أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جميل السلحوت - أن تكون بين حفيدتين طفلتين














المزيد.....


أن تكون بين حفيدتين طفلتين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 23:02
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


جميل السلحوت
أن تكون بين حفيدتين
أن تكون جدّا فهذا يعني أنّ قلبك سيمتلئ حبّا بريئا لا مصلحة لك فيه، فحبّ الأحفاد غيث يهطل على قلوب الأجداد، فيروي ظمأ أرض قد تكون عانت من الجفاف، أو لم تأخذ حقّها كاملا من الرّيّ، وما أن يأتي الحفيد الأوّل حتّى تخضرّ بساتين القلوب. وهذا ما حصل معي حيث أزهر قلبي حبّا عندما رأيت حفيدي الأوّل "كنان" المولود في ١٥-٨-٢٠١١، كنت قبل ذلك أعرف أنّ الأجداد يحبّون أحفادهم حبّا جمّا، لكنّ عقلي لم يستوعب مقدار هذا الحبّ قبل أن أعيش تجربته.
سمعت بالمثل الشّعبي القائل:" ما أغلى من الولد إلا ولد الولد" منذ سنوات طفولتي، لكنّ ذلك لم يسعفني بالمعرفة الحقيقيّة لحبّ الأجداد للأحفاد قبل أن أصبح جدّا، وقد ألحّت عليّ كثيرا قضيّة تفسير هذا الحبّ، وتساءلت عن أسباب ذلك! فهل المرء عندما يصبح جدّا يكون قد نضج عاطفيا؟ أو ازداد وعيه وخبرته في الحياة؟ أم أنّه يرى في الأبناء والأحفاد امتدادا لبقائه بعد وفاته؟ وأثناء انشغالي بالبحث عن تفسير مقنع لذلك قرأت مثلا اغريقيّا يقول:"ابنك ولدته مرّة، وحفيدك ولدته مرّتين". توقفت كثيرا أمام هذا المثل الذي أثار اعجابي. لكنّني دخلت في متاهة ثانية، وهي: هل الحفيد الأوّل سيملأ فراغات القحط في القلب، بحيث لا يكون مكانا آخر لأحفاد آخرين؟
الحفيدة الثّانية "بنان".
وروادتني هواجس بأنّ حفيدي الأوّل قد ملأني حبّا، ولم يعد في قلبي حجرات لحبّ أحفاد آخرين، لكنّ حدسي أيضا جانب الصّواب، فعندما أطلّت علينا بنان شقيقة كنان، وجدتني أعيش تجربة حبّ الأحفاد من جديد، فشعرت بسعادة أراحتني كثيرا، وحجزت مكانا لها في قلبي لا يقلّ عن مكانة أخيها، وكتبت لهما قصّة أطفال أسميتها "كنان وبنان".
الحفيدة الثّالثة "لينا".
وفي ٢١ أيّار –مايو- ٢٠١٥، شرّفتا الحفيدة الثّالثة لينا ابنة قيس ومروة، كنت يومذاك في زيارة لأبويها في شيكاغو، وكانت لينا الطفل الأوّل في حياتي الذي أحمله بعد ولادته بساعة فقط، فأنا لا أجرؤ على احتضان الأطفال حديثي الولادة خوفا من أن أؤذيهم، لكنّ جدّة لينا قدّمتها لي فور دخولي غرفة الوالدة في المستشفى، فاحتضنتها على غفلة منّي، شممت لها رائحة زكيّة تملأ القلب حبّا وطمأنينة، رائحة لا تزال ترافقني حتّى يومي هذا، عشت مع لينا ٧٩ يوما، وعندما أزف الرّحيل وافترقنا، بكيت من لوعة الفراق، نزلت دموعي لفراق لينا وليس لفراق غيرها مع محبتي الكبرى للآخرين، وربّما كان بكائي لخوفي من فراق لن يعقبه لقاء، لخيارات لست طرفا فيها، فكيف سأعيش في القدس وحفيدتي التي لم أرتوِ من حبّها في شيكاغو على بعد سبعة آلاف ميل عنّي؟ لكنّ حبّ لينا بقي ملتصقا بشغاف قلبي المعذّب، وهنا وجدتني أمام مقولة الفاروق عندما سئل: أيّ أبنائك أحبّ إليك؟ فأجاب: "الصّغير حتّى يكبر، والمريض حتّى يشفى والغائب حتّى يعود"، ولينا هنا ينطبق عليها شرطان من شروط أكثريّة الحبّ؟، فهي طفلة صغيرة وغائبة أيضا، ورغم أنّ "الحفيدين كنان وبنان" نهر حبّ يصبّان حبّهما في قلبي، إلا أنّ جزءا من هذا القلب بقي يعاني لبعد لينا عنّي، فحلمت كثيرا بلقائها، وكتب لها رواية "لنّوش"التي لا قت قبولا كبيرا، لكنّ بعدها بقي يعذّبني.
الحفيد الرّابع "باسل"
وفي ٢١-١-٢٠١٦ رزقنا بالحفيد الرّابع باسل بن لمى ومعتصم، فاحتلّ مكانا خاصّا في قلبي، وفرحتي به تعجز الكلمات عن وصفها، حتّى خيّل لي بأنّه الطفل الأكثر وسامة وذكاء في الكون، وأظنّه كذلك، لكنّ ولادة باسل أكّدت لي بأنّ قلبي بحر كبير، يتّسع لأنهار من الحبّ ولا يمتلئ، وكلّما أراه أو أسمع صوته أنتشي طربا وأرقص فرحا.
الحفيدة الخامسة"ميرا"
ولدت ميرا ابنة قيس ومروة في ١ كانون أوّل-ديسمبر- ٢٠١٧ في مدينة شيكاغو، رأيت لها صورا، وشاهدت "فيديوهات" لها، لكنّ قلبي كان يتوق لرؤية شقيقتها الكبرى لينا التي أنهت عامها الثّالث، فهل "البعد جفاء كما يقولون، أو "البعيد عن العين بعيد عن القلب"؟ عندما قرّرت وزوجتي زيارة شيكاغو في ٨-٥-٢٠١٨، وما أن رأيت "ميرا" حتّى ذهلت من هول المفاجأة المفرحة، التفتّ إليها فابتسمت لي ابتسامة وديعة شرحت صدري، عيناها الزّرقاوتان اكتسبتا لونا من سماء صافية، تقاطيع وجهها استلهمت ألوان بساتين ورود الأرض وخيراتها، ضحكتها خرير جدول صغير عذب، أغرتني أن أحتضنها وأن أطبع قبلة على جبينها. طافت بي عاطفة جيّاشة، فتساءلت عن عدم اكتراثي كلّ هذه الأشهر الخمسة من عمر ميرا التي كنت بعيدا فيها عنها، لمت نفسي كثيرا، فمن له حفيدة مثل ميرا ويصمد خمسة أشهر وثمانية أيّام بعيدا عنها، كظمت حزني وعواطفي وأنا أمنّي النّفس بالعيش قدر المستطاع مع هذه الحفيدة الرّائعة.
أعدت ميرا لأمّها وحاولت احتضان شقيقتها الكبرى لينا، لكنّها صدّتني وابتعدت عنّي، فقد كانت ترقبني وأنا أداعب شقيقتها ميرا، فشعرت بالغيرة كما بدا لي، وأرادت معاقبتي لعدم انتباهي لها أوّلا وقبل غيرها، وبيني وبين نفسي شعرت أنّها محقّة، وغيرة لينا من شقيقتها ميرا ذكّرتني بغيرة كنان من شقيقته بنان، وغيرة كليهما من ابن خالتهما باسل، فهكذا هم الأطفال، يريدون أن ينفرد كلّ منهم بحبّ ورعاية الآخرين.
27-6-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-فليتسيا لانجر الشيوعية الانسانة
- بجون مؤاخذة-خسارة المنتخبات العربية ختمية
- يوميات فناء أمّة-كرم وتسامح
- يوميات رثاء أمّة- يا وجع القلب
- بدون مؤخذة- دعونا نحاسب أنفسنا
- بدون مؤاخذة-السلامة للأردن
- يوميات رثاء أمّة-شكرا قطر
- بدون مؤاخذة-عدت أيّها الشّقيّ
- يوميّات رثاء أمّة-سوزان
- بدون مؤاخذة-قطاع غزة جرحنا الدامي
- في ذكرى فيصل الحسيني-العظماء لا يموتون
- يوميّات رثاء أمّة: حاميها حراميها
- يوميات رثاء أمّة:الله يشفيه
- يوميات رثاء أمّة: معقول؟
- يوميات رثاء أمّة: كلّ يغني على ليلاه
- يوميات رثاء أمّة: صلاة
- يوميات رثاء أمّة-نجاسة
- يوميات رثاء أمّة:اختطاف الدّين
- يوميات رثاء أمّة-غثاء السيل
- يوميات رثاء أمّة- مفارقة


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جميل السلحوت - أن تكون بين حفيدتين طفلتين