فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5925 - 2018 / 7 / 6 - 18:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتميز نظام الملالي في إيران بصفات ومثالب يندر أن تجد لها مثيلا لدى الانظمة القمعية الاستبدادية القمعية الاخرى في العالم، فهو يحمل الشئ ونقيضه، يقول مالايفعل، يطلق تهديدات أکبر من حجمه ومن ثم يتنکر لها أو يتملص منها، وأمورا أخرى مشابهة تدل کلها في خطها العام على الماهية المشبعة بالتضادات والتناقضات لهذا النظام الفريد من نوعه.
بعد أن قام الملا روحاني بإبراز عضلاته وهدد بلدان المنطقة بعدم السماح لها بتصدير نفطها فيما لو تم منع تصدير النفط الايراني وهو الموقف الذي سارع الارهابي المطلوب للعدالة الدولية المجرم قاسم سليماني بتإييده والتأکيد على إنه سيقوم بتنفيذ المطلوب حرفيا، تراجع نظام التناقضات و التضادات وعدم الخجل عن موقفه"العنتري"هذا عندما قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بشه، يوم الخميس الماضي، إن الرئيس"أي الملا روحاني" لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة، إغلاق مضيق هرمز!
ليس هذا الموقف الاول ولا الاخير لنظام الملالي من حيث إبراز العضلات و التعنتر، فهم أصحاب سجل طويل مثير للسخرية والتهکم والاستهزاء بهذا المجال ولايسع هذا المجال الضيق لذکر مناقبه"المقززة"، بهذا الصدد، وبطبيعة الحال فإن هذا التنصل والتراجع"المخزي"عن هذا الموقف لم يأت إعتباطا وإنما بعد أن جاء الرد سريعا على لسان المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، الذي قال الأربعاء الماضي، إن القوات الأميركية وحلفاءها الإقليميين "مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقا لتصاريح القانون الدولي".
هذا الموقف المخزي للملا روحاني والتراجع الاکثر عارا وشنارا منه، يأتي بعد أن فقد النظام صوابه على أثر التجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية وماقد حققه من إنتصار سياسي واضح المعالم ليس في الامکان أبدا إنکاره، بل وإن هذا النظام من أجل أن يغطي على هزائمه وفضائحه وخصوصا بعد کشف مخططه الارهابي ضد التجمع السنوي، صار يسبح في بحر من التصريحات والمواقف المتناقضة والمتخبطة، فمن جهة يقوم بالتهديد ومن جهة يقوم بإستدعاء سفراء النمسا و فرنسا وألمانيا، ومن جانب آخر يعلن إلتزامه بالعهود والمواثيق الدولية التي يقوم ليل نها بخرقها وإنتهاکها في بلدان المنطقة وإيران نفسها.
إن لم تستح فإصنع ماشئت. وهذا هو حال نظام الملالي الذي يبدو واضحا جدا بأن الخجل و الاستحياء لم يعد لهما من وجود على وجه الاطلاق في عرفه الرث العفن!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟