أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد عبد العيد خان














المزيد.....


تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد عبد العيد خان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 01:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قليلة هي الكتب التي تناولت الاساطير والخرافات عند العرب في الجزيرة العربية، ويعود ذلك إلى أن الإسلام ألغى كل الأفكار والمعتقدات القديمة، وقدم فكرة توحيد كفكرة كاملة وحيدة، فلم يعد العرب في الجزيرة العربية بحاجة إلى الأفكار السابقة، وكما أن العرب لم يدونوا أفكارهم الدينية قبل الإسلام ـ إذا ما استثنينا بعد الأبيات الشعرية ـ لهذا استند العديد من الباحثين على ما جاء عن المعتقدات الدينية العربية، على الشعر الجاهلي، وعلى ما كتب عنهم من قبل الأقوام الأخرى، إن كان من خلال الرسائل أو ما دونه المؤرخون عنهم، كما أن الأثار التاريخية المكتوبة محدودة جدا، كل هذا يجعل ما يقدم عن مجتمع الجزيرة العربية محدود ومتواضع بالمعلومات التي تقدم، على النقيض من المناطق الأخرى، إن كانت في الشام أو العراق أو مصر.
كل هذا يجعلنا نتفهم تواضع المعلومات التي يقدمها "محمد عبد المعيد خان" في كتابه "الأساطير والخرافات عند لعرب" حتى اننا نجد أحيانا خطأ معرفي عند الكتاب، كما هو الحال عندما تحدث عن "مردوخ والبعل" فهو يقدم عبادة الإله البعل على الإله مردوخ: "... كما أن ميردوخ ورث سلطان آشور ونفوذه بعد ما أصبحت بابل عاصمة البلاد، وكان يعرف باسم بعلو كما كان يعرف باسمه الحقيقي الذي هو ميردوخ على السواء، وقد صار نابوبولاصر ونابوناهيد في عصر حمورابي اعظم آلهة الكلدانيين شوكة" ص118، فنجد الكاتب يجنح بعيدا في تقديم المعلومات، بحيث قدمها بصورة مشوهة ومختلطة وخاطئة معا.
الإله" مردوخ" أقدم من الإله "بعل" كما أن الأول عُبد في العراق والثاني في بلاد الشام، كما أن الدولة البابلية سبقت الدولة الآشورية بقرون، والآشوريين لم يعبدوا "مردوخ" بل عبدو الإله "اشور" وقدموه على بقية الآلهة الأخرى، ونجد الكاتب يقدم لنا "نابوبلاصر ونانونائيد" كآلهة، علما بأنهم ملوك الدولة البابلية الثانية، والأخير كان آخر ملك بابلي والذي تم إزالة ملكه على يد الفرس، في حدود 525 ق م، ويصر الكاتب على هذا الخطأ عندما قال: "وقد رأينا أن بعل تمتع بصفات متعددة، ومرت عليه طقوس مختلفة، فأصبح بعل هذا مردوخ في بابل نفسها" ص123، كل هذا يجعل المعلومات التي قدمت في الكتاب غير صحيحة، وتمثل حالة الضعف وعدم تمكن الكاتب من معلوماته، فبما أن الكتاب يتحدث عن الأسطورة والخرافة كان من المفترض أن يلم بشكل واف ومقبول عن المعتقدات والآلهة والتي عبدت في المنطقة.
وينزلق الكاتب أكثر في الخطأ عندما قال: ".... وفي هذا ما يدل على أنه كان يسمى بعلا عند بني إسرائيل، وقد يكون له علاقة بأم هبير هو من ألقاب تيامات البحر الأسطوري عند البابلين" ص124، "بعل" إله كنعاني خالص، رغم أن الإسرائيليين ذكروه في توراتهم، فهو إله كنعاني فينيقي، كما أن "تيامات" تعد الآلهة الأم والتي تم صرعها من قبل الإله "مردوخ" ومن جسدها تم خلق الكون والسماء، حسب ما جاء في الملحمة البابلية "في العلا عندما" والتي تعد أول ملحمة كاملة في تاريخ البشرية، فهي تسبق الإله العربي "هبل" بأكثر من ألف وخمسمائة عام.
كل هذا يجعلنا نتأكد بأن الكاتب لم يكن موفقا بتاتا في تقديم المعلومات عن الديانات القديمة، وأن معلوماته مشوه وخاطئة وبحاجة إلى تصحيح، لكنه كان موفقا عندما تحدث عن تأثر العربي بالبيئة الصحراوية التي عاش فيها، يقول: "في هذه البيئة نشأ العربي الجاهلي العصبي المزاج، السريع الغضب، الذي يحب الحرية والمساواة، والذي يثور على كل سلطة، ويهيج من كل شيء تافه، ويفضل الإيجاز على الإطناب، فهو يضرب المثل في جوامع الكلم، ويتصور الأشياء كما هي، ولا يسمح لخياله أن يتجاوز حدود الحقائق فلا يلونها بألوان قصصية" ص30، هذه الأثر أنعكس على طريقة تفكيره بالحياة وبمحيطه، ولهذا نجده يقول: "قلت سابقا أن العربي قليل الابتكار، ولم أقل إنه عار من الخيال دائما، إلا أن التصور أو الخيال التصويري هو الغالب والمسلط على حياته العقلية، وهذا الخيال التصوري يولد الأسطورة التصورية، كما يصنع الخيال الأساطير الاختراعية، ولذلك نرى العربي يمثل نجوم السماء بما يشاهده في البيداء، وينقل شكل حياته الاجتماعية البدوية على رقعة السماء، غير أنه لا يخترع الأساطير مثل اليونان، ... بل نجده يربط الصور بعضها ببعض كربط حياته اليومية، فهو يرى في السماء صورة الراعي وكلبه" ص47، وهذا ما يجعلنا نقول أن الكاتب نجح في المقدمة وأخفق في الخاتمة، وكان يمكن له أن يكون أكثر توفيقا، لو تريث قليلا واطلع على الديانات القديمة بشكل واف، لكن يبدو أنه استعجل في تقديم كتابه للجمهور، فوقع فيما وقع فيه، خاصة إذا علمنا أن الكتب التي تناولت الديانات القديمة في بلاد الشام والعراق كثيرة ومتوفرة في الأسواق، ويمكن لأيا كان أن يطلع عليها، ويأخذ معلومات تجعله قادر على تجنب الوقوع في الخطأ، وهذا ما يحسب على الكاتب وعلى الكتاب.
الكتاب من منشورات دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان، الطبعة الثالثة 1981.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقتنا في كتاب -تاريخ الإلحاد في الإسلام- عبد الرحمن بدوي
- المتعة في ديوان -جبل الريحان- عبد الله صالح
- أثر الكتابة في قصيدة -قلم يَكْتُبك- -كمال أبو حنيش
- سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة
- مسرحية -لماذا رفض سرحان سرحان ما قله الزعيم عن فرج الله الحل ...
- التكثيف عند -عبود الجابري-
- مناقشة رواية -سكوربيو- في دار الفاروق
- الفانتازيا في قصة -اسئلة صامتة- سرحان الركابي
- فراس
- المرأة في قصيدة -ما دام لي- موسى أبو غليون
- القصيدة المنسجمة -ثورة النفس- سامح أبو هنود
- ومضات هارون الصبيحي
- الأصالة في كتاب -سيرة الأرجوان والحبر الثوري- حنا مقبل
- الشاعر والواقع في قصيدة -عزف منفرد- محد لافي
- تلاقي الشعراء في قصيدة -يا صديقي- سامح أبو هنود
- الوجع في قصيدة -أحضن رمالك وارتحل- أيمن شريدة
- الموضوعية في كتاب -تطور مفهوم الجهاد في الفكر الإسلامي- ماهر ...
- الحيوية في قصيدة -ودالية الصبح- جبار وناس
- المرأة في قصيدة -عَلى وَشَكِ القَصيدة...- سليمان دغش
- حقيقة كتاب -احجار على رقعة الشطرنج- وليام غاي كار


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد عبد العيد خان