أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وعد عباس - نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 3)














المزيد.....

نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 3)


وعد عباس
كاتب وباحث

(Waad Abbas)


الحوار المتمدن-العدد: 5916 - 2018 / 6 / 27 - 02:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد أن تناولنا مفهوم الفقر في المقالين السابقين وأسبابه وأسباب ديمومته ، أتناول في مقالي هذا أثر الفقر على الفرد والمجتمع .
وضع النفساني الأمريكي "أبراهام ماسلو" الحاجات الانسانية في تسلسل هرمي من حيث سعي الفرد لإشباعها ، فكانت الحاجات الأساسية : الحاجة إلى التنفس – الماء – الطعام – الإخراج – النوم ، في قاعدة الهرم ، حيث أنها أكثر الحاجات تحكما في سلوك الإنسان ، وإن عدم اشباعها يؤدي بالفرد إلى الإحباط .
ولأن الفقراء أساساً غير قادرين على اشباع الحاجات الأساسية ، وغالبا ما ينامون على بطن جائع ، فقد انطبقت عليهم المعادلة النفسية :
الرغبة في اشباع حاجة ضرورية وجود عائق قوي احباط
الجدير بالذكر أن الإحباط ليس الاضطراب الوحيد المترتب على الفقر ، وإنما يترتب عليه اضطرابات أخرى كالشعور الدائم بالحزن واليأس والقلق ، والإحساس بالذل والعار ، وتدني مفهوم الذات ، لكن الإحباط هو المصدر الرئيس لبقية الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية التي تمارس تأثيرها على السلبي على جسد الفقير ومحيطه الأسري والاجتماعي .
إذ أن تلك الاضطرابات اضافة إلى سوء التغذية وتعرضهم للبرد والحر وتغيرات الطقس الأخرى تسهم بشكل فعال في تدني المستوى العقلي للفرد فينعكس بصورة سلبية على إدارة الفرد لحياته وحياة اسرته . فقد نشرت جمعية علم النفس الأمريكية (APA) نتائج دراسة أجراها "سيبالو" الذي تربى في عائلة فقيرة ، عن مسألة تأثير الفقر في الصحة النفسية ، إذ توصل " إلى أن أدمغة الاطفال الفقراء تبدو مختلفة عن أدمغة أطفال العائلات المتوسطة الدخل أو الثرية ، وأن قشرة الدماغ هي التي تتأثر بالحالة الاجتماعية ، خصوصا أنها اساسية للوظائف العصبية التنفيذية ، ما يجعلها مرتبطة بالذكاء والنجاح الاكاديمي ، ونقلت الجمعية عنه انه عندما تتحسن حالة العائلة الاجتماعية فتعاني نسبة اقل من الفقر تتحسن قدرة الطفل على التذكر والتنظيم (1) وأن هذا الكلام ينطبق على البالغين من الفقراء وليس على أطفالهم فقط .
وينتقل تأثير الاضطرابات النفسية إلى جسد الفقير ، فيمسي رفيقا للامراض السيكوسوماتية كالقولون العصبي وقرحة المعدة والجلطة وأمراض أخرى .
كما أن شعوره بالاحباط يؤدي به إلى نوبات من العصبية المفرطة والغضب وغالبا ما يتخذ الأب من الأسرة وسيلة لتفريغ غضبه ، يساعده في ذلك قلة ثقافة الزوجة وعدم قدرتها على امتصاص عصبية زوجها ، خاصة وأنها في وضع نفسي ربما يكون أسوأ ، فتلتقي النار بالنار ، وتحدث المشكلات الأسرية التي تؤدي إلى الإنفصال أو إلى ما هو أعظم كالقتل وغيره ، فتنشأ أسرة مفككة تكون عالة على المجتمع .
ولا ننسى حقيقة أن شعور الفقير بالظلم والاغتراب يُضعف انتماءه الوطني ، ومستواه الأخلاقي ، فتصبح بيئة الفقراء مستعدة لاستقبال شتى الأفكار الإجرامية والمنحرفة ، وقد حدث ذلك في المجتمع العراقي ، فانتشرت ظواهر لا أخلاقية ، اضافة إلى العنف الذي اصبح مزدهرا في مناطق العراق الفقيرة .
أما عمالة الأطفال فهي نتيجة حتمية للفقر ، وهي من أعظم الجرائم التي لا بد من مكافحتها ، فهناك مئات آلاف الأطفال التي يتسكعون في الشوارع من أجل الحصول على لقمة العيش ، وليس يعنينا هنا هدفه من العمل ، بقدر ما يعنينا أثر تلك العمالة في شخصية الطفل ، فالطفولة هي مرحلة بناء الشخصية أو كما قال عنها "سكنر" :
"اعطني عشرة أطفال فأصنع لك منهم طبيبا ومهندسا ولصا ... "
إن آلاف الأطفال اليوم معرضون للانحراف والانجراف وراء تيارات مجرمة ، سيشكل هؤلاء الأطفال غدا خطرا على البشرية جمعاء لا على العراق فقط .



#وعد_عباس (هاشتاغ)       Waad_Abbas#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازوشية العاشق وسادية المعشوق في الشعر العامي العراقي
- تشوه صورة المرأة في الشعر العامي العراقي
- نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 2)
- نحو دراسة الفقر سيكولوجيا (الجزء 1)
- -لوم الذات- ظاهرة نفسية تنتشر في الشعر العامي العراقي
- ما لم تلتفت إليه منظمات المجتمع المدني في العراق


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وعد عباس - نحو دراسة الفقر سيكولوجياً (الجزء 3)