أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - تقاطعات بين الأديان 13 الصعود إلى السماء















المزيد.....



تقاطعات بين الأديان 13 الصعود إلى السماء


عبد المجيد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقاطعات بين الأديان
13
الصعود إلى السماء

ونصل في حلقاتنا إلى علاقة كبير الآلهة في الديانات القديمة بكبار الكهنة ، فالرب ، أو الله الواحد ، بالرسل في الديانات التوحيدية . وبالرغم من احتلال هذه العلاقة لمساحات واسعة في فكر الديانات وأساطيرها إلا أنه ، ودون إخلال ، يمكن تلخيص العلاقة في أربع خطوات هي : 1- الاختيار 2- التبليغ 3- التكليف 4 - المتابعة . كما ، ودون إخلال أيضا ، يمكن لأي متابع رَصْد ثلاثة مناهج في إقامة مثل هذه العلاقة ، وهي : 1- نزول الإله بنفسه لإتمامها ؛ كما رأينا في إبلاغ منقذي البشرية من الطوفان ، النزول على جبل طور سيناء وتكليم موسى ، وأخيرا تقمص هيئة رجل كما حدث في اللقاء مع إبراهيم وإبلاغه قرار إفناء قوم لوط ، ثم لقاء لوط والطلب إليه النجاة ببعض أهله ، وأخير لقاء يعقوب ومصارعته ليلة كاملة ، وتبديل اسمه إلى إسرائيل . 2- اختيار الإله لملاك كبير بإبلاغ الرسالة فالتكليف بدعوة القوم ونشر نعاليم الديانة الجديدة ، ومتابعة نفس الملاك لتطورات الدعوة من خلال رحلات مكوكية متعددة 3 – إصعاد الرسول المختار إلى السماء لمقابلة الإله وإطلاعه على قدرات الإله وما ينتظر المؤمنين من نعيم مقيم ، كما وما ينتظر الكافرين من عذاب أليم . ثم تلقين الرسول الحكمة ومباشرة من فم الإله ، فتبليغه أركان ، تعاليم وشرائع الديانة الجديدة ، ثم إعادته إلى الأرض ومتابعة خطوات تطور دعوته مع بني قومه .
وفي حلقتنا الجديدة من تقاطعات بين الأديان ، سنتوقف عند ثالثا ، ولنقصر هذه المتابعة على ديانات الإقليم – وسط وغرب آسيا – ، ظناً منا بتبادل تأثير الواحدة منها على الأخرى ، نظرا لحالة الاتصال الجغرافي ، وسهولة الانتقال فالاختلاط بين معتنقيها ، بادئين من الأبعد إلى الأقرب ، زمانيا ومكانيا .
1
الشامانية : سيبيريا ووسط آىسيا
ونبدأ القول بأن الشامانية ليست دينا ، وإنما هي ظاهرة دينية ، كما هي تقنية الوَجْد ، بين قبائل سيبيريا ووسط آسيا ، وسميت بهذا الإسم نسبة للشامان المعادل لرجل الدين في الديانات الأخرى ، وحيث الشامان الأكبر هو الذي ترتكز عليه الحياة الدينية – السحرية ، كما هو أستاذ الوجد الأعظم .
تقوم الشامانية على الاعتقاد بانفصال الروح عن الجسد ، في حالة حدوث الوجد الكامل ، أي الغيبوبة ، وطيران الروح إلى السماء ، من خلال ثقب يساعدها عبوره على الانتقال من سماء لأخرى ، وصولا للسماء العليا ، فلقاء الإله وجها لوجه .
طقوس تنصيب الشامان ، والتي تختلف في تقنياتها من مجموعة قبلية لأخرى ، تعتمد إعادة تمثيل صعود الروح إلى السماء . منها مثلا أن الشامان الأبيض ، عند قبائل البريات والياكوت ، يمثل ، بعد الوصول لحالة الوجد العميق ، بالحركات والإشارات الصعود الصعب من سماء إلى سماء ، حتى السماء التاسعة . وإذا كان قويا فحتى السماء الثانية عشرة ، وحتى للأعلى ، ويخاطب الباي أولفن ، أي رب العالم العلوي ، بخشوع ، مبتهلا إليه منحه حمايته وبركاته . وكما قلنا يحدث ذلك لحظة الوصول بحالة الوجد إلى الذروة ، وحيث ينهار الشامان بعدها ويغدو منهوك القوى .
وفي حفل تكريس شامان جديد ، بعد استكمال درجات التعليم ، تعاد طقوس الصعود إلى السماء . منها مثلا نصب خيمة مستديرة حول شجرة بتولا قوية وعالية ،ترمز إلى العمود الذي ترتكز عليه السماء ، وتبرز قمتها من فتحة الدخان التي تدعى حارسة الباب ، لأنها تفتح للشامان باب السماء .
في يوم التكريس يتسلق المرشح شجرة البتولا حتى القمة ، وعند ظهوره من فتحة الدخان ، يصيح مستدعيا عون الآلهة . بعدها يذهب الشامان الأستاذ والتلميذ المرشح ، ومعهما الجمهور ، إلى مكان بعيد عن القرية ، حيث يكون قد تم تنصيب عدد كبير من أشجار البتولا . يتوقف الموكب عند شجرة معينة منها ، يتسلق الشامان الأستاذ الشجرة ، ويشق تسعة أثلام في أعلى جذعها ، وبعد نزوله يتسلقها المرشح ، يليه الشمانات الآخرون ، ليقعوا جميعا ، أو يتظاهرون بالوقوع – تعبيرا عن حالة الوجد - ، وأخيرا يتسلق المرشح تسع شجرات بتولا ، ترمز ، شأن الأثلام التسعة إلى السماوات التسع .
2
السومرية – أرض الرافدين
وتزودنا الآداب السومرية بأسطوريتين من أساطير الصعود إلى السماء ، تعود الأولى منهما إلى العصر السابق على عصر نشوء الممالك في أرض الرافدين ، بينما تنتمي الثانية إلى عصر لاحق .
أدابا
تحكي الأسطورة الأولى قصة صعود حكيم اسمه أدابا ، من إريدو ، إلى السماء ومشاهدته عن قرب لبهاء وتألق الإله آنو – كبير الآلهة السومرية - ، هذا البهاء الذي " لا يمكن لبشري أن يتحمله " .
تبدأ قصة الصعود من أن الإله إيا ، إله الحكمة والمعرفة والخلق ومهارة الصنع ، إلإله القريب من البشر ، اختار أدابا ، العالم والقديس ذا اليد الطاهرة ، الساهر على إقامة الطقوس وتقديم القرابين المختلفة ، اختاره لتعليمه الحكمة و" ليكون مثالا بين البشر ، حكيم لا يمكن لأحد رفض كلمته " ، وأراد له " أن تصبح كلمته مماثلة لكلمة آنو " ، ولذلك فقد " منحه إدراكا واسعا يمكنه من كشف المصائر في البلاد . وهبه الحكمة ولكنه لم يمنحه الحياة الأبدية " .
وتمضي الأسطورة في القول أن أدابا :" في يوم من الأيام ، على الرصيف المقدس ، رصيف القمر الجديد ، ركب سفينته الشراعية ، وبريح مواتية ، كانت السفينة تتابع تقدمها ، وبواسطة عصا الغرز وحدها كان يوجه سفينته ، وعندما وصل إلى عرض البحر الفسيح بدأ يصطاد ، وكان البحر مثل مرآة . لكن ريح الجنوب بدأت تهب بشدة فأغرقت سفينته ورمتها في عالم الأسماك . يا ريح الجنوب ، صرخ لها ، لتقع اللعنة على جميع مخازيك ، لأكسرن جناحك . ما أن تلفظ بهذه الكلمات حتى انكسر جناح ريح الجنوب " .
وتمضي الأسطورة في القول أن الإله آنو لاحظ أن ريح الجنوب لم تهب على البلاد منذ سبعة أيام . نادى آنو حاجبه وسأله . رد الحاجب :" سيدي ، أدابا ، ابن إيا ، هو الذي كسر جناح ريح الجنوب . ولدى سماع آنو هذه الكلمات صرخ قائلا : كفى . نزل عن عرشه وأصدر أمره :" فليؤت به ليمثل أمامي " .
ولأن الإله إيا علم بأمر الإله آنو إحضار أدابا أمامه ، قام بتحضير أدابا للمقابلة . علمه ما يقول ، ما يقبل وما لا يقبل من عطايا الإله آنو . ثم وصل رسول آنو لحمل أدابا إلى السماء :" جعله الرسول يأخذ طريق السماوات ، وأُصْعِدَ إليها " . وأخيرا عبر بوابة آنو ومَثُلَ أمامه . سأله آنو عن سبب كسره لجناح ريح الجنوب . أجاب أدابا بما كان الإله إيا قد علمه . رضي الإله آنو وأمر بإعادة أدابا إلى الأرض . لكن أدابا كان قد "تأمل السموات ، من قاعدتها حتى سمتها ، وأمكنه التمتع برؤية تألق آنو الإلهي الذي لا تُحْتَمل رؤيته " . وقرر الإله آنو :" كل ما ستسببه ريح الجنوب من شر للبشر ، وأي مرض ستضعه في جسم البشر ، مع أدابا ستتمكن نينكازاك – إلهة الصحة والشفاء – من تهدئتهما ، وعند ذلك فليتبدد الشر وليبتعد المرض " .
****
والثانية ، صعود إيتانا .
تقول الأسطورة الثانية ان إيتانا ، ملك كيش ، كان رجلا صالحا يخدم الآلهة باستقامة وورع ، ينحر القرابين ويحترم أرواح الموتى ، لكنه لم يرزق بابن يخلفه على عرش كيش . تضرع إيتانا للإله شمش طالبا مساعدته في الحصول على العشبة التي تساعد زوجته على الحمل . الإله شمش دله على نسر ملقى في حفره ، منزوع ريش الجناحين ، يصارع الموت جوعا وعطشا ، عقابا له على خيانة عهد التزم به ، وهو من يعرف مكان العشبة . إيتانا وصل إلى الحفرة ، أنقذ النسر ، رعاه شهورا ، حتى عاد ريش جناحيه واستعاد كامل قواه .
النسر الذي اعترف بجميل إيتانا وقرر الرد بأحسن منه ، قال لإيتانا : " يا صديقي لنكن شريكين أنا وأنت ، قل لي ما ترغب مني وأنا أعطيك إياه " . رد إيتانا قائلا :" يا صديقي أعطني النبات المساعد على الحمل ، اكشف لي عن نبات الحمل ، ارفع الحمل الذي يثقل كاهلي ، اجعل أن يكون لي اسم " .
يشير النسر إلى أن العشبة عند عشتار التي تجلس على عرشها في سماء فوق سماء آنو . يتفق على حمله إلى سماء آنو . يحمله على ظهره ويصعد به ، وكلما ارتفع يسأل إيتانا عما يراه . بعد اختفاء الأرض يخاف إيتانا ويطلب العودة ، لكن النسر يستمر في الصعود ، ويسقط إيتانا عن ظهره مرة واثنتين وثلاث ، لكن النسر يلتقطه في كل مرة ويعيده إلى ظهره . ولأن الألواح المكتوب عليها الأسطورة عُثِر عليها مهشمة ومشوهة ، بقيت تفاصيل باقي الرحلة والوصول لسماء آنو ومن ثم لسماء عشتار فالعودة للأرض غير واضحة ، لكن يفهم منها أن إيتانا عاد ، أكمل حكم كيش 635 سنة في رواية ، و1500 سنة في رواية أخرى ، وأن ابنه خلفه وحكم كيش 400 سنة " .
3
أخنوخ – إدريس
أخنوخ هو النسل السابع لآدم ، وهو أبو متوشالح الذي هو أبو لامك الذي هو أبو نوح ، حسب سفر التكوين الإصحاح الخامس ، والإصحاح الثالث ، الآية 37 من إنجيل لوقا . وهو النبي إدريس عند المسلمين . وتُجمع كتب العهد القديم / التوراة / سفر التكوين ، العهد الجديد / أعمال الرسل / رسالة بولس للعبرانيين / الإصحاح الحادي عشر آية 5 ، كما القرآن / سورة مريم الأية 56 ، تجمع هذه الكتب المقدسة على أن أخنوخ رُفع إلى السماء لأنه نال رضى الله .
ويروي المُتَرْجَم من لفائف – مخطوطات - قمران ، والتي تم العثور عليها منتصف القرن الماضي ، نص الإصحاحين الأول والثاني من سفر أخنوخ غير المعترف به من سدنة الدينين اليهودي والمسيحي .
ويروي السفر تفاصيل رحلة الصعود الأولى إلى السماوات ، ومقابلة أخنوخ للرب ، والتعاليم التي كلفه الرب بنقلها إلى الأرض . تلك التعاليم التي أفرغها أخنوخ في 360 كتابا كما قال ، والتي أمهله الرب شهرا واحدا لنقلها لأبنائه ، فإصعاده للسماء بعدها { ورفعناه مكانا عليا } حسب القرآن .
يبدا سفر أخنوخ رواية الصعود الأولى بالقول أن أخنوخ حلم في نومه ، بعد إتمامه من العمر 365 سنة بملكين عظيمين . أيقظه الملاكان ، تحول الحلم إلى حقيقة ،وأبلغاه بأمر الرب إصعاده إلى السماء . أبلغ أبناءه بالأمر . حمله الملاكان على أجنحتهما إلى السماء الأولى ، ثم أخذا ينقلانه ، بعد إتمام الجولة فالمشاهدات في كل سماء ، من سماء لأخرى حتى السابعة ، ليجد نفسه أمام عرش الرب ، وحيث يلتقيه وجها لوجه ، بعد أن شجعه الملاك جبرائيل وأزال الرهبة التي تلبسته . وكان قد رأى في يمين السماء الثالثة الفردوس التي أعدها الرب لعباده الأبرار ، وفي شمالها شاهد جهنم التي أعدت للظالمين . وفي السابعة أمر الرب أحد رؤساء الملائكة ، واسمه وارويل ، بإعطاء أخنوخ قصبة من مستودعات الكتب . أمضى وارويل ثلاثين يوما وثلاثين ليلة وهو يلقي التعاليم التي أمر الرب بها على أخنوخ دون أن تسكن له شفة ، وحيث أمضى أخنوخ أربعين يوما وأربعين ليلة لهضمها وحفظها . بعدها ،وبأمر الرب ، أعاده الملكان إلى الأرض لينقل كل ما سمع ورأى لأبنائه ، وليفرغها في 360 كتابا . وبعد إكمال المهمة عاد الملاكان ، وحملاه من جديد إلى السماء ، ولتفيض روحه ، بعد وقت ، هناك .
4
الزرادشتية – بلاد فارس ( إيران )
تقول الأسطورة الفارسية أن زرادشت ، قبل بعثته ، رأى ، وهو يقف على رأس جبل ، نورا يسطع فوقه ، وإذا بالنور صادر عن فاهومانا كبير الملائكة الذي جاء ليقوده إلى السماء ، ولكي يلقى الرب ويستمع منه إلى تكليفه بأمرالنبوة والرسالة . صعد زرادشت إلى السماء على ظهر حصان طائر . وبعد السماء الأولى رافقه إلى السماء السابعة ملاك عظيم . وفي السماء السابعة وقف بين يدي الرب أهورامازدا . وبعد تلقي الرسالة ، والتكليف بالبعثة ، طاف على السماوات ، شاهد جهنم ، وقابل حارسها ، إله الشر أهريمان ، الموازي لإبليس في الديانات التوحيدية .
بعد العودة إلى الأرض تم توثيق موضوعات الرحلة كتابة ، نقوشا ورسومات على الأعمدة والحجر، وحيث ما زال أكثرها قائما حتى يومنا هذا .
بعد مرور قرون ، وتعاقب أجيال ، طرأ نسيان لتعاليم زرادشت . اختارت السماء واحدا من أهله ، اسمه أرتاويرف . وقع على أرتاويرف سبات . انفصلت الروح عن جسده الذي بقي في حالة السبات ، وسافرت الروح إلى السماء . وبقيادة رئيس الملائكة المدعو سورش ارتقى أرتاويرف طبقات السماء ، بدءا من طبقة الكواكب – السماء الأولى - ، مرورا بطبقة القمر – السماء الثانية – ، فطبقة الشمس – السماء الثالثة – ، وحتى وصل السماء السابعة . وبعد مقابلة الرب طاف على الجنة كما شاهد النار وحارسها أذر . وبعد العودة تم تدوين أحداث الرحلة في كتاب " أرتاويرف نامك " .
5
صعود النبي إيليا
ويحكي لنا العهد القديم من الكتاب المقدس – التوراة - قصة صعود النبي إيليا – مار الياس – إلى السماء . لكن رحلة الصعود هذه لم تكن لملاقاة الرب وتعلم الحكمة والتزود بتعاليم يعود بها لهداية الناس . كانت نوعا من اختطاف استهدف حماية إيليا من تهديدات بالقتل لاحقته أينما حل .
تقول الحكاية ، امتدت على طول سفري الملوك الأول والثاني ، أن النبي إيليا واجه ردة أهل مملكة السامرة إلى دينهم الأصلي ، الكنعاني . شيدوا للبعل معبدا على الكرمل ، أقام كهنة البعل فيه الطقوس وقدموا الأضحيات للبعل . وبإذن من الملك استدرج إيليا كهنة البعل إلى مناظرة تفضي نتيجتها إلى اعتراف الخاسر بفساد ديانته وصلاح ديانة الفائز . فاز إيليا . قتل 450 كاهنا . حرق المعبد ودمره . لاحقه أتباع البعل بطلب قتله ، حيث نجح في حرق وقتل سريتين من الجنود لاحقتاه . لكن تواصل ملاحقته دفعته لمواصلة الهرب ، جنوبا إلى بئر السبع ثم غربا إلى جبل طور سيناء ، حيث قضى أربعين يوما وليلة مختبئا في مغارة هناك ، وبعد العهد استأنف الهرب شرقا هذه المرة ، فعبور نهر الأردن ، بصحبة النبي أليشع ، فالاختطاف والصعود إلى السماء .
وقائع الاختطاف – الصعود - سجلها الإصحاح الثاني من سفرالملوك الثاني وعلى النحو التالي : [ وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك وعبرا كلاهما في اليبس 9 ولما عبرا قال إيليا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أؤخذ منك . فقال أليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي 10 فقال صعبت السؤال ، فإن رأيتني أؤخذ منك يكون لك كذلك وإلا فلا يكون 11 وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء 12 وكان أليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها . ولم يره بعد ذلك . فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين 13 ورفع رداء إيليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الأردن 14 ] . وضرب أليشع مياه الأردن برداء إيليا فانفلق النهر إلى هنا وهناك .....الخ
6
الحديث ومعراج النبي
ونختم جولتنا مع معراج نبي الإسلام إلى السماوات . ولأن حديث المعراج لم يرد به نص صريح في القرآن ، وتعددت الروايات عنه منسوبة للحديث على لسان النبي نفسه ، كما ولأن الفروقات في عرضها واسعة ، فقد اخترت عرضي البخاري ومسلم في الصحيحين . لكن ولأن الحديث المنسوب إلى أنس بن مالك في الصحيحين ؛ 3207 و3887 في البخاري و259 في مسلم ، جاء مختلفا في الصياغات ، ولأنه طويل ، فقد اجتهدت في تلخيصه بحذف التكرار ، معتمدا الجوهر ، وعلى النحو التالي :
انفرد البخاري في الإشارة إلى عملية شق لصدر النبي ، إخراج قلبه وحشوه بالإيمان ، قبل البدء في رحلتي الإسراء والمعراج ، تلا العملية إحضار البراق الذي هو دابة بيضاء بين الحمار والبغل . ثم يختلف الشيخان في الرواية ، فحين يقول البخاري أن النبي ركب البراق وانطلق به جبريل حتى السماء الأولى ، يقول مسلم أن النبي حين الوصول إلى بيت المقدس ربط البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ، وبعد الصلاة ركعتين في المسجد جاءه جبريل بإناءين ، واحد من خمر والآخر من لبن فاختار اللبن . فيما يقول البخاري أن العرض شمل ثلاثة أواني ، للخمر واللبن والعسل ، وأن العرض وقع في السماء السابعة وأن جبريل علق على اختيار النبي للبن بالقول : هي الفطرة أنت عليها وأمتك .
وتتفق رواية الشيخين في أن جبريل ظل عند الوصول لبوابات السماوات يستفتح حارس البوابة ، أي يطرق على البوابة مستأذنا ، فيرد حرس البوابة سائلا : من هذا ؟ ويجيب جبريل : جبريل . ويعود الحارس ليسأل : من معك ؟ ويجيب جبريل : محمد . ويسأل الحارس : وقد أُرسِل إليه ؟ - أرسل إليه عندالبخاري ، وقد بُعث عند مسلم - ويجيب جبريل : نعم . تنفتح البوابة ، ويرحب حارسها بالنبي ، ويتكرر المشهد بذات الأسئلة والردود عند البوابات الست التالية .
يلتقي النبي بآدم عند البوابة الأولى وبعيسى المسيح ويحيى بن زكريا عند البوابة الثانية ويوسف الصديق ، والذي أُعطي شَطْر الحُسْن حسب مسلم ، عند الثالثة ،وإدريس عند الرابعة ، وهارون عند البوابة الخامسة ، وموسى عند السادسة ،وإبراهيم عند السابعة ، والذي كان مسندا ظهره للبيت المعمور حسب مسلم . وعند كل بوابة كان الملاك حارسها يبادئ النبي مرحبا : " مرحبا به ونعم المجيء " حسب البخاري ، وفيما باركه آدم وإبراهيم بالقول :" أهلا بالابن الصالح والنبي الصالح " وباقي الأنبياء بالقول :" أهلا بالأخ الصالح والنبي الصالح " حسب البخاري ، و " رحب بي ودعا لي بخير " حسب مسلم . وفي السابعة رُفِع النبي إلى سدرة المنتهى أولا ثم إلى البيت المعمور .
في طريق العودة وفي السماء السادسة سأل موسى وأجاب النبي بفرض خمسين صلاة في اليوم والليلة عليه وعلى أمته . أوضح له موسى ، استنادا لخبرته مع بني إسرائيل ، أن أمته لن تطيق مثل هذا الفرض . نصحه بالعودة إلى الله وسؤاله التخفيف . عاد النبي إلى السماء السابعة فوضع الله منها عشرا في رواية البخاري ، وخمسا في رواية مسلم ، وليعاود رحلات مكوكية ، نزولا وصعودا ، بين السادسة والسابعة ، امتثالا لنصائح موسى ، ومفاوضات ماراثونية مع الله ، حتى استقر الفرض على خمس صلوات ، قال موسى أنها كثيرة وأن أمتك يا محمد لن تطيق . ويجيب النبي :" لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه "
تتحدث الروايات الأخرى ، ومنها رواية ابن عباس مثالا ، عن وصف النبي للسماوات ، مادة تكوينها ، واحدة من حديد وثانية من فضة ..الخ وعن المسافات بينها ، سمكها ، مسير خمسمائى سنة ، أعداد الملائكة الغادين والرائحين في كل منها ، كما وتطنب رواية ابن عباس في عرض النبي لمشاهداته في الجنة والنار ، مما لا أظن أن هناك حاجة لعرضه هنا .
7
ونقرأ :
وفيما يبدو ، ومنذ بدء الخليقة ، شغل إنسانها سؤالان : 1- هل حدث الصعود إلى السماء ومقابلة الإله بالروح أم بالجسد والروح معا ؟ 2- وبأي وسيلة نقل تم هذا الصعود ؟
حسمت الشامانية الجواب على السؤالين ، كما نفهم من النص . قالت أن الصعود تم ، وظل يتم بالروح ، ولأنه كذلك فهو لا يحتاج لوسيلة نقل .
الأسطورة السومرية وإن اتفقت على أن صعود كل من أدابا وإيتانا تم بالروح والجسد ، فقد قدمت جوابا غامضا عن وسيلة النقل في حالة أدابا ؛" جعله الرسول يأخذ طريق السماوات ، وأُصْعِد إليها " ، وقالت أن الوسيلة كانت النسر في صعود إيتانا .
وأجابت أسطورة أخنوخ على السؤال بأن أخنوخ صعد روحا وجسدا وأن الوسيلة كانت الملاكان اللذين جاءاه لإبلاغه الرسالة .
بلاد فارس ، كما نعرف ، مجاورة لكل من آسيا الوسطى شرقا ، وبلاد الرافدين – العراق – غربا ، والصلات بين السكان قائمة . هكذا نرى تأثر أسطورة صعود زرادشت بالأسطورة الرافدينية من جهة ، صعود زرادشت بالجسد والروح ، والحصان الطائر وسيلة ، فيما بان تأثير الشامانية مع أرتاويرف ؛ الصعود بالروح وانعدام الحاجة للوسيلة .
أسطورة صعود إيليا جاءت مختلفة في الهدف والوسيلة ، وإن جاء صعود المسيح بعدها مقاربا . لم يكن هدف الصعود ، في الحالتين ، منح الصاعد الحكمة ، أو تكليفه بحمل الرسالة ، أو تعليمه فروض الدين الجديد . كان الهدف إنقاذ إيليا من قبضة أعدائه ، ورفع جسد المسيح من قبره وحفظه من البلاء . صعد إيليا جسد وروحا بمركبة وبخيل النار ، فيما لم يقل لنا العهد الجديد شيئا عن كيفية صعود جسد المسيح .
وكما نعرف لم يتفق أئمة المسلمين على إجابة قاطعة للسؤالين . روايتا البخاري ومسلم تقولان أن نبي الإسلام صعد بالجسد والروح ، وأن الملاك جبريل هو من تولى عملية النقل ، في تقاطع مع أسطورتي أخنوخ وزرادشت . لكن ولأن حدث صعود النبي جاء متأخرا ، وشهد زمانه ، والأدق زمان البخاري ومسلم ، وزمان من تلقى أحاديثهما ، تقدما علميا ألقى ضوءا على الأرض ومحيطها ، ثار ذلك الجدل بين الأئمة ، ليقطع البعض منهم أن العروج كان بالروح ، مستندين إلى غموض آيات سورة النجم ، والتي أَوَّلها بعض الأئمة ليقولوا أنها نزلت خاصة بحدث المعراج . ليفلتوا من الإجابة على الأسئلة التي يطرحها العلم الحديث ، والقاطعة باستحالة حدوث المعراج ، خصوصا آخذين بالاعتبار الحالة التي كان عليها النبي أثناء الصعود . فيما قال آخرون بأن الصعود حدث بالجسد والروح ، ذلك لأن المعجزة الإلهية تتجاوز قوانين العلم ، ولا تأبه بها . وإذا كانت بعض الروايات قد قالت بأن الصعود استمرار للإسراء ، وأنه تم على ظهر البراق ، قالت روايتا البخاري ومسلم أن جبريل هو من تولى تنفيذ عملية الصعود ، في تقاطع واضح مع رواية أخنوخ من جهة ، ورواية زرادشت من جهة ثانية .
ونأتي إلى السؤال عما رآه الصاعدون في السماوات . لكن أول ما يلفت النظر في مسألة السماوات تحديد عددها . فالشامانية تقول بعدد غير محدد للسماوات ، وإن كان بإمكان روح الشامان الوصول إلى السماء الثانية عشرة ، إن توفرت له القوة الجسدية المناسبة ، وإلى التاسعة إن لم تتوفر . وفيما لا تحدد الديانة السومرية عددها ، تتفق الزرادشتية مع أخنوخ ، ومع الديانات التوحيدية ، بأن العدد سبعة . كما وتتفق كلها على أن عرش الإله في السماء العليا التي هي السابعة في الزرادشتية والتوحيدية ، مع انفراد السومرية بالقول أن سماء عشتار تعلو سماء كبير الآلهة آنو .
لا يحدثنا رسل الشامانية والسومرية إلى السماء عما رأوه في رحلاتهم ، وربما يكمن السبب ، عند السومريين على الأغلب ، في ضياع أجزاء كبيرة من أسطوريتي أدابا وإيتانا بسبب ما أصاب الألواح المكتوبة عليها من تهشيم وتلف ، وبالتالي عدم توفر النص لأجزاء كبيرة منهما وخصوصا الخاتمة . لكن زرادشت ، أرتاويرف ، أخنوخ ، كما النبي ، يقدمون وصفا دقيقا وشاملا للسماوات ، بدءا بالعرش ، ولما رأوه فيها . وجميعا يقدمون عرضا وافيا لمشاهداتهما في الجنة والنار وللأسباب التي تدفع البشر إلى هنا أو هناك ، وإن اختلفوا حول موقعهما وفي أي سماء .
8
ونصل إلى الخاتمة .
يمكننا القول بدءا أن إنسان عصور أساطير الصعود كان يجهل طبيعة تكوين الأرض وغلافها الجوي ، وقوانين الحركة والطاقة ..الخ ، كما جهل المسافات بين الكواكب ، والفراغ بينها من الهواء ، إضافة لما كشفه علم الفلك عن المجرات وعددها الهائل ، والعدد الهائل للنجوم والكواكب والأقمار في كل مجرة ، والمسافات الهائلة بينها . مع ذلك يلفت النظر في هذه الأساطير تحديدها لمكان عرش الإله ومقابلة الإله وتبادل الحديث معه كما وصف العرش ، أو العجز عن وصفه لعدم امتلاك المفردات اللازمة ، وبما يبرز تناقضا صارخا ، بين تحديد المكان وتحديد شكل وجسد الإله ، وقطع الأديان التوحيدية بوجود الله خارج الزمان والمكان ، وبالتالي نفي أي إمكانية أو احتمالية لتجسيده .
ولم يكن الإنسان القديم يعرف أن السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت بكثير ، كسرعة البراق في قطع المسافة بين مكة والقدس في ثواني ، تولد حرارة لا تبقي من جسد الإنسان ذرة واحدة . كما أن السرعة الكبيرة للإفلات من جاذبية الأرض ، فاختراق الغلاف الجوي تنتج حرارة تذيب أصلب المعادن وليس جسد الإنسان فقط . لهذا لم تشر الأساطير لاتخاذ الصعود أية وسائل واقية أو مضادة لفعل هذه القوانين . أيضا ولأن القدماء لم يعرفوا خلو الفضاء بين الكواكب من الأكسجين ، لم يشيروا إلى تزود الصاعدين والعائدين به ، وبالتالي استحالة انجاز مثل هكذا صعود ، حتى لو كانت قدرة الملائكة كافية لتجاوز قانون جاذبية الأرض ، والجاذبية بين النجوم والكواكب في السماوات التي عبروها .
لكن الأديان تقول أن إنجاز رحلات الصعود والعودة تقع في خانات الإعجاز الإلهي . وهم لا يرون ، لأنهم لا يقرأون ، تماثل إعجاز كبار الآلهة التي أفرزها عقل الإنسان ؛ السومرية ، الشامانية ، الزرادشتية ، والأخيرة يقول أهلها بأنها دين سماوي ، مع إعجاز الله الواحد الأحد .
أخيرا ينطلق السؤال : ما حاجة الإله ، وهو الذي إذا أراد شيئا أن يقول كن فيكون ، إلى استقدام مخلوق هو خلقه ، ليلقنه تعاليم دينه ، وليبعثه إلى قومه يبشرهم بهذه التعاليم وينذرهم بسوء العاقبة إن رفضوها أو خرجوا عليها ؟ وأكثر كيف يكرر الله العلي العليم تجربة استقدام الرسول إلى لقائه وهو جالس على عرشه ، بعد ثبوت فشل سابقاتها مرة ومرات ؟
وأخيرا أقول : تطرح هذه الأساطير أسئلة كثيرة تتطلب إجابات . أتمنى تداولها في حوار مع القارئ الكريم .



#عبد_المجيد_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطعات بين الأديان 12 الروح والموت
- تقاطعات بين الأديان 11 المرأة في روايات الخلق
- تقاطعات بين الأديان 10 غايات الآلهة من خلق الإنسان
- تقاطعات بين الأديان 9 خلق الإنسان
- تقاطعات بين الأديان 8 قراءة في رواية حلق الكون القرآنية
- حدود الدولة
- تقاطعات بين الأديان 7 قراءة في روايات خلق الكون
- تقاطعات بين الأديان 6 نظرية الخلق 1 خلق الكون
- تقاطعات بين الأديان 5 قراءة مقارنة في روايات الطوفان
- تقاطعات بين الأديان 4 الطوفان
- في البحث عن الأمل والسقوط في الأحضان االقاتلة
- تقاطعات بين الأديان 3 الأضاحي البشرية
- الإستراتيجية الفلسطينية .....وضرورة التغيير 3/3 البديل تقصير ...
- الإستراتيجية الفلسطينية ......وضرورة التغيير 2/3 الحركة بفعل ...
- الإستارتيجية الفلسطينية .......ضرورة التغيير 1/2 النشأة والأ ...
- في السياسة ......حديث ذو شجون
- الحجاب بين الاجتماعي والفرض الديني 2/2 القرآن ومجتمع المدينة
- الحجاب بين الموروث الاجتماعي والفرض الديني 1/2
- أوروبا ، الغرب .....والإسلاموفوبيا 2-2 تشخيص النبي ومفهوم ال ...
- أوروبا ، الغرب ......والإسلاموفوبيا 1-2


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - تقاطعات بين الأديان 13 الصعود إلى السماء