أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !














المزيد.....

مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 424 - 2003 / 3 / 14 - 04:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الدموع عامل ترقيق للقلب على طول الخط . والقلب الذي لا يعرف الحزن لا يعرف الرحمة . وناهيك عن كل ما يذكر عن أهمية الدموع في إعادة العيون إلى وضعها الطبيعي وصحتها المفترضة ، بعد عناء الحياة اليومية ، فهي عنوان رحمة ، وقرب من أرحم الراحمين ، الذي جعلها جواز سفر إلى ملكوت رحمته وغفرانه .
القلب الذي لا يعرف الحزن لا يعرف الرحمة . والعين الدامعة عنوان تميز إنساني واعتدال ، ولذلك ترى الوجوه المتجهمة المتطرفة على خصام دائم مع سيول الدموع ومجاريها . في حين ترى الوجوه السمحة ؛ وجوه الأنبياء والأئمة وأهل الله على وفاق تام مع الحزن ، والدمع ، ورقة القلب التي تبدو سيماؤها دون تكلف واصطناع وتظاهر بتقوى كاذبة تضمر فجورا متطرفا لا حدود له ، يمكن أن يعصف بحياة بضعة آلاف إنسان بريء في طرفة عين ، كما ترى عند المدعين ، من بني صبحة وبني وهاب وبني لا دين و لا أصل ولا فصل و لا شرف ولا ضمير ، ممن يحاولون كل صباح ومساء الضحك على ذقن مغفل تائه ، ساقه حظه العاثر أو الطائح ، إلى بيتهم ، أوهن البيوت … فانتكس و تردى .
للدموع طقوس ، وأماكن ، وحالات وأوقات وشعائر ، تستهجنها القلوب الصدئة ، التي تكاد أن " تعيط من التقوى " تظاهرا ، لكنها تغدو أشرس من ذئب أو أقذر من ضبع  ، إذا أمسكت بزمام الأمور ، حتى في مجرد زقاق أو محض مضرب بدو .
ليست طقوسية الدموع وأماكنيتها وأوقاتيتها وشعائريتها بدعا من الصنع ولا ضلالات كما يزعم بنو وهاب والتابعون لهم بإساءة . إذ لما أدخل أخوة يوسف الصديق على أخيهم البر الرحيم ، سأل عن سلامتهم ، وقال – وهم لا يعرفون أنه يوسف الذي ألقوه يوما غابرا ما في غيابة الجب والتقطه بعض السيارة - :
- أسألكم ؛ أبوكم الشيخ الذي قلتم عنه ، أحي هو بعد ؟
- نعم .
فرفع عينيه ، ونظر بنيامين أخاه ابن أمه ، وقال :
- أهذا أخوكم الصغير الذي قلتم عنه ؟
- نعم .
واستعجل الصديق لأن أحشاءه حنت إلى أخيه و … طلب مكانا ليبكي .
دخل المخدع وبكى هناك ، ثم غسل وجهه وخرج وتجلد ، وقال قدموا طعاما .
1- طلب مكانا ليبكي .
2- دخل المخدع وبكى هناك .
3- غسل وجهه وخرج وتجلد .
4- قال قدموا طعاما .
للدموع حكاياتها التي لا تعرفها الأحجار . فقد يبكي عبد المحسن الكاظمي :
حنينا إلى أرض حييت بتربها/ وياليتني في ذلك الترب أقبر
هناك شبابي قد تقضى وهاهنا/ مشيبي وفي الحالين أشكو واشكر
وقد يبكي على صخر كما الخنساء :
كأن عيني لذكراه إذا خطرت / فيض يسيل على الخدين مدرار
وقد يبكي كلبيد بن ربيعة :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم / وبقيت في خلف كجلد الأجرب
وقد يبكي أشياء كثرا ، ولكن البكاء يظل تذكرة دخول إلى عالم الرحمة .
وقد يبكي كزين العابدين :
- ويحكم ؛ فيعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا فابيضت عيناه من كثرة البكاء عليه وشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم ، وكان يعلم أن ابنه حي …
وأنا نظرت …
فكيف ينقضي حزني …
سأبكيه أبد الدهر وآسى ، والأسى أول مراتب الحزن ، وهو قليل عليه . وأكمد لكن الكمد حزن مكتوم ممرض للقلب ، وقلب حبيب الحسين لا يمرض .
فأبثه أشد الحزن ، ثم أكرب كربا مضنيا ، واغتم حزنا يغطي مجمل النفس ، وأسدم هما في ندم ، وألهف حزنا على فوت ، وأجم حزنا مسكتا نفسي حد الإطباق .
وآسف حزنا مع غضب ، وقد ينطوي على اللهف ، وأكأب انكسارا ، ثم أترح اقترانا بالهم . وأشنع ما اسطعت على مواكب عرس بني وهاب ؛ في صبيحة الدم ، صوما على إثم ، وإفطارا على دم قان يشخب من أوداج النبي …
سألطم ، وألدم ، أو إن شئت أدمي ، ولا تثريب ولا لوم ، فالصريع قربان الإله … الذي نقدمه ، ويتقبله منا ، لحظة بلحظة ، وليخسأ الخاسئون !

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حق إماراتية يراد بها باطل !
- ثانية .. العربية بائسة !
- تنكيت في زمن التبكيت !
- بؤس العربية …!
- مبارك نموذجا مقترحا لقيادة عراقية مستقبلية !
- حتى لو تظاهر مليار نسمة .. فلن ينفعونا قلامة ظفر !
- الرأي قبل شجاعة الشجعان .. لكن الاسم المستعار يسفهه !
- الشعرة وعيد الميلاد !
- أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !
- سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا
- من فضلكم ، ئدوا الكلمة التي دمرت العالم !
- الحلول الخيالية بضاعة - البطرانين - !
- ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ المستعصم وصدام .. مصير واحد وتهم ج ...
- مواقع إنترنتية - مستقلة - .. أم أبواق دعائية
- - الأمة العربية - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
- - الخميس - الذي في خاطري
- حفلة خيرية للمسامحة الوطنية !
- أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر
- بانت النوايا الحقيقية .. فلنستعد لليل أطول !


المزيد.....




- وزير إسرائيلي يضع خطة لمنع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من ...
- -الطلبة يصلون مدارسهم خلال الحرّ، لكن المشكلة تكمن ببقائهم ه ...
- بعضهم مصاب بـ-اضطراب ما بعد الصدمة-.. إسرائيل تستدعي جنودها ...
- فيديو: في مشهد خلاب وحفل استثنائي.. 20 زفافا في يوم واحد على ...
- نيبينزيا: السلام في أفغانستان مستحيل بدون التعامل مع -طالبان ...
- قنابل حائمة روسية تدمر وحدات القوات الأوكرانية
- بلا أسرى أو الضيف أو السنوار.. - البث الإسرائيلية- تقول إن إ ...
- هولندا تعتزم تقديم منظومة -باتريوت- لأوكرانيا
- بوتين في كوريا الشمالية: المعلن والمخفي
- اتحاد المصريين بالسعودية يكشف مصير جثامين الحجاج المصريين ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !