أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب عبدكي - السياسية فن ( اخوان المسلمين وعبد الحليم خدام )














المزيد.....

السياسية فن ( اخوان المسلمين وعبد الحليم خدام )


شهاب عبدكي

الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 03:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء في كتاب علم السياسة لدكتور حسن صعب أن السياسة هي فن المساومة و التسوية ، والمساومة والتسوية هما وسيلتان ضروريتان من وسائل التراضي الاختياري ، والتراضي الاختياري هو أرفع صورة من صور التفاهم في المجتمع الراقي.

هذا التصور أو التعريف من وجهة نظر خاصة نعبر عن حالة عامة في المجتمعات ، ولم يعطي الجواب في الجزئيات التعامل السياسي ، لذلك قد يأتي التسامح في السياق التعريف ولكن دون ظهور محتواه بشكل صريح ، ولكن هل التسامح يشمل من أجرم بحق الشعب والدولة.
والسؤال الثاني هو لماذا لم يتراجع قبل هذه الضغوطات الموجهة لسوريا و التداعيات اغتيال الحريري وإقصاءه من مركزه كنائب لرئيس الدولة ، فعبد الحليم خدام أحد أقطاب النظام ومؤسس لسياسته و فاعل في المظالم التي واجهت الشعب السوري ، فهو متهم قبل توجيه التهمة وهو مدان قبل إثبات التهمة، وبرأي ليس من البساطة التعامل معه ، وان الذي فات مات حسب قول شعبي ، وقد تكون المسامحة في علم السياسة لا يمكن مقارنته بما هو موجود في القانون العقوبات ، حيث الجزاء هو رد فعل ايجابي على ما يصدر من الفاعل من جرائم بحق المجتمع ، و في هذه الحالة قد يتم مسامحة عبد الحليم خدام عن ما صدر منه أثناء مسيرته السياسية في كل أرائه ومقابلاته و علاقاته السياسية ، ولكن لا يجوز أن يكون هناك من ينوب عن الشعب السوري في مسامحته عن جرائم التي ارتكبت و حصلت بموافقته كونه كان عضواً في القيادة القطرية (قائد الدولة والمجتمع) والمعروف في قانون المحاكمات أن العقوبة توقع باسم الشعب وليس باسم شخصية أو طرف معين ، وما ذهب إليه جماعة الإخوان المسلمين في بروكسل والاتفاق معه على وثيقة لخلاص الوطن قد يفوق المناورة في علم السياسية ، إنما هي وثيقة لتبرئة عبد الحليم خدام من التهم الموجهة له.

وقد أبدى جماعة الإخوان في الآونة الأخيرة مرونة وتغير في بعض المواقف تجاه القضايا الأساسية في البلاد ، فكانت محل ترحيب من جميع القوى بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر ، ولكن أن تصل المرونة إلى حد مسامحة فاعل أساسي ما ألت إليه الأوضاع في سوريا ، هذه قد تكون بداية للإشكاليات في المستقبل للمسائل المصيرية، وأن الاختلاف في وجهات النظر سوف يرتقي إلى
صرا عات غير مبررة لا تخدم سوى فئة .
كما أن جماعة الإخوان قد عبرت وأكثر من مرة على أنه لابد من التوافق في الرؤية لقضايا المركزية في السورية و الاستحقاقات المقبلة ، و بادرت في عكس الاتجاه عندما وضعوا مشروع كامل من وجهة نظرهم وعبد الحليم خدام حول مستقبل سوريا دون مشاورة مع أي طرف أخر سوى الإشارة لإعلان دمشق في مقدمة الوثيقة وقد تكون هذه مناورة أخرى من جماعة الإخوان لكسب رأي بعض الأطراف الموقعين على وثيقة إعلان دمشق .

وحتى لا نبتعد عن الحقيقة ، الإخوان لهم مشروع خاص داخل سوريا ، والمرتكز الرئيسي لفكرهم في السنوات الماضية كان بناء نظام شمولي كسواه من الأنظمة التي تتبنى فكر الحزب الواحد على أساس ديني ، ومع التغيرات الدولية وسقوط أغلب الأنظمة الشمولية بدا التحول في خطاب الإخوان و آلية التعامل معهم وكتعبير على ذلك ما نشر عنهم من بيانات وتوضيحات ، وكذلك ما جاء في ميثاق الشرف ورؤيتهم حول قضية الكردية ، حيث اعتبر بداية لتفهمهم لمكونات الشعب السوري والخصوصيات التي يتمتع بها ، ودل ذلك على مواكبة جماعة لتغيرات الدولية ، وأن لديهم مشروع جديد للعمل داخل سوريا ومع الشركاء بغض النظر عن الخلاف الديني والمذهبي والقومي وقد تضامنوا مع وثيقة إعلان دمشق ، وبذلك انخرطت الجماعة في العمل السياسي من بوابة الشراكة ضمن وحدة البلاد ، وما يقلق مما سبق أن الإخوان لهم خطوط غير مرئية وهذا لا يشجع للمراهنة على أي خط يسير عليه الإخوان ، خاصة وأن الظروف التي يمر بها البلاد وما ينتظر من جميع لا يتحمل التقلبات ، وإنما إستراتجية عامة لوضع الحلول لكل القضايا.

فالنائب السابق أخذ سك المسامحة من الجماعة، وهو المتهم بدفن النفايات في سوريا وهذه جريمة تعتبر من الجرائم الخيانة العظمى للبلد ، والوثيقة التي وقع عليها لا تبرئه دون محاكمة ، وبرأي المتواضع أن الإخوان قد أخطأوا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة بالنسبة لجميع القوى الموجودة على الساحة وفي الخارج، وإذا كانت هذه الوثيقة تعتبر مناورة سياسية أظن أنها تخطت حدود المناورة و العمل السياسي .



#شهاب_عبدكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواج المقاطعة مع الارث والشعب
- الجنسية من منظور القانون السوري - الأكراد الأجانب نموذجا-
- عراق المستقبل
- إعلان دمشق مدخلا ً وليس دستوراً


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب عبدكي - السياسية فن ( اخوان المسلمين وعبد الحليم خدام )