أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج كتن - لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية














المزيد.....


لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحد يرفض أن التغيير سنة الكون, لكن كثيرون يحافظون إرادوياً على ما يسمونه ثوابت مقدسة بالانفصال عن الوقائع الراهنة وعن الاتجاه العام للتطور المستقبلي, فالقوميون يفضلون العودة لثابتهم الرئيسي حول وجود الامة العربية غير الخاضع للتطور التاريخي، والإسلاميون يخضعون كل شيء لأحداث ونصوص "العهد الذهبي" منذ أربعة عشر قرناً, بينما اليساريون يفضلون النصوص الأوروبية للقرن التاسع عشر...
حراس الثوابت يفتقدون الحس بالزمن ويعيشون في عالم آخر ويرفضون التعلم من دروس الهزائم والتراجعات, ويصرون على نظرياتهم القديمة كبديل عن مواكبة العصر ويعتقدون أنها صالحة لكل زمان ومكان, ويتهربون من إجراء مراجعة شاملة لأسباب فشلها والخراب الذي أدت إليه.
إن التمسك بالثوابت "المقدسة" أمر ممكن طالما يقتصر على برامج لقوى سياسية خارج الفعل المباشر, أما في السلطة فالتعامل مع الوقائع العالمية والمحلية لا يحتمل ترداد الثوابت، ويتطلب سياسات تتعامل بعقلانية مع الوقائع المحيطة، وإلا قاد تجاهلها لكوارث ومزيد من التخلف والانعزال عن المسيرة الإنسانية.
هذا الوضع يواجه تيارات سياسية عربية وإسلامية وخاصة منظمة "حماس" بعد حصولها على غالبية في المجلس التشريعي الفلسطيني وتكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة, إذ لم يعد بمقدورها الاستمرار في سياسة : "فلسطين وقف إسلامي من البحر إلى النهر". وهي تتشارك مع أطراف عربية وإسلامية في تجاهل التحولات التي شهدها العالم والمنطقة العربية والساحة الفلسطينية بدءاً من ثمانينيات القرن الماضي :

- توقيع اتفاقيات كامب ديفيد وخروج مصر أكبر دولة عربية من الصراع العربي-الإسرائيلي.
- انهيار الاتحاد السوفييتي الحليف الاستراتيجي للعرب وتحول العالم لقطبية أحادية.
- إخراج العراق من الصراع بعد حربي 1991 و 2003, بالإضافة لخروج الأردن بمعاهدة سلام, والانسحاب الإسرائيلي من لبنان حتى الحدود الدولية, وعلاقات عربية من مستويات مختلفة مع إسرائيل.
- جميع الدول العربية اعترفت بحق البقاء لإسرائيل بعد فشل 5 حروب نظامية وحرب شعبية فلسطينية طويلة في زحزحة الوجود الإسرائيلي الذي أصبح أمراً واقعاً, ليقتصر الدور العربي على تقديم دعم سياسي للفلسطينيين, وتأجيل التطبيع الكامل لما بعد إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان.
- رسوخ الدول القطرية بحدودها الراهنة وتحول الدعوة للتوحد لمواجهة عدو مشترك مفترض إلى شعار فارغ يتجاهل أن أولويات اكتساب القوة في عالم اليوم يتأتى من التقدم العلمي والتكنولوجي والتنمية البشرية والاقتصادية المعتمدة على المواطن الحر والنظام الديمقراطي.
- انتهاء الميول التوسعية الإسرائيلية واقتراب حدودها من القابلية للترسيم, واقتصارها على محاولة قضم القدس وبعض أراضي الضفة الغربية.
- المجتمع الدولي والغرب، لم يعد يعترف بحق إسرائيل في البقاء فقط بل بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم إلى جوار إسرائيل لتتعايشا بسلام كبديل عن الحروب المتعاقبة.
- أميركا رغم متانة تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل تباشر مصالحها في المنطقة بنفسها, بعد فقد إسرائيل لدورها كوكيل للمصالح الأميركية.
- تراجع موقف المجتمع الدولي من العنف المسلح, فالتفاوض أصبح الطريق المفضل لحل أصعب النزاعات الدولية.

هذه الوقائع أدت إلى نتائج لا يمكن تجاهلها, فالصراع العربي –الإسرائيلي بعد أن استغرق ما يزيد عن قرن, لم يعد صراعاً على الوجود بل نزاعاً على حدود, و تحول الاشتباك التاريخي بين العرب وإسرائيل إلى عملية سياسية للوصول إلى حلول واقعية سلمية, والصراع الراهن بغالبيته فلسطيني – إسرائيلي.
كما تحولت القضية المركزية التي كان العرب يتوحدون حولها إلى مسألة تهم شعبها مع تأييد عربي لا يتخطى دعم القرار الفلسطيني المستقل, بعد افتضاح استخدام أنظمة عربية لشعار "القضية المركزية" لمنع الانتقال للديمقراطية, المهددة لهيمنة الأنظمة على السلطة والثروة, فبحجته عانت دول المنطقة من إعاقة إطلاق عملية التنمية لتحسين أحوال مواطنيها وتمتعهم بالحرية التي حرموا منها بحجة مواجهة العدو التاريخي.
كما أفاد الشعار في تفسير توجيه معظم الدخل القومي للأغراض العسكرية, فيما التسلح استنفذ ثروات الدول ولم يحرر شيئاً ولم تتجاوز "فائدته" مزيد من القوة للسلطات لتتمكن من قمع شعوبها. كما امكن استخدام القضية المركزية كأحد الذرائع للتدخل في الجوار: العراق والكويت – سوريا ولبنان...
لذلك لا نستغرب الآن انتشار الدعوات الواقعية ل: الأردن أولاً ومصر أولاً ولبنان أولاً والعراق أولاً والكويت أولاً وسوريا أولاً... ونميز بين استراتيجيتين في المنطقة العربية إحداها قديمة من أولوياتها التركيز على قضايا عربية خارج حدود القطر على حساب المسائل الداخلية, وأخرى تعمل على المسائل القطرية أولاً دون تدخل في قضايا الدول المجاورة.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوكت غرز الدين -مواطن- من صلخد
- -2006 ربيع دمشق-
- هل تنحسر المسيحية عن موطنها الأول المشرقي؟
- من كان بلا خطيئة فليرمه بحجر
- هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟
- تحالف عربي كردي للتغيير الديمقراطي السوري
- العقلية القديمة في قراءة -إعلان دمشق- أعضاء المؤتمر القومي ا ...
- المؤتمر القبطي العالمي الثاني - ضمان حقوق الأقليات جزء من ال ...
- في المسألة القبطية -العلمانية هي الحل-
- إعلان دمشق يستبق تقرير ميليس
- جمهورية الفاكهاني لن تعود
- غزة غابة سلاح, أم نموذج لدولة فلسطينية قادمة
- معن بشور والتكامل القومي مع الإرهاب الصدامي والأصولي
- فهمي هويدي وغلاة الكرد
- وداع العروبة
- الطالبانية في مواجهة الحداثة
- الإرهاب في مواجهة الحداثة
- ماذا تريد حماس من هجماتها المسلحة على السلطة الفلسطينية؟
- حزب الله، ماذا يقاوم؟
- الازدواجية في ديمقراطية جماعة الإخوان السورية


المزيد.....




- بيونسيه تتوج مسيرتها بجائزة طال انتظارها ونانسي عجرم تطوي صف ...
- فرنسا: هل ينجو بايرو من حجب الثقة؟
- أمريكا - إسرائيل: أي حدود للتحالف بين ترامب ونتنياهو؟
- بعد تبرعه بـ 100 مليار دولار للأعمال الخيرية، هل يترك بيل غي ...
- شتاينماير يطالب من الرياض بإطلاق الرهائن وبتطبيق حل الدولتين ...
- -مازلت متعطشا-.. نوير مستمر في حراسة عرين بايرن ميونيخ
- ترامب يعلن رغبة بلاده في الحصول على المعادن من أوكرانيا مقاب ...
- -زومبي من أجناس متعددة-.. زاخاروفا تعلق على عدم قدرة أوروبا ...
- رئيس البرلمان البولندي يدعو أوروبا لتقليص الاعتماد على الولا ...
- بيسكوف: لا يوجد أي تقدم في عملية تنظيم لقاء بوتين وترامب


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج كتن - لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية