أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام















المزيد.....

وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتبة المتألقة، والمتحدثة اللبقة، والطبيبة الماهرة، والإنسانة الرائعة الدكتورة وفاء سلطان، العلم السوري العلماني البارز، صاحبة الفكر الثاقب، والموقف الشجاع، والرأي السديد التي ما فتئت تحارب وببسالة منقطعة النظير غربان الظلام، وأصحاب الحلول الجاهزة، والوكلاء الحصريين والمعتمدين للجنة والنار، من شيوخ الإرهاب التكفيريين من أمثال الزرقاوي، والظواهري، وبن لادن، والصحراوي، و"الشحراوي"، والسم "الهاري"، ومن لف لفهم، وانضوى تحت عماماتهم وعباءاتهم، واحتمى بسراويلهم النتنة، وضرب بسيوفهم المدماة، والذين لا عمل لهم، سوى النعيق في عتم لياليهم الموحشة القفراء، التي خلت سوى من أنين المذبوحين، وأرواح القتلى والأبرياء. ولأن الدكتورة العالية في مكان سام لا تسمع، ولا ترى، ولا تشعر بكل هذا النعيق والهراء فلتسمح لي، كأخ، وكصديق، وقارئ أكن لها كل مشاعر الود والوفاء والاحترام أن أوضح بعض الالتباس، ولو كرهت الوطاويط، والضفادع، والغربان، وهيهات ثم هيهات، أن تقف بغاث الطير أمام الشواهين العقبان، والبزاة الشم الأباة.

وفاء سلطان، علم سوريا، وسفيرتها السامية، فوق العادة في عالم الفكر العلماني، النيّر المتجذر، لم تعلن إلحادها علنا، ولم تكفر بالله، ولم نكشف نحن عن قلبها لنفحص مدى ما تمتلكه من تقوى، وإيمان، ولن نتصدى لمهمة الملائكة والسماء، وحاشا لله. وقد نذرت هذه الأبية، الشامخة عن الدهماء، نفسها، ووقتها، وجهدها، لتصحح تلك لصورة المشوهة، التي رسمها الموتورون، والحاقدون، ومصاصو الدماء، عن الإسلام والمسلمين. علما بأنها تقوم بمهمتها النبيلة هذه بدل مدراء الإعلام، الذين "يلهطون" الدولارات، ونذروا أنفسهم للصوصية، والمحسوبية، والفساد. وتصدت بيديها العاريتين لجحافل التتار، بكل ما لديهم من بربرية حاقدة، وظواهر سلبية، علقت بأذهان الغربيين، جراء ممارساتهم الشنعاء، ظواهر مرعبة، وأفكار سلفية باطلة، دخلت عرين الإسلام، فتكت بالمجتمع فتكا وشلته، وعطلته، وأقعدته عن متابعة ركب الحضارات، ومواكبة الحياة، ليكون جزاؤها أن تقابل بتك الحملة الشعواء، والهجمة الشرسة منفلة العقال والتي خرجت عن اللياقة والأخلاق، وأبسط التعاليم، والآداب العامة التي يتحلى بها حتى "الشوارعية"، واللقطاء، الذين لم يتلقوا أي تعليم، وتربية، أو أية معارف على الإطلاق .

في كل مرة تظهرر بشخصها الكريم، وتطل إطلالتها البهية،إن على شاشات القنوات الفضائية، أو على الصفحات الإليكترونية، فإن هذا سيعني ملحمة جديدة من التحدي والمواجهة الشاملة مع قوى الظلام، ودكا لمعاقل التخلف وخرابيط الزمان، وفتحا في عالم الحقيقة والشفافية، والصفاء، وينبري عندها خفافيش الظلام، الملثمون، المتخفون وراء البراقع والأسماء، الذين يرعبهم النور، ويقتلهم الضياء، ويهزمهم الشعاع، لمواجهة هذا المد التسونامي الكاسح والجارف، وينزوون في الكهوف بعيدا عن فاجعة الإبهار، التي تصيبهم في مقتل، وهم أعجز عن مواجهة الفراشات، والبلابل سوى بالرصاص وصليل السيوف، ولا يهنأ لهم بال إلا برؤية الدماء تسيل من الأبرياء، لقد انكشفت الوجوه السافرات، وسقطت عنهم ورقة التوت، وانفضحت العورات.

إنها الحرب الضروس مستعرة الأوار تاريخيا، بين النور والظلام، وبين الهمجية والحضارة، وبين المغول ورسل المحبة والسلام، والحمقى والعقلاء، والعلماء والجهلاء، وبين الفكر النير والحر، والفكر الماضي الذي أورث كل هذا الويل، والأحقاد، والخراب. فالناس منشغلون بالإبداع والبناء والاختراع، وهم لاهون بفضل أصحاب هذا التيار بالحروب، والمذابح، والتخوين، والتكفير، والتصفيات. حرب بين الحداثة، وأولئك الذين تجرهم موروثاتهم الفكرية نحو القبور والوراء. فالعلمانية، وللمرة الألف، مذهب فكري إنساني متسامح وخلاق، انطلق به الغرب وتحرر من الجهل والأوهام، ولا علاقة له مطلقا بالإلحاد، وعلى العكس فإنه من أكثر المبادئ تسامحا، واحتراما للعقائد والأديان. وهو الذي سمح لملايين المسلمين، المهجرين من ديار الإسلام، بالحصول على الجنسية، فيما أنكرها عليهم سدنة القبائل، والعشائر، والعوربة، والأفخاذ. وينعم المسلمون في ظل الغرب العلماني، بحماية وأمن وسلام واحترام، أكثر مما ينعمون بها في هذه الديار الموبوءة والمنكوبة بكل الموبقات. ولكن جرت العادة على الدوام بالانقضاض على كل ما من شأنه تحرير الإنسان من ربقة الأوهام، والأباطيل، والخزعبلات، والترهات. ولو تحدثت الدكتورة وفاء بالحديث الذي اعتادوا سماعه وتناول جرعاته المخدرة يوميا، من منظفي الأدمغة، وبياعي الكلام، وتجار الشعارات، وأورثهم الكوارث، والهزائم، والنكسات لأطربوا وسكروا وانتشوا بضبابية الكلام، ولما انتفضوا انتفاضتهم المضرية الغراء، لأنهم يريدون البقاء في كهوفهم العزلاء، لا يبرحوها طوال الزمان، ينعمون فيها بالدجل، والخرابيط، والسحر، والهذيان، يجترون قصدا، وببلاهة، وبلادة، وتناحة هوجاء، نفس الديباجات، والاسطوانات الشرخاء.

لا أحد فوق النقد، والكمال لله وحده، وكل فكرة قابلة للنقاش، والتشريح، والحوار، وأية أفكار بشرية ليست موضع تقديس على الإطلاق، وفي قانون الأفكار (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، والأفكار العظيمة والتجديدية البيضاء، تفرض ذاتها فرضا، ومهما حاول البعض عرقلة تقدمها، ورميها بالسهام، فهي ماضية باضطراد في المجتمعات، وحركة التاريخ في تصاعد مستمر، وسير نحو الأمام، وما هو مبهر ورائع وثوري مثير في هذه الأيام، سيصبح مألوفا وعاديا، ولا يثير الانتباه في القادم من الأيام. وستفخر سوريا أرض الحضارات، وموئل الهدايات، في مستقبل الأيام بأنها قدمت للبشرية هذه الإنسانة الجريئة المقدام. كما أن للنقد مدارسه الأدبية، وأصوله المنهجية، وقوانينه الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها من يتنطع لهذا المهمة النبيلة من الناس، وألا يكون هناك خلط بين هذا وسلوك الهمج، وأنماط الغوغاء. وأما اللغة السوقية التي تعلمها البعض من أسواق الغنم، والبازارات، وكراجات الانطلاق، حيث السماسرة، والوشيشة، والمفترون، ولاعبو الثلاث ورقات، فليس لها مكان بين علية القوم، وفي هذا المقام.

لست محاميا، ولا وكيلاً، أو متحدثا باسم كاتبتنا الكبيرة، ولكن الواجب الأخلاقي يحتم على الإنسان أن يقول كلمة الحق وينطلق غير عابئ بكل ما يسمع من نعيق ونشاز، وإبراءً للذمة، وموقفا أمام التاريخ والله. إلا أن أكثر ما يحزن في الموضوع، أن ترى الطحالب تلتف و"تتعمشق" على الزنابق والزهرات، أوحين ترى الأقزام يتقافزون أمام أصحاب الهامات العظيمة، أوعندما ترى المسوخ والصغار، وهم يتطاولون على المردة، الجبابرة، والأقوياء، والأسف الأكبر أن تتحول مرآة سوريا لمنبر للحقد والتعصب والبداوة العمياء، وألا يكون ضابط ومعيار أخلاقي لهذا الجموح والفلتان.


قال علي بن أبي طالب : " ما جادلت جاهلا إلا وغلبني، وما جادلت عالما ًإلا غلبته".

ومن هنا أعترف بفشلي، وهزيمتي وعدم قدرتي على الانحدار لتلك المنزلقات السفلى، حيث لا تمكن المجاراة في الجموح، والاندفاع والخروج عن كل مألوف ومعتاد، وعذرا لأنني لا أمتلك أية مفردة، أو كلمة، لردها لنحور الغزاة، من قبيل تلك التي استعملت للتطاول على تلك الهامات الباسقات من مثل أيقونتنا الفكرية السمحة الو دعاء،. وصدقا لا أحقد، بل أشفق على البعض، وأتمنى، ومن جوارحي، خروجهم فوراً من هذه الشرانق والأصفاد السوداء. إنهم في مرحلة النزع الأخير، وما هذه سوى رقصات الموت الأخيرة ليولد من بعدهم فجر جديد وتتجدد الحياة، وليست أبدا دليلا على البطولة والإقدام.

وتحية دائما لأميرة الفكر السورية الملهمة، ورائدة العلمانية والانعتاق الدكتورة وفاء سلطان.

"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلسوف من هذا الزمان
- عيد الأمومة: عيد الحب والعطاء
- الصحوة الإسلامية
- المعارضة الذكورية
- أدب السجون
- اختطاف أحمد سعدات
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية
- أحزاب العرب الكوميدية
- إلى ظبية فراتية
- تحررالمرأة بين الواقع والأحلام
- الاعتقال هو الحل
- أنا سوري آه يا... شحاري
- الحراك المذهبي والسنيّة والشيعيّة السياسية
- ما هكذا الإجحاف يا سيريا نيوز
- العراق: العبور الشاق، والمخاض العسير
- أطوار الزمان الغريبة
- أسافين المعارضة السورية
- ماكيافيلية الإخوان:رد على د.خالدالأحمد
- خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام