أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمانا السامرائي - الأسئلة الوزارية : عدالة في مهب الريح.














المزيد.....

الأسئلة الوزارية : عدالة في مهب الريح.


سمانا السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 5916 - 2018 / 6 / 27 - 05:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


نظام الامتحانات الوزارية نظام وضع لضمان العدالة بين الطلاب لكن الأسئلة الوزارية تتسرب كل عام كما لو كانت عادة، ليس فقط أسئلة السادس إعدادي بل أسئلة المراحل الدراسية المنتهية جميعاً، فلماذا يحدث هذا؟ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى حصول ذلك بشكل متكرر؟

قد يكون الجواب الذي ستنطق به ألسنتنا تلقائياً هو تراخي الوزارة في عملها وانتشار الفساد الإداري، وهو أمر صائب دون أي جدال، لكن دعنا نفكر قليلاً أكثر هل هذا هو السبب الوحيد؟ لماذا تنشر بهذه السرعة بين أوساط الطلاب مقارنة بالماضي؟ لماذا تسرب أسئلة السادس الابتدائي أيضاً؟

في نظرة فاحصة على المجتمع انطلاقاً من هذه الظاهرة، يمكننا ملاحظة عدة أمور

"الغش الدراسي" كلمة ودعت قواميس المجتمع العراقي لتحل محلها كلمات مثل "مساعدة" و "تعاون" و"ذكاء" و"شطارة" لتدل على نفس الأفعال التي تندرج تحت عنوان الغش الدراسي، مغيرة بذلك صورة هذا الفعل الدنيء إلى عمل صالح يعود بالخير على الآخرين، والقائم به ذو قدرات ومهارات تفوق رفاقه، وبهذا اختفى شعور بالخزي والعار وتأنيب الضمير الملازم للأفعال على هذه الشاكلة التي تمنح المرء ما لم يستحقه، مخلاً بذلك بالعدالة ومتسبباً بأضرار بالغة للآخرين.
التأكيد الشديد على تخصصات القمة من قبل الآباء على أولادهم في حالة المرحلة الإعدادية الأخيرة دون الأخذ في الاعتبار القدرات التي يتمتعون بها، مما يجعل الأولاد يتجهون باحثين عن طرق ملتوية لتحقيق الدرجة التي تمكنهم من التخلص الفوري والسريع من هذا الضغط النفسي المؤلم ونيل ثناء الآباء.
التأكيد الاجتماعي بشكل عام على تخصصات القمة، ونسب الصفات الجيدة لكل الدارسين فيها ومنحهم الاحترام والتقدير مقابل الانتقاص من التخصصات التي لا تعد من القمة يؤدي إلى جعل المجتمع برمته مجنون لتحصيل درجات عالية للدخول لتلك التخصصات كيفما كانت الطريقة، ومع ضعف القيم الأخلاقية وتقديم الخطأ بصور أخرى مخادعة كما ذكرنا أعلاه، يصبح كلاً من الآباء والأبناء لا يمتلكون أي حصانة ضد إغراء الأسئلة المسربة أو حتى شراء نسخ للأسئلة بأنفسهم.
الربط بين الدرجات العالية في الدراسة وبين ذكاء الطالب وتقديره وتمييزه على هذا الأساس وخصوصاً في المراحل المنتهية حيث يكون تحت أقصى درجات المراقبة من المجتمع يدفع بجميع العوائل والطلاب إلى اتخاذ طرق ملتوية المتوفرة بغض النظر عن عن الاعتبارات الأخلاقية أو الدينية.
كذلك السخرية الدائمة من الدراسة والدارسين المجتهدين، وتصوير التعليم هذه الرحلة السامية كعمل شاق كئيب ممل متعب مزعج في الطرف والأحاديث اليومية، وفي منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك حتى ببعض الخطب التنموية التي تشير إلى إن الدراسة غير مهمة وإن لا حاجة بك للدراسة لتحقيق نجاحات عظيمة، الأمر الذي ينعكس سلباً في عقل الطالب اليافع وينمو معه في بواطن عقله كحقيقة أكيدة، ويدفعه لاحقاً لرؤية الدراسة كحمل ثقيل يود الفرار منه بأبسط الطرق.




وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال إعفاء الطالب المخطئ من مسؤوليته، فكل شخص له كيان منفصل عن محيطه وله عقلاً يمكنه من اتخاذ خيارات خاصة به.

كما لا يمكننا إعفاء الآباء والمجتمع بصورة عامة أيضاً من مشكلة تسريب الأسئلة، فالمجتمع لم ينكر الباطل بل رحب به وتقبل كلاً من المُسرِب كبطل معوان خيّر والطالب الذي حصل على الأسئلة كذكي شاطر تمكن من الفوز غاضاً النظر عن المبادئ الأخلاقية، كذلك فعل المجتمع كل ما يمكنه لينفر الطالب من الدراسة مع جعله جشعاً للدرجات العليا ولتخصصات قد لا تلائمه.
لا تنتشر الأشياء إن لم يكن لها سوق والمجتمع خلق سوقاً مرحبة بهذه الأسئلة المسربة الغير الأخلاقية والغير القانونية وبوسائل الغش على أنواعها، الأمر الذي أدى بها إلى توسع رقعة انتشارها وتطور هذه الوسائل وسهولة الحصول عليها.
أزمة تسريب الأسئلة هي صورة من صور أزمة أخلاقية حقيقة تجذرت في المجتمع العراقي خلال عشر سنوات منصرمة وما زالت تستمر دون أن يلتفت أحد لذلك أو يسمي الأمر بمسمياته.



#سمانا_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمانا السامرائي - الأسئلة الوزارية : عدالة في مهب الريح.