علي شريعتي
الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 21:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول الصوفية أن الله غيب مطلق لا يظهر بذاته ولكن نراه في غيره كما نرى أنفسنا في المرآة، فالكون كله مرايا ومظاهر لله تعالى، هذه المظاهر عبر عنها القرآن بلفظ "الآيات" (ان في ذلك لآية.. لآيات لقوم يتفكرون، يعقلون، يتذكرون، لأولي الألباب، لأولي النهى) الخ... فنحن نرى الله تعالى من خلال نظرنا في مخلوقاته التي ظهر فيها وبها، فهو من أسمائه (الظاهر)
ظهر في المؤمنين بأسماء جماله - وهي سبعون اسما
وظهر في الكافرين بأسماء جلاله - وهي تسعة عشر
وظهر في الأنبياء والأئمة الورثة لرسول الله ص بأسماء كماله - وهي عشرة أسماء
ما معنى هذا ؟
معناه أننا نعيش بالأسماء والصفات، والكون كله يعيش بها، فالمخلوقات تتراحم باسم الرحمن، وتحب بعضها البعض باسم الودود، وهكذا في كل حركة وسكنة، حتى الشمس والقمر والأفلاك تتحرك بنظام موزون من خلال الملائكة، وكل ملك خادم لاسم معين، وهناك ملائكة تخدم الإنسان منذ ظهوره في رحم أمه حتى ساعة مفارقته للدنيا، كل منها خادم لاسم من الأسماء.. فهذا الكون كله بمخلوقاته جميعا عبارة عن مظهر لله، نرى الله فيه بصفاته وجماله وقوته.. الدليل من عمل الروح أن أي شئ يبهرك جماله أو قوته، ماذا تقول بتلقائية وعفوية ؟!..... الله !
إذن روحك تعرف هذا السر جيدا وإن كان محجوبا عن عقلك إلا أنه مشهود لروحك رأي العين.
#علي_شريعتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟