرير أخطاء الحاكم، والرئيس يعلن انحيازة للمطبــّــلين والأوغاد المنافقين في كل مؤسسة.

مصر تريد محاسبة الرئيس على كل جنيه ينفقه في أي مشروع، ومعرفة أهميته وأولويته، والرئيس يرفض أن يحاسبه العبيد، فهو ربهم الأعلى، ولا حساب على رأي أو فكر أو إنفاق حتى لو مدّ سجادة حمراء بطول ثلاثة كيلومترات لتسير عليها سيارته، فأموال المصريين حق له فقط.

مصر تريد الوقت الذي ينام المواطن ملء جفونه أمنا وسلاما ومحبة وتسامحا وثقة في الحكومة وفي مستقبل أولاده وأحفاده، والرئيس تُنزل أجهزة أمنه الرعب في خيال المصري حتى لو كان على النت أو في صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.

مصر تريد وقف كل مشاهد التطرف والتشدد والتزمت في مناظر إسلاميين تجعل بلد التنوير إمارة قندهار المصرية، والرئيس لا يفهم ما هو التنوير.

مصر تريد من أبنائها التي أنفقت عليهم، وعلمّتهم، ومنحتهم كل الفرص لقيادة الحركة الثقافية والفكرية والتنويرية الشجاعة أن يكونوا فرسانا، يبحلقون في وجه الرئيس، ويعارضون ما وسعهم الجهد لتصحيح أخطائه وهذا أضعف الإيمان، والرئيس يبحث عن حملان وخرفان وأرانب وفئران يقودون بلد الخمسة آلاف عام من الحضارة إلى المجهول.

مصر لا تريد ثورة مجهولة المصدر والمستقبل، لكنها تريد غضبا حقيقيا من القلب والعقل والصدر والروح ضد من جعلها هكذا، والرئيس يخيف المصريين من بديله فيسميه اخوانا أو دواعش أو أعداءً.

مصر تضمن من المئة مليون مواطن مليونا على الأقل أفضل من كل المسؤولين الذين يمسكون بمفاصل الدولة، والرئيس يوحي للرقيق أن ( تحيا مصر) تعني ( يحيا السيسي) وكل اختياراته نابعة من ذهن طبيب الفلاسفة حتى لو أتى لنا بعلي عبد العال أو اللواء طيبيب ابراهيم عبد العاطي.

مصر تــُـشهد اللهَ أنها ليست السيسي، والرئيس يُشهد رجالــَـه أنه هو مصر.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 8 يوليو 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبد المجيد - مصر تريد!