|
كيف سقط اول و أخر رئيس منتخب في مصر
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
. ((جرت مظاهرات 30 يونيو 2013 في مصر في محافظات عدة، نظمتها أحزاب وحركات معارضة للرئيس محمد مرسي. توقيت المظاهرات كان محددًا مسبقًا منذ أسابيع. طالب المتظاهرون برحيل الرئيس محمد مرسي، الذي أمضى عامًا واحدًا في الحكم.)) ((في التاسعة مساء من 3 يوليو، بعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية وبعد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ،إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتبع ذلك البيان احتفالات في ميدان التحرير وعدد من المحافظات المصرية)). والان مر خمس سنوات علي هذا الانذار وهذه المظاهرات وعلي إيداع أول رئيس مصرى مدني منتخب في السجن .. فماذا حدث .. هل تحسنت أحوال الشعب الذى نزل يرقص و يغني و يحتفل في ميدان التحرير .. !! هل هؤلاء الذين رفعوا الاعلام .. و هتفوا أصبحوا سعداء لان مشاكلهم إنتهت وحالهم أفضل .. هل أستطيع اليوم أن أكتب في جريدة الاهرام أو حتي البعكوكة أعبر عن رأى ما يتصل بالسياسة أو الدين دون الخوف من قضايا الحسبة و القبض و التحقيق و الايداع في السجون حتي ترضي عني قوى الامن و تحاكمني .!!.. أعتقد أن الردود علي أسئلة السعادة و الرضا و التحسن و الامان .. سيجدها أى متجول في شوارع مصر واضحة علي الوجوه دون أى حاجة للدراسة و الفلسفة و التنظير .. و هكذا أعتقد أن خمس سنوات مدة كافية للنظر للخلف وتقييم هذا الحدث رغم أن الجميع أصابهم البكم و الصمم .. و الرعب من أن يبدى أحدهم أى فهم أو تقدير مخالف للمقال الحكومي المذاع في وسائل الاعلام الملاكي عن الاحداث فيحسب علي فريق الاشرار و الجماعة المحظورة و يوضع إسمه في سجل الارهابيين . ماذا فعل لكم الدكتور المهندس الرئيس مرسى حتي كرهتموه و رجمتموه ..أو فلنقل ماذا فعل لكم المشير السيسي حتي بايعتموه رقصا و غناء و تصفيقا . ؟؟ الرئيس مرسي ...((الداعية لديه كبل السياسي ولجمه بحلف إسلامي سني داعشي .. و السياسي رئيس حزب الحرية و العدالة الذى تم إنتخابه، وضع الداعية في حوارات بين السلفية و المعاصرة ومتاهات فقهية تجلت في دستور يدور حول تطبيق الشريعة و طقوس أداء علني للفروض )). هذا هو ملخص ما حدث خلال المدة من يونيو 12 20حتي يونيو 2013 لم يكن لمصررئيسا سياسيا يضع البرامج و الخطط لإصلاح الرتق .. بقدر ما كان لديها داعية سني يحرص علي أداء طقوس الصلاة علنا بتقوى مبالغ فيها و في كل مرة يغير الجامع طائفا بقوات أمنه و أعضاء حكومته و بهاليله من محافظة لاخرى بإسلوب مربك.
اولا: أنا لا تشغلني كثيرا القصص التي روج لها ألاعلام المضاد.. عن كون الدكتور مهندس مرسي كان جاسوسا منذ نعومة أظافره ..فلو أن هذا كان به جزء ضئيل من الحقيقة .. لما تركته مخابرات مبارك .. يسعي في مصر و يزاول عملا سياسيا معلنا و واضحا و يقود كتلة الاخوان المسلمين في البرلمان .. ثم يصبح رئيسا لحزبهم المدني المتواجد في الساحة السياسية . إن المخابرات المصرية لا تتهاون أبدا مع الجواسيس .. و حتي لو أنها تباطئت حتي تكتمل البينات .. فكيف وافقت علي ترشيح سيادته لسباق الرئاسة بينما رفضت متقدمين يحملون وزرا أقل بكثير من وزر الجاسوسية و الخيانة . ثانيا:هل جماعة الاخوان المسلمين التي إرتضت أن تصبح مؤسسة دعوية بعد إزالة لقب المحظورة عنها .. و تشكل حزبا سياسيا يتفاعل بآليات الديموقراطية و المعاصرة لم تقرأ الوضع بصورة صحيحة أم أن السيد الرئيس مرسي هو الذى لم يستوعب المتغيرات بأنه قد أصبح سياسيا أكثر منه داعية . إن حزب ( الحرية و العدالة ) السياسي الذى يرأسة الدكتور مرسي جاء بعد إنتفاضة شعبية واسعة وتحالفات عديدة ترى أن ما حدث عام 2011 كان البداية لتحويل نظام الحكم في مصر إلي النظام الدستورى بدلا من الرئاسي و تداول السلطة من خلال آليات الانتخابات الديموقراطية. فلماذا خانت الجماعة و الحزب و الرئيس هذا التوجه .. و تحولوا بالحكم إلي تكرار ما كان علية سابقا منذ فاشيستية السادات و لكن بصبغة دعوية ترتبط بحكم الفقيه . .. لماذا أصبحت أولويات الحكام هي غزة لا مصر .. و دعم حماس .. و مهادنة داعش و قواتها بسيناء..و نشر الحجاب .. و إطلاق اللحي .. و تكوين مليشيات خاصة تقوم بدور موازى لدور قوات الامن بالدولة . ثالثا: الواضح أن الحزب السياسي .. الاخواني لم تكن لديه خطة لقيادة الزخم الجماهيرى الداعم و تحويلة إلي ثورة تخرج بالبلاد إلي براح المعاصرة ..الدليل .. انه قد أغفل كتلتين أساسيتين تمثلان جزء له وزنه في الشارع المصرى فهو ٌقد إستبدل صيغة المواطنه بصيغة الانتماء الديني و ما صاحبها من التعامل مع القبط علي أساس أنهم ذميون أى في حماية و ذمة المسلم عندما يدفعون قيمة الجزية ..و هو أمر مربك للجميع .. من يشايع هذا الاتجاه و يرى أن القبط يعيشون عصرا سعيدا في حماية المسلمين .. و بين من يرى أن هذا إخلال بحق المواطن (مهما كان دينه) أن يصبح له حقوق و إلتزامات متساوية أمام القانون .. أو عند الاختيار لشغل المناصب. إن السياسي أخطأ عندما جعل الداعية يكبلة بالعهدة العمرية و فقد جزء لا يستهان به من القبط و العلمانيين و غير المتدينين الذين يرون أننا جميعا نستظل بمظلة المواطنة . الكتلة الاخرى التي تم إغفالها .. هي النصف الحلو الذى حاول الحزب تغليفة حماية له من الذباب .. المرأة المصرية ..منذ بداية القرن العشرين كانت قد بدأت في التغير .. لتصبح متوافقة مع العصر و الموضة و التعليم و الفهم و القيادة و العمل .. لقد كانت بشكل دائم تحتكر الاماكن الاولي في الشهادات العامة .. و عدد كبير من أفراد الطبقة المتوسط منهن أكملن تعليمهن الجامعي و البعض منهن حصلن علي الدكتوراة .. فعندما يسقط علي راسها حزب حاكم يراها عورة يجب حجبها .. و يعتبرأن مقياس إنتصاره في الشارع هو بعدد من تحجبن و تسربلن .. فالمرأة المعتزة بنفسها و تعليمهاو تدريبها .. ستصبح معارض يصل إلي درجة الكراهية .. لهؤلاء الذين يريدون أن يجعلونها الدرة المصونه و الجوهرة المكنونه و يضعونها في خزائن أصحاب اللحي. عدد من القباط .. وعدد من نساء المدن .. و عدد من العلمانيين أصبحوا في الجانب المعارض لحكم الاخوان بسبب أن الداعية كبل السياسي بقيود شرعية .تغيرت منذ زمن حسن البنا لزمن مرسي العياط . رابعا :الجهاز البيروقراطي .. و أدوات السلف الطالح ..لا أدرى كيف تصور الحزب السياسي للرئيس إسلوب التعامل معهم .. لقد جاء سيادته للحكم بعد هوجة إحتجاج علي إسلوب عمل هذا الجهاز خصوصا فيما يتصل بالفساد المتفشي بين كبارهم وصغارهم و الشللية وعدم الكفاءة .. و القسوة في التعامل مع الشعب و جبايته بقوانين و تشريعات تفصيل لتقنين الفساد .. و كان علي المنتفضين و من إنتخبوه أن يبدأ بتحقيق ما تصبو إليه الجماهير من العدالة .. و الشفافية و الطهر .. حقا لقد تم هذا في بعض الحالات مثل إحلال محلب .. بأسامة الحسيني ..أو عطا الشربني بعبد المنعم أمين ..و لكن حتي هذه القطرات في بحر قوبلت بمقاومة عنيفة من المافيا المستفيده في كل من المؤسستين(المقاولون العرب و هيئة الانفاق ) .. بحيث إنتهت بإقصائهما .. نفس ردودو الفعل حدثت من أجهزة السيادة و منها جهاز المخابرات الذى إعترف بعض من رجاله أن الرئيس لم يكن يصله البيانات الصحيحة ..و تسبب هذا في عقاب المقر بهذا علنا .. لقد سيطر السياديون ..(جيش ، أمن ، قضاء ، بنوك ).. وكبار رجالات المؤسسات الاقتصادية والخدمية و أعادوا إمتلاك الارض التي فقدت أثناء الهوجة و تمترسوا بها و بدأوا في فرض إسلوبهم الذى توارثوه جيلا بعد جيل عبر نصف قرن من الممارسة الفاسدة . كل رجال جمال مبارك و أبيه لم يغادروا أماكنهم بما في ذلك هؤلاء الذين قبض عليهم و قدموا للعدالة بتهم غير سياسية فخرجوا كالشعرة من العجين ..لانهم برعوا في ترتيب الاوراق و تدبيج القوانين التي تجعل فسادهم عملا مقبولا . ماذا فعل الرئيس الجديد مقابل ذلك الصد النابع من حرص المافيا الحكومية علي إستمرار الوضع علي ما هو علية و بقاء إتخاذ القرارات بيدها .. و ما تستفيده و تتربحه علي حاله . لقد أخذ إتجاهين أحدهما زيادة مرتبات من تصورهم النظام الجديد قوى فاعلة .. و منهم الضباط و القضاة .. ثم إثارة النزعات الدينية بين أفراد الجهاز ليضمن ولاء أصحاب الوظائف الاصغر .. و لكن في كل من الحلين لم يوفق .. فمافيا الدروس الخصوصية التي تنهب الملايين لن تغريها الملاليم ..و صغار العاملين لن يتخلوا علي البقشيش و الشاى و السجاير التي كونت جزء لا يتجزأ من دخلهم .. بل إستفزتهم مقولات الدعاة .. و بدأوا يقارنون دخولهم بدخول مليونيراتهم . خامسا : عندما سمح المجلس العسكرى لالاف السلفيين أن يعودوا من أرض المعارك و يتواجدون في بلدنا و خصوصا سيناء .. كان يضع أمام الاخوان الفريق الذى سينافسهم و يرهقهم وفي نفس الوقت البديل المحتمل لهم .. لقد قامت مبارة بين الجماعتين للبرهنة علي أيهما أحق بقيادة الامة الاسلامية في مصر. و رغم البساط الاحمدى الذى نصبه الرئيس الجديد في قصر الاتحادية لهم .. و الزيارات الودية .. و دعوتهم لحضور إحتفالات 6 أكتوبر التي قضوا فيها علي السادات .. إلا أن السلفيين لم يتوقفوا عن إغتيال جنود مصر في سيناء و لم يردعهم أو حتي يخجلهم أن يقول الرئيس .. حافظوا علي الخاطفين و المخطوفين . إن المزايدة التي قام بها الداعية علي حساب السياسي .. لم يكسب منها السياسي إذا حفزت الكثيرين ضدة خصوصا القبط و بعض السيدات و في نفس الوقت أضرت بالدعوة ابلغ الضرر فلم يتربع المرشد علي عرشها بعد أن قابل بود و إهتمام جميلة الجميلات و سفيرتها .. في مصر . الصراع و المزايدة بين الاخوان و السلفيين .. إستفاد منها عنصران .. أحدهما ضباط الجيش و هم يعلنون سقوط الرئيس .. و رجال الازهر (سلفيي التوجهات ) عندما أقر بهم الدستور المتحدث الرسمي بإسم الاسلام و المسلمين .. و هكذا تحولت مصر المسلمة إلي المذهب السلفي الوهابي تسير في ركاب دعاة السعودية . سادسا : ترتيبا علي هذا نستطيع أن نقول أن القشة التي قسمت ظهر البعير ..كانت إنحيازالرئيس و أطقمة للاخوان في غزة و سوريا و تونس وقطر و تركيا .. لقد تم فك الحصار المضروب علي غزة و إرسال قوافل الامداد قافلة تلي الاخرى و تبارى رجال النظام الجديد في إبداء تعاطفهم مع حماس دون أى مواربه .. حتي أن ماجد خلوصي نقيب المهندسين الاخواني بمجرد حصوله علي اللقب قال أن مهمة النقابة الاساسية إعادة إعمار غزة . الاندماج في مخططات قطرللسيطرة علي المنطقة .. لاقت إستحسانا من النظام الجديد علي أمل جذب إستثماراتها إلي مصر و كانت مشاريع المهندس الشاطر في تعمير منطقة القناة و تحويلها إلي مكان جذب إستثمارى ينظر لها بشك و قلق بل و مقاومة من عناصر البيروقراطية المافياوية .. التي كانت لا تزال تملك وضع العقبات أمام أى تحرك غير مفيد لها . سحب السفير من سوريا .. و الانضمام إلي القوات المعارضة للبعث الحاكم .. و تبادل التأييد مع فرع الاخوان في تونس.. و مهاجم الشيعة الايرانية ..جلب من الذاكرة كلمة المرشد السابق (طظ في مصر )..لقد ساد الاحساس بان التنظيم العالمي للاخوان يضحي بمصالح بلدة و يذبحها قربانا للخلافة الاسلامية لتي ستضم شعوب المنطقة ..وزاد هذا الاعتقاد ما قيل عن أنه كان تحذير بوتن للجيش المصرى بأن الرئيس مرسي عندما قابله طلب سلاحا للتنظيم و ليس لبلده .
سابعا : قبل يناير 2011 كان الناتج المحلي السنوى يدور حول 187 مليار دولار و نسبة النمو من 3.2% إلي 8% و الدين الخارجي47 مليار دولار و الداخلي حوالي 30 مليار دولار و التضخم 2.7%و و البطالة 7.4 % و كان 20 % تحت خط الفقر و 25 % علي خط الفقر . و الدولار قيمته 5.5 جنية عندما نقارن هذة الارقام بما يحدث اليوم بعد سبع سنوات حيث الدولار 17 جنية ثلاثة أضعاف ما كانه و حيث معدل التضخم 36% عشرة أضعاف ما كان .. و الدين الخارجي 85 مليار حوالي ضعف ما كان و الداخلي أصبح فلكيا و عدد الفقراء تجاوز نسب 2011 بمراحل حتي كاد ان يشمل مجمل الشعب .. فعلينا أن نتساءل لقد هاج الشعب و ثار لتحسين حالته الاقتصادية .. فكيف وصل لهذا البؤس كان الاقتصاد المصرى قائم علي إيرادات قناة السويس .. و السياحة و البترول ..و تصدير بعض المصنوعات مثل السجاد و السيراميك و المنتجات الزراعية مثل البطاطس و البصل .. ومع ذلك فالميزان التجارى لم يكن في صالح مصر . اليوم تناقصت كل هذة الانشطة خصوصا السياحة و أصبح الميزان التجارى كارثة يتم تغطيه عجزة بالديون .. بعد أن حل محلها.. ((تجارة الجملة و التجزئة و الانشطة العقارية و التشييد و البناء و الاتصالات و الحكومة العامة )) إقامة المئات من الوحدات السكنية التي أصبحت تمثل ثروة مليونة و المضاربة بأسعار الاراضي ..و شق الطرق و إقامة الكبارى هي السمة الاقتصادية التي بدأها .. المهندس الشاطر و رفاقة .. ثم تولاها بعد سقوطهم رجال الهيئة الهندسية . عندما جلس الرئيس مرسي علي كرسي العرش .. لم تكن لدية خطط للخروج من المخاضة الاقتصادية التي تجعل 45 % من الشعب المصرى فقيرا و التي تستنزف جزء ليس قليلا من الميزانية المصرية لتسديد فوائد الديون الخارجية و الداخلية ..و التي جعلت الناتج المحلي أقل من بلاد محدودة السكان و الامكانيات مثل قبرص . ((دولة التجار)) كما سمتها (جريدة الوطن) و التي قادها حسن مالك و خيرت الشاطر ..كانت الحل الذى قدمه حزب الرئيس الجديد . (( الإخوان يعتمدون فى اقتصادهم على دولة التجارة، فبالنظر إلى استثمارات رجال الأعمال من الإخوان، تجد أغلبها شركات تجارية وتوكيلات، ولا يوجد لديهم مصنع أو منشأة اقتصادية)). وهكذا جاء الصدام السريع مع دولة التجار العسكرية .. و التي بدأت في زمن أبو غزالة كمحاولة لسد إحتياجات القوات المسلحة دون تشكيل عبء علي الاقتصاد المدني و تطورت في زمن طنطاوى إلي تقديم خدمات في السوق المحلي أبرزها تجارة الوقود و دور الضباط الترفيهية و عدد من فرق كرة القدم .. و إنتهت إلي عملاق إقتصادى تفنن أصحابه في خلق مجالات إستثمارية له و لافرادة من مدن جديدة و طرق و كبارى حتي توريد لبن الاطفال و اللحوم و الفراخ المجمدة . التجار و اجهوا التجار في 2012- 2013.. و كان النصر للتجار الميرى .. و إنسحاق أبناء حسن مالك و خيرت الشاطر. عندما خرجت الجماهير في مثل هذا اليوم .. تهتف ضد حكم المرشد .. و تحرق المقر و تطارد المليشيات .. كان كل فرد من المتظاهرين له تصوره الخاص .. لقد كان البعض يكره أن يعيش في دولة الشريعة و يطالب بالمواطنه الكاملة .. و كان البعض يرى أن الاداء الاقتصادى للجماعة خلال العام لم يحل المشاكل المزمنه و أن تاسيسه علي التسول و الشحاته لنجده المحروم و الغلبان فكرة محدودة التأثير .. و كان البعض يرى أن الاخوان خانوا الهدف فلم ينشئوا دولة الشريعة و تقاعسوا في فرض الحجاب علي النساء و تنظيف الشواطيء من السابحات الفاتنات ..و كان التجار في السوق يرون أن قوة الاخوان الاقتصادية كافية لإخراجهم من المنافسة ..و كان رجال النظام المباركي يعدون وجوها جديدة يتقدمون بها للجماهير لإستعادة مواقعهم علي أساس أن نظامهم قد تعلم الدرس . أما في بلاد الواق الواق .. حيث المخابرات المركزية ترقب .. و تخطط .. وتعيد التقييم .. لم تجد وفود الاخوان المسلمين هناك أذان صاغية .. فالاهداف التي وضعها الواق واقويون كي تتحقق .. غابت عن النظر داخل موجات الاتربة المتصاعدة من الصراع . في بلاد الواق الواق .. يريدون تحقيق تعليمات البنك الدولي و زيادة مقدار الديون الخارجية .. وإنفاقها في أعمال غير إنتاجية .. و زيادة مقدار خدمة الدين المستنزفة من الميزانية المصرية لصالح الديانه .. و يريدون .. مانع مائي أوسع من الذى عبره المصريون في 6 إكتوبر .. ويريدون تطوير أرض المعركة التقليدية بحيث تحتوى علي ثروات البلاد و لا يجروء كائن من كان علي التضحية بها و إشعال حرب جديدة . في بلاد الواق الواق لايريدون كتله متماسكة بالمنطقة تحت أى مسمي سواء قوميا أو دينيا ... يريدونها كنتوتات صغيرة متصارعة ضعيفة ..و في نفس الوقت مورد لجنود يصارعون في الجبهة التي ستؤدى إلي مصالح الكبار . الاخوان المسلمين .. أخطأوا بتقديم أنفسهم كبديل لنظام مبارك يتحركون علي دربه .. و لم يعوا الموقف الثورى للحالة التي عليها جماهير 2011 .. و تصوروا أن حلم وحدة الشعوب الاسلامية كافي لحل كل المشاكل و الازمات .. رغم أن هذا الحلم نفسه لم يعد يعني الكثيرون .. فخسروا المعركة .. و عاد النظام بوجوه جديدة أقوى .. تعرف أين تضع أقدامها لتنفذ الخطط التي عجز أصحاب اللحي المهذبه عن تنفيذها .. و كأنك يا أبو زيد لا رحت و لا جيت .. لقد أجهض الاخوان الحالة الثورية التي كانت عليها الجماهير .. و ضاعت الفرصة للخروج من مخاضة مليارديرات بلاد الواق الواق و كوبرادوريهم .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دليلك للتعرف علي موظف فاسد
-
لبست ثوب العيش لم استشر.
-
نعم .. المليونيرات يحكمون ويتحكمون .
-
نظرة لما بعد حرق الاعلام .
-
ما هي الخطوة التالية يا سادة ؟؟
-
بونابرت في مصر..
-
نشأة الحضارة (ول - ديورانت )
-
23 يوليو( خمسة وستين سنة مرار )
-
خمسون الف سنة حيرة
-
قراءة في أسفار التحضر
-
مؤشرات الدولة الفاشلة
-
من الذى يحكمنا Ruling class
-
العيش في غابات المسلمين .
-
خُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما
-
في بلدنا عبث و نهب وتدمير.
-
نعم .. لقد فشل مشروع التحديث
-
نصف قرن يمر علي هزيمة 67
-
هل يشهد عام 2018 تغييرا
-
التخريب الاركيولوجي.. يا ناس
-
برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|