أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الاقتصاد السياسي للتلوث














المزيد.....

الاقتصاد السياسي للتلوث


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5920 - 2018 / 7 / 1 - 21:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاقتصاد السياسي للتلوث


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

23/3/2016 12:00 صباحا

امست حقوق التلوث المتاجر بها واحدة من ادوات السياسة الحكومية للسيطرة على الانبعاثات المُلوثة للبيئة او التلوث وتسمى احياناً بخطة حقوق التلوث.وتأتي هذه الخطة لحث الشركات لخفض الانبعاثات المؤذية ووضع مستويات التلوث في مسارات وحدود معينة اكثر كفاءة.
فبعد تقييد مقدار الانبعاثات التي يمكن توليدها كناتج عرضي للعمليات الانتاجية للشركات والمصانع باعتماد سقف محدد،عندها يسمح لتلك الشركات بالمتاجرة بحقوق التلوث فيما بينها.وان تلك الحقوق التلوثية تتم مبادلتها لقاء ثمن في سوق تسمى: (سوق حقوق التلوث). فبدلا من تقييد الانتاج وخفض مستويات النمو الاقتصادي يتم وضع قيد اجمالي لمقدار التلوث السنوي وتترك الحرية للشركات بالتنافس على خفض الانبعاثات الملوثة وعلى وفق التكنولوجيات واساليب الانتاج الاكثر حداثة.
اذ تستطيع الشركة التي تتمتع باقل الانبعاثات ان تتاجر بحقوقها المكتسبة الى شركة اخرى متوسعة في نموها ولكن انبعاثاتها اكثر وقد تتعدى حصتها المسموح بها سنويا من التلوث.اذ يُعتقد ان هذه السياسة في ادارة التلوث تشجع النمو الاقتصادي الذي يلازمه زيادة في كمية الملوثات المطلقة الى الفضاء. وتسمى اصطلاحاً بمشاريع: (قيد الغطاء والمتاجرة) ذلك بغية التمييز بين التلوث الجيد والتلوث السيئ.
وتعد بورصة شيكاغو للمناخ واحدة من اكبر الاسواق في العالم التي يتم تبادل حقوق التلوث فيها ، اذ تنضوي فيها خمسون ولاية اميركية وغالبية قطاعات الاقتصاد الاميركي. وتتولى البورصة المذكورة تداول رخص التلوث المتضمنة مقادير الانبعاثات المسموح باطلاقها بامان الى الجو ليتاح التوسط باعمال البيع والشراء. وتتغير الاسعار طبقاً لقوى العرض والطلب وظروف الباعة والمشترين. وبهذا فان العدد الاجمالي للرخص المتداولة في بورصة المناخ تخضع للبيع والشراء عن طريق مزاد الملوثات.
وعلى الرغم من ذلك فان مبدأ المتاجرة بالانبعاثات جاء بغية تدنية تكاليف انتاج الشركات كامر يسبق تعظيم المكاسب البيئية، واظهرت خبرة السنوات الماضية جلياً ان المكاسب البيئية جراء الانبعاثات وتبادلها امرٌ مازال صعب المنال .
وتعد عاصمة الصين التي زرتها رسمياً اواخر العام الماضي 2015 من اكثر مدن الدنيا تلوثا. يوم بلغ مقدار التلوث فيها بنحو 540 درجة على مقياس التلوث، في حين كانت باريس تتمتع آنذاك بمقياس لا يتعدى 40 درجة . واعتاد سكان بكين على استخدامهم للفحم الحجري في التدفئة بشكل فائق، فضلا عن وجود خمسة ملايين سيارة في العاصمة وحدها وهو رقم يماثل عدد السيارات في بلادنا اليوم، ويحيط بالعاصمة بكين اكثر من ثلاثة آلاف مصنع تبعث بسمومها ودخانها على مدار ساعات العمل.
وعلى النقيض من ذلك اخذني زخم الاعمال الرسمية الى دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي وهي قرية سويسرية ليبلغني مضيفي قائلا «استنشق ايها الرجل الهواء النقي فان نسبة التلوث في هذه البقعة من الارض تكاد ان تكون صفرا بالمئة ، انه الاوكسجين! وقد سرني بان اصل هذه القرية هي مصح للشفاء من الامراض الصدرية». سألته مازحاً :هل لديكم بورصة للمناخ والمتاجرة بالتلوث؟فاجابني كلا....فالتلوث هنا مختف واختفت معه بورصة تبادل التلوث.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوكسجين الفكر
- الخيار العقلاني المستدام
- مفارقة صولو..!
- نخيل العصر الرقمي
- الأدراج الحرة
- بيت لكل أسرة
- جاين أوستن..هدوء العاطفة!
- المال لا ينام....!
- أرصفة الحكمة
- ماسح الأحذية..!
- الدواء المغترب ...!
- غذاء الآلهة !
- لعبة الجبناء...!
- العقل الجميل:توازن ناش
- قارب الحرية
- على طاولة الرئيس :ركود ام كساد
- مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية
- علم اقتصاديات السعادة:مفارقة ايسترلن
- العمارة...حاضرة الجنوب
- من سرق طاولة الملك؟!


المزيد.....




- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...
- مصر.. ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك المركزي
- مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الاقتصاد السياسي للتلوث